تصنيفات خطيرة - ألمانيا
نحن اليوم بصدد القاء نظرة عن قرب إلى داخل المجتمع المدرسي في المجتمع الألماني.. سنطوف في الجو الطلابي لنعرض أحد ظواهر الأمركة في هذه المؤسسة المنشِئة.
في البداية نأتي إلى الكلمتين cool و Bauer التين تستخدمان لتقسيم الناس إلى فئتين ولكن هذا التقسيم حسب وجهة نظر من؟..
الكلمة الأولى كما هو معروف تعني رائع أو ما شابه والثانية تعني فلاح. تعالوا لنرى صفة كل فئة كما يتداولها الطلاب..
إذا جاء الطالب بالثياب الماركة وكان لديه شريكة ويذهب في نهاية الاسبوع ليشرب مع أصدقائه فهو كوول، وإذا كانت تسريحته كعرف الديك فهو كوول .. وإذا كانت عبارات انكليزية وصور على ثيابه فهو أيضا كوول وطبعا يشترط في كل هذه الحالات أن يكون فان لأحد الفرق الأمريكية وأحد المشاهير في هوليود، وفان تعني محب. وأن لايعرف أي شيء عن الموسيقا الألمانية أو أفلامها. إلا إذا كانت على نغمة الراب أو الهيب الهوب الأمريكية.. ويأكل في ماكدونالدز.
أما من يستمع إلى الأغاني الألمانية كدويتشة شلاغر وهي موسيقى ألمانية جميلة أصبحوا يسمونها تقليدية وهي حكم الإعدام عليها طبعاً، من يستمع إليها فهو باور أي فلاح.. من يلبس ثيابا عادية فهو فلاح .. ومن يسرح شعره بشكل عادي ولايصنع له عرفا ويفجر شعره أو يجعل منه قنفذا (وهنا أبلغ اعتذاري للأستاذ شوجي) فهو فلاح.. وتمتد الأمور إلى أبعد من هذا .. فمن يكون مهتماً حريصاً على دراسته فاسمه streber أي الساعي وهو بذلك من الطبيعي فلاح.. فلا يوجد لديه الوقت ليخرج إلى هنا وهناك..
تقول فتاة روسية مدخنة.. لقد بدأت التدخين عندما أردت أن أبدو كوول بين زميلاتي..
وطالبة أخرى اضطرت إلى دفع آلاف اليورو من أجل تصحيح انحراف صغير في الأسنان وتجميل للأنف لتجعله حادا على حد تعبيرها ليشبه أنف نماذجها وقدواتها..
هل يعي المجتمع الخطر؟
إذا جاء أحدهم وقال لي أنت أيضا تؤمن بنظرية المؤامرة وأن أمريكا تقف خلف كل شيء .. فأقول دعك من وجهة نظري فأنا لا أؤمن بذلك وستعرف وجهة نظري في القريب.. بل أعرف وجهة نظر أحد الأحزاب الألمانية ، حضرت لها مناظرة مع الأحزاب الأخرى وهم يناقشون موضوع الأمركة بجدية تامة ويعلنون خطر ما تصدره من عنف وعري .. والحزب هو حزب القراصنة Piraten Partei.
ماهدف هوليوود؟ - المال ربما!.
في الجامعة:
قرأت احصائية بأن ساعات اهتمام الطلاب بمناهجهم قد نزل الى النصف في العشرين عاما الأخيرة ، ويعلل المشرف على الدراسة بأن الطلاب في السابق كان اهتمامهم منصب على الدراسة.. أما اليوم فقد أدار رأسه إلى أمور أخرى. إلى المرح خاصة..
لماذا هي دولة متطورة؟؟
من ملاحظتي لطلاب الجامعة فإن أغلب المجتهدون هم الذين حازوا على لقب الفلاح .. وهم الساعون والمطلعون والمغيرون هم الأصحاء الذين لم يشربو من نهر الجنون... أما الذين يسمون أنفسهم رائعين .. فإلههم اللهو .. وحياتهم ونسكهم ومحياهم ومماتهم للهو وبذلك أُمروا وهم له مسلمون..
الصراحة:
قبل أن أرى بنفسي كنت أظن أن هؤلاء يلهون وينفسون عن أنفسهم فيتفرغون للبناء والاجتهاد ولكني وجدت عبادة اللهو إلى درجة لم أكن أتخيلها.. ووجدت أن ابن خلدون كان على حق حينما قال الجيل الثالث(الرائعون) الذي بنى له آبائه (الفلاحون) هو الهدام. ومن يقول متطورون لأنهم شبعوا الجنس.. فأرد بمكبر صوت ذو صناعة يابانية قائلاً : أفضل الطلاب في كليتي لم يمسوا فتاة في حياتهم.. وهم في العشرين وواحد وعشرين.. فالموضوع ليس له علاقة بما يدعون.. بل بشيء آخر لا أعرف إن كنت سأطرحه..
أضيف الآن هامساً: من يحاول أن يشبع لكي يشبع، يجوع أكثر ..
ماذا أيضا؟
إذا أرادت حكومة أن تبدأ بتغيير عقلية شعب فهي تغير المناهج وها هي مصر استبدلت في مناهجها كلمة الفتح العثماني بالغزو.. إنهم يبدأون بتغيير الأطفال .. فماذا سنقول وأن مناهج الأطفال أصبحت في التلفاز تتبرمج أدمغتهم كما يريد صناع الأفلام والأغاني.
لن أشرب من نهر الجنون وإذا كان الرائع كما يريدون فأريد أن أكون فلاحاً وساعياً ولن أنجرف وأدخل سباقاً ليس له نهاية وبئراً ليس له قاع.
قبل عصر التلفزيون والغزو الاعلامي .. كان الذين يهتمون بالظاهر لديهم أهداف مختلفة منها تعويض عن نقص أو ابهار الآخرين أو التكبر.. أما الآن فأصبح الموضوع مختلفا ..لقد أصبح دينا جديدا..
في العزيزية في حلب كنت أحس نفسي في فلم أمريكي .. حتى انك ترين الاعلام الامريكية ملفوفة على الرأس أو الركبة عدا عن أزياء نجوم الراب وغيرها.. وانت تعرفين ذلك..
شكرا لمرورك أختي العزيزة..
دراسة ننحني لها تقديرا على جهودك أيها الغالي جوان
و أنت تعرفنا على واقع الطلاب و ثقافة الشباب في ألمانيا
الذين يتعرضون كغيرهم من غزو فكري وأمركة ثقافية
بأساليبها المتنوعة و تصنيفاتها الخطيرة
حقا إنها معركة الموضة التي سلبت ألباب الناس و برمجت حياتهم على هواها و مراميها
و في كل زمان و مكان يتميز من ابتعد عن الشرور و المفاسد
و سار حسب معتقداته هو لا كما يشيع لها الناس دون دراية
بخباياها و تأثيراتها السلبية
و شكرا
إنهم بهذا التقليد يعبرون عن انتمائهم إلى امبراطورية الحرية والديمقراطية والعلم الخارق .. التي تقف دائما منقذة للبشرية ضد الغزو الفضائي.. كيف لا .. وتظهر في أفلامهم إنهم قادرون على عبور الزمن والانتقال الى عالم الموتى والرجوع في ثوان..
الكوول (cool) يرى انه بانتمائه الى هذه الامبراطورية ليس عليه ان يدرس ويتعب كثيرا فانه لن يحقق ولا ذرة مما وصلت اليه امبراطوريته.. ويرى في كل شخص بانه ساع بانه فلاح جاهل يسعى ويكد ليحقق فقط القليل.
مرورك وسام لي .. شكرا لك
احسنت جوان الغالي وجزاك الله خيرا على المجهود الذي تبذله بطرحك
مقارنة جميلة بين الرائعين والفلاحين والنتيجة الرائعون هم الفاشلون والفلاحون هم الناجحون
اذا اتينا الى الرائعون نجد ان حياتهم مليئة بالمتطلبات وبالمقابل ليسوا محرومين من اي شيء بمعنى طبقة غنية ظاهريا اي الاعتماد على المظاهر في تعاملاتهم اليومية حتى ولو انهم من عائلة مرموقة ومعروفة وبالتالي ولد هذا الشي فراغا كبيرا لديهم ادى بهم الى ملئ الفراغ بالفراغ نفسه وانقلبت حياتهم الى دنيا مالكة مخدومة بدل من ان تكون خادمة ومملوكة وضياع القيم الانسانية بينهم وارجاع ما ازيل من عنصرية وتمييز وبالتالي قيام جيل الرائعون الذين هم حقيقة مثل البالون فارغ من الداخل
اما الفلاحون نجدهم ربما محرومين من المظاهر وربما ليسوا محرومين ولكنهم طبقة تملأ فراغها بالاجتهاد واساس التربية مزروعة بالطموح والسعي وراء هدف لانهم هم الزارعون ويحبون البذرة الصالحة فيحصدون مايزرعون ويقطفون ثمارها بتحقيق الطموحات وبلوغ الهدف
فكما قلت المطورون هم الفلاحون والرائعون هم الفاشلون وربما نظرية ابن خلدون صحيحة لان الجيل الثالث جلس على المائدة وحصل على المحتويات بدون مجهود الى ان يتدارك بعد فوات الاوان وضياع المحتويات والطاولة باكملها وحصول الفلاح على مائدته بعقله وجهده
فتصورا رائع يتحول الى فلاح ولكن بدون عبرة
اشكرك اخ جوان على الطرح واعذرني ان اطلت او تحيزت جانبا للموضوع
إن طبقة الرائعون الذين ذكرتهم يا أخ جوان يشبهون إلى حد كبير المفلسون من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
____________________________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..اشكرك جزيل الشكر اخي العزيز جوان اينما كنت في بلاد الغربة ..
المقارنة التي عملتها موجودة في كل المجتمعات ...بالمجتمع الشرقي ..والغربي على حد سواء ..
ابن الفلاح المسكين الذي يرى اباه من قبل زقزقة العصاقير وشروق الشمس يكدح طوال النهار ..
ابن العامل ...ابن الموظف الذي يعيش بشرف ولا يمد يده للحرام ..
هذا الابن يرى اباه كم يتعذب ...اباه يحكي له معنى الحياة ..وما هي الحياة ..
وماذا يعني الكفاح من اجل الحياة ..وكم هي الحياة حلوة ورائعة بوجود الكفاح ..
هذا الابن يشرب من حليب الكفاح والصدق والاصالة منذ نعومة اظفاره ...
هذا الابن نتيجة الظروف التي يمر بها ..يعرف قيمة الوقت والحياة ...فلا يدخر اي جهد من اجل الفوز بالحياة .
بالطريقة المثالية ...
اما الطرف الاخر ..ماذا راى من الحياة ...غير ان الوالدة دائما بالنادي ...والوالد مسافر من دولة الى اخرى ..
هذا الولد ينمو ويشب وكل ما يتمناه يحصل عليه ...
بيت ...سيارة ..الخ....
لا يخلى الامر بان البعض من هولاء الاغنياء ايضا كافحوا لحتى وصلوا لهذه الحالة ...لذا هم ايضا يحاولون بشتى الوسائل بان يعلم ابنه قيمة العلم والدراسة ومعرفة الحياة ..
ربما خرجت عن فحوى الموضوع فاعذرني اخي ...ولكن كل الطرق تؤدي الى روما ..
ولكن الذي استغربت من هذه العينة الموجودة بالمانيا ..المانيا ليست دولة بحاجة بان تقلد امريكيا...
فلديها كل شيء ...هي التي كانت حاكمة العالم لفترة من الزمن ..
كل شيء وارد وجائز في عالم كرة القدم ....
اتركك برعاية الله وحفظه ...
أخي جوان إصرارك على عدم الشرب من نهر الجنون والإنجراف مع تيار الرائعين ذكرني بقول أحدهم لي قال : أنتي دقة قديمة وغير متطورة وكل ذنبي أنني محافظة .
أخيرا أشكرك على نقل صورة عن تفكير الطالب ألماني .
وأحييك وأهنئك على إصرارك وتمسكك بقيمك .
مقالك جعلت أصابعي تتحرك على الكيبورد لوحده أردت أن أعلق على موضوعك
توضيح معبر عن الواقع الغربي فمثله مثل غير مجتمعات حتى أنه يشبه المجتمع الذي نعيش فيه إلى حد كبير بفروقات صغيرة تتعلق بالعادات والتقاليد الظاهرية
ودائما ما أقول أن الذي يريد أن يصنع يصنع أينما كان وما أكثر الأمثلة المتواجدة في حيواتنا أناس جاؤوا من قرى بسيطة وصنعوا الحياة التي يريدونها بكل شجاعة
لكي تحافظ على أحترامك لنفسك من الأفضل أن تزعج الناس بفعل ما تعرف أنه الصواب على أن ترضيهم بفعل ما تعرف أنه الخطأ.....