شمس من الغرب - المانيا

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 6 سنة 2 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 13/09/2006

 في الفصل الدراسي الشتوي للعام القادم يبدأ ولأول مرة في ألمانيا دخول فرع الاسلام للجامعات: تيبينغن و موينستر و أوسنابرويك حيث سيتم تدريب أئمة و معلمين للاسلام وتاريخه باللغة الألمانية. أي متخرجين بدرجة بكالوريوس ثم قد يليها الماجستير.

وزيرة التعليم أنيتا شافان قيمت الخطوة بالجانب المهم من أجل اندماج الأجانب في المجتمع وجانب مهم ضد الإسلاموية (الاسلام السياسي).

وأن تدريب الأئمة سيبنى على قاعدة الأبحاث اللاهوتية (Theology). وتقول (لأن حال الدين يكون أفضل إذا أعطي فرصة تطوير علم اللاهوت)وتقول ( في الجامعة يمكن أن تطور طرائق تاريخية نقدية )

اتصلت بدوري مع أحد المهتمين بالشأن حيث أبدا تخوفه من أن يتم زرع الأسلوب النقدي الذي سيولد نظريات شاذة وآراء غريبة كالتي تطرح من قبل البعض. أي أن الدين سيصبح مادة علمية وقد يتعرض لما تعرضه من بعض المدارس الفلسفية والمشاكل القديمة.. وأن المانيا قد تريد صبغ مسلميها بصبغتها وإعطاءهم لقاحاً ضد فيروس الإرهاب.

لكن وجهة نظري فيها تفاؤل أكبر و أحاول أن أنظر إلى النصف المملوء من الكأس. 

ألا يمكن أن تقدم هذه الجامعات طرائق أكثر منهجية مبنية على العقلية التي خبرت عصر العلم الحديث. فتخرج بعض المجددين لهذا الدين الذين يختلفون عن خريجي بعض المدارس المتحجرة التي تدرس العلم تلقيناً.. بعيداً عن أي منهجية علمية بل قد تحرم النقد وتقدس كتباً و  أشخاصاً بعينهم وتنزه آراءهم وفتاواهم. 

ألا يمكن في يوم ما أن يتم دخول التكنولوجيا لكشف بعض الأمور .. مثلاً أن يتم استخراج سير رواة الحديث وتاريخ ولاداتهم ووفاتهم وادخالها في برامج ذكاء صنعي يتم تمييز الخطأ بين آلاف المعطيات .. كأن يكون راو أول عن راوٍ ثان قد توفي قبل ولادة الراوي الثاني.
ففي مثل هذه البرامج يتم اتخاذ قرارات لايمكن بالالة الحاسبة او القوانين والصيغ الرياضية حلها وتمميزها.

وبالتالي يكون ظهور طفرة أخرى في علوم الدين التي توقف تطورها منذ زمن بعيد .. منذ زمن العلماء الذين كانو يبحثون ويطورون. ثم توقفت أعمالهم واعتبرت نهاية المطاف وأغلقت الأبواب ضمنياً رغم عدم إعلان ذلك.

ولاعجب يا أخوتي أن تروا مراسلكم في يوم ما منضماً إلى أحد هذه الجامعات بعد أن ينتهي مهمته في دراسة المعلوماتية. 

لكم مني تحية والى لقاء قد يطول.