يخال السيئون أن الربيع غير اّت

رد واحد [اخر رد]
صورة  nurhat's
User offline. Last seen 12 سنة 4 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/05/2010

كان بين فتى وفتاة حب جارف وعشق محتدم  وكان الفتى كلما رام

من فتاته  قبلة رضخت له وأسلمت له القياد وأذنت له بتقبيلها وهي

راضية النفس ،ظل هذا العشق يترعرع حتى أتى على الناس جدب

وقحط فأمحل الناس وخوت مستودعات العلف والتبن وباتو يخشون أن

تنفق دوابهم وسوائمهم .

وكان لعائلة الفتى مستودع كبير للتبن خزن فيه علف كثير إلى حين

الحاجة إليه ، وفي أحد الأيام شرع الفتى وأهله في إزاحة التربة والقش

عن التبن وعلم أهالي القرية بذالك فقال والد الفتاة لابنته: خذي يا ابنتي

سلة واذهبي إلى بيت الفلاني" واجلبي لسوائمنا بعض التبن وفي غاية

من اللهفة والتعجل نهضت الفتاة وحملت سلتها واتجهت إلى حيث

مستودع التبن "كادين" فرأت فتاها على كثب من ال "كادين" فقالت له:

حبذا لو ملأت هذه السلة تبناً لسوائمنا فقال  الفتى  في قحة: امنحيني

قبلة وسوف اعطيك ملء سلتك تبناً. فردت عليه الفتاة غاضبة:ترى ألم

أكن أمنحك القبل كلما شئت واشتهيت؟ يلوح لي اليوم أن سلة التبن

صارت ثمناً للقبلة والله ما اخذت تبنك وحرام علي منذ اليوم حبك أو

صداقتك. وعادت الفتاة خاوية الوفاض فسألها والدها:

- لماذا عدت صفر اليدين؟ قالت: لقد رفضوا أن يعطوني وبعد أيام

انقشعت الغيوم وجاء الربيع واخضرت الأرض بالأعشاب، والكلأ.

فامتلأت بطون السوائم والماشية وارتوت، وخرج القرويون إلى المرابع

ونصبوا خيامهم في مواقع الرعي وفي يوم من الأيام  مر  الفتى بخيمة

أهل الفتاة وهو يرتدي جلباباً أبيض ويسير بخيلاء وكانت الفتاة جالسة

أمام الخباء وبيدها مغزل تغزل به خيوطاً من الصوف وفي تلك الحظة

مرت من أمامها دجاجة فقالت بصوت جهوري كي يسمع الفتى وهي

تخاطب الدجاجة:

يخال السيئون أن الربيع غير اّت.

وقد جعلوا القبلة ثمن سلة من التبن.

 

 

 

 

 

 

 

 

User offline. Last seen 11 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/01/2012

 تكون الحياة جد قاسية لو جعلنا لكل عمل ثمن والأقسى ان لا يتذكر الإنسان افضال اخية الإنسان ...وعجبي