مع الفلاحين في حقولهم
الأحد, 23/05/2010 - 10:36
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
تشهد جزيرتنا الخضراء هذه الأيام موسم عمل و حصاد
و قد كست الحقول أثواب العمل .
أصوات الفلاحين تنبعث في أذني رنات مختلفة منذ الصباح الباكر
فجرار يتحرك و حصادة جوعى تلتهم كل ما يقف في طريقها
و البذور تتهيئ للاجتماع السنوي في الأكياس المعدة للبيع .
الفلاحون يهرولون إلى الحقول حاملين مناجلهم لجني العدس
أو تراهم يتهافتون خلف جرار أو حصادة و الأمل ظاهر على
وجوههم بعد معاناة شديدة مع سنوات الجفاف التي هجرت
الكثير من الأهالي إلى هنا و هناك ..
تكثر في جزيرتنا زراعة القمح و العدس و الشعير
بل تعد المورد الرئيسي في القطر بتأمين هذه الحبوب .
كما زادت نسبة زراعة الكمون و الكزبرة و الحمص في
السنوات الأخيرة
بحيث تعد منطقتنا من الأقاليم المكتفية زراعيا
هذا و يجدر الإشارة إلى أن الأراضي في جزيرتنا
تنقسم إلى ثلاثه أقسام :
1 - أراضي ملكية و هي بيد الملاكين الأكراد و العرب
2 - أراضي مأجورة يدفع الفلاحون أجرتها سنويا
و هي الأغلبية
3 - أراضي عقود حيث كان يجدد العقد كل خمس سنوات
تلقائيا مع دفع الفلاح أجور المثل
و لكن الطامة هذه السنة أن وزارة الزراعة أصدرت قرارا
يقضي بعدم تجديد تلك العقود
و ينص على تخلي الفلاح عن هذه الأراضي بنهاية هذا الموسم
أي 2010 و قد أصدرت مديريات الزراعة بلاغا بهذا الشأن
و أصدرت قائمة بأسماء الفلاحين الذين يجب عليهم التخلي عن
أراضيهم دون أن يعلم الفلاحون الأسباب و حيثيات القرار !!!
حقيقة لا يعلم أحد بمعاناة الفلاحين إلا حين يعايشهم
و يحيا بينهم أو يعمل معهم لابسا ثياب العمل و حاملا
أدواتهم يزرع و يحرث و يحصد تحت أشعة الشمس الحارقة
والبرد القارس
و قد حدث أن ساعدت أهلي بضع ساعات فكنت أقول
لنفسي : و الله إن لعمل ساعة في الحقول يعادل عمل سنة
في وظيفة إدارية ..
نرجو لجميع الفلاحين التوفيق
و نتمنى لهم موسما وفيرا و أياما تغمرها البركة و الخير
و شكرا .
الأربعاء, 26/05/2010 - 23:51
#3
و هذه بادرة طيبة من أخينا القدير : عماد
عله بذلك يضعنا و إلى جانب ما نثر من سرد دقيق ، و محاكاة للواقع
ضمن فجاج المتعه الأدبيه و هو يستفتح طرحه بكلمات تبينت و منذ الوهلة الأولى دقة
الصورة ، و وضوح المشهد ...
و ذاك لَعَمري شأن المتمكن ، و دأب اللبيب !
و بعيداً عن ما أثاره الأخ : عماد من شجون في هذا المضمار ، قد أنعطف تلقاء
إسلوبه و هو يتناول أي موضوع هو نحوه راحل ..
لا شك ألحظ كما يلحظ غيري تلك السمة الأدبية التي تتخل كتابات أديبنا و هو قد إستقل
مركب خاص به
يعي جيداً أدواته ، و يتدبر أغراضه
لا مراء أن ما هو بصدد ما يسطره لهو عمل ذهني شاق ؟!
يحتاج إلى مناخ معرفي كتابي فذ ، و زوادة من حسن الذائقة السويه !
تظل فيه عاطفة الرغبة في الكتابه لديه متصله
إتصالاً مشدوداً غير منقطع !!
ذلك أن المشاعر إذا تبعثرت في النفس تبعثر السرد على الورق ؟؟
و تحتاج أيضاً إلى قبضة من المؤلف على الحبكة أشبه ما تكون بالقبضة الحديدية !
فالحبكة أخطر مكون سردي ، و أكثر سيطرة منها على باقي الأغراض الأخرى
إذن و الحال هذا عساني أضيف :
ان ما ترك هذا الطرح في نفسي لهو خليط من مشاعر عديدة !
تناول لين المراس ، و مكين الجوانب
مزج رائع ، و دمج ذكي و الكاتب قد ألقى تلقاء لحاظنا مشاهد حية تكاد تنطق من شدة
تماسكها ، فضلاً عن حتمية حدوثها ...!
و أنت تنقل لنا أجواء الحقول و هي تعيش كرنفال الأرض و قد إزدانت بتبر لهو الخير حلولاً
لا شك تخليت مرائي أخرى :
فليس أندر من هذا الفصل ، وقت جني المحصول ، و حين قطاف الخير إن شاء الله
و هل ثمة أكمل من مشهد الطبيعه و هي تحتفل بعرسها ...؟
كلا و الله
و أنا أتخيلني هناك قد أقول :
اليوم و المركبة تنعطف بي نحو احدى القرى لا شك لفت نظري محيا الطبيعه و هي تكتظ بمرائي شتى ..
من النادر أن تجتمع سوية ؟!
و الوقت لهو آن أن يغذُ الناس السير نحو الحقول ..
و قفت لهنيهات فقط لأتأمل هذا المشهد ...
و إذ بي أطيل الشرود ، و أتمادى في الإسترسال ، تلقاء لوحة آسرة زانتها أنامل الله
و هو ربي قد ألقى نحوها روعة الألوان ، و إبداع الظلال ...
فبمجرد أن تصرف لحاظك عن وجه السماء ، ذاك الفضاء الممتد أبداً ، الساحر زرقة ، الباهر
صفاءً ، سرعان ما تلاحظ سرب من الفتيات و هن قد حثثن الخُطى نحو الحقل ...
يغزلن الضحك إنشودة ، و ينسجن الحيوية عملاً ..
سيمفونية و لا أروع منها ، زقزقة العصافير و شقشقة النور ، و سنابل تتمايل يمنة ، و تنحني يسرى
فلاح قد هبط تلة خضراء و إرتقى درب متعرج قاصداً حقلة ، ميمماً شطر محصوله ، و
الشمس تمده بخيوط هي من حنان ، و دفء علَّها الحنطة تكتمل ، و عساها الثمار تذوب
عذوقها ، وتحلو مذاقها ...
طفل يعدو خلف اوزة تاهت عن السرب ، و بقرة حرنت ومالكها يجذب الحبل
الملتف حول جيدها و جهد من عضلاته و هي تأبى المسير نحو الإسطبل ..
نسوة قد شمرن عن أكف النشاط و هن ينشرن الغسيل ، و يطعمن الدجاجات ..
بيوت طينية ، وأسطح واطيه ، غابت هناك على ناصية من الدنيا منسية ..!
عالم آخر ، و أناس غير ، بساطة في العيش ، وراحة من الصخب ..
بعيدة عن التعقيد ، لا دوي السيارات و لا أضواء الواجهات ..
منامهم في أول الليل و بداية النهار مع نداء الديكة و نباح آخر كلب عله يلحق فلول الظلام
و الصباح قد أسفر عن محياه ، ضاحكاً مستبشراً ، يعلن مجيء يوم جديد ، مليئ بالحيوية
معبأ بندى الأنسام و هي تداعب خصلة من خصلات شعر صبية أتعبها الإنتظار و هي تترقب
مقدم فارسها ..
و ماذا بعد ؟
لا شك تماديت و أنا أستطرد ، و لا بد أني خرجت عن الجادة
عفوكم مرامي
تحياتنا : عماد و أنت من أوحيت لنا بهذه الإستفاضة ؟!
الأربعاء, 02/06/2010 - 21:32
#4
كل التقدير أختنا gul
فقد تعودنا أن نشهد لك بصمة جيدة في كل موضوع
و إليك يرجع الفضل الكبير في بعث الحركة و النشاط في سائر
أقسام الموقع
فأنت من تقومين بإيقاظ الفلاحين في الصباح الباكر
وأنت من تدق على التنكة في القرية وقت السحور في رمضان
وأنت من تجلب لنا البيض من خن الدجاج
أراك لابسة زيا كرديا قرويا تارة
وأراك تتنزهين في أفخم عواصم العالم تارة أخرى
أتصورك تطالعين كتابا هنا و قاموسا هناك أحيانا
و أتخيلك فلاحة تحمل منجلها و تعمل في الحقل من الصباح إلى الغروب أحيانا أخرى
أحاول دوما أن أشبهك بموسوعة ثقافية حوت كل الألوان
أشكرك من كل قلبي
و دمت في تميز و التوفيق حليفك
الخميس, 27/05/2010 - 11:38
#5
تناول لين الملمس ثخين الجوانب ..... لا فضت لكم قمحة ... و لا انسلت منكم قشة .. البيان يهمي تلقاء مناخيرنا.... روائح الخزامى و البيلسان ( ما هو البيلسان )
الادراج عميق العذق ... سافر الثمار ... مسكون بالمشاعر و موشى بدقيق القمح المتناثر حول خصلات أعراف الأحصنة التي كانت تجر العربات في غابر الزمان .....
.............................................................................................. صانعة العسل
فلنحتفل بأولاد السماء و الأرض ........ كنوزنا الغالية ........ و لنشكر الرب العالي عليها ........ ابتلت العروق و ذهب الظمأ و ئبت أجر الصبر و الفقر انشاء الله
.......................................................................................... النبيل
وأنا أضم صوتي لصوتك أخي عماد وأدعوا لهم بالخير والبركة .
ذكرتني في الصيفية الماضية ذهبت بعد انصرافي من عملي مباشرة لشراء بعض النوط لإبنة أخي ، كنت متعبة والجو حار .
قال صاحب المكتبة : إن الزيت سيرتفع سعره لأنهم سيصدرونه للخارج .
قلت : إن شاء الله .
قال : وهو مستغرب ومعترض على دعوتي ..... أتدعين بالغلاء ...؟؟!!
قلت : لا .
إنما الفلاح يعمل تحت حر الصيف وبرد الشتاء ... بالمطر ... بالصقيع .وأنت جالس هنا تستخدم المكيف صيفاً وشتاءً .
وتنعم بكل وسائل الراحة وتبيع هذه النوطة البسيطة ب 600 ليرة أليس ذلك غلاءً .
ابتسم وقال : معك حق .
لا تكن وتراًً يعزف عليه الحياة ... بل كن عازفاً يعزف على أوتار الحياة أجمل الألحان