كثيرا ً ما أعتـقـد بأن الأنـثى الجميلة تمارس نوعـا ً من ( المؤامرة ) الفطرية على الألوان والأزياء والمساحات والطبيعة ..

وفي أكثر الأساطير قدما ً في تاريخ البشرية ظلت الأنثى الجميلة رمزا ً لِجماليات الطبيعة والكون ..

والإنسان الحديث أو بدقة أكثر ( الرجل ) صنع عالمهُ وحضارتـه من أجل المرأة ..
ونظرة سريعة لنتاجات الحضارة الحديثـة نـرى إنها في الأغلب قـد صـُـنعـت بعناية فائـقـة لتخدم جمال المرأة ، من أزياء وعطور ومستحضرات تجميل واكسسوارات وغيرها الكـثـيـر ..

وكان الرجـل في كـل ذلك يستـلهـم من الجمال الأنثوي إبداعاته ولمساتـه السحرية ..
ربما يراها دائما ً مركز الأرض والحضارة ..

وقد استطاع الرجـل أن يـبتـكـر وبشكـل متجدد ما هو جديد في عالم المرأة ولم يقـف يوما ً عاجزا ً عن منحها ابداعاته وابتكاراته وتطوراتـه المـتلاحـقة ..

ولا تعـنيني هنا بطبيعة الحال بعض المحاولات الذكورية التافهة لإدخال المرأة في ( استربـتـيـز ) العـرض الفاضح المنحـل ..

وكما إن هناك جميلة ذكـيـة تعرف كيف تختار بدقـة ما يـتـناسب وجمالها فإن هناك في المقابل جميلة ساذجة بعض الشيء تدع مجالا ً لبعض جنون الموضة البشع أن يستغل سذاجتها لتمرير ما هو قبيح في عالم الموضة ..

والمرأة استطاعت أن تحقق تـفوقـا ً ذاتيـا ً على الرجل في بحثـه الدائم عن الصيغ الجمالية ..
فلو لم تـكـن المرأة الجميلة هي المـُـلهمة للرجل لما استطاع أن يبدع ..
وكذلك استطاعت أن تخلق جوا ً مزاجيا ً لدى الرجل يرتبط بالذائقة الراقية ، فلم تـكسّـر الحـد الفاصل بينها وبين الجمال وبين اهـتـمام الرجل المستمر بجمالها ..
إنما أشـعـبـت غروره بما يـتـناسب وطموحه في الإبـداع والابتـكـار ..

فلم تـكـن المرأة في يوم من الأيام عدوة لنـتـاجـات الرجـل الحضارية بل كانت محبة لها وملهمة ومساندة وهنا النقطة الأكثر أهمية في تـفـوق المرأة ذاتيـا ً على إبـداع الرجل ..

وانطلاقا ً من طبيعتها الجمالية الأخاذة مارست نوعا ً من ( المؤامرة ) الفطرية على الإبـداع الجمالي الحضاري ..
فهي مَن أعطت للألوان اللمعان والسـحـر والفـتـنـة ..

فمثلا ً المراة الجميلة حينما ترتـدي فستـانـا ً ذا لون ٍ أسود ولو كان من تصميم أشهر مصممي الأزياء العالميين ، فأنها بجمالها وسحرها تعطي الفخامة للون الأسود وتجعله يـبـدو قزما ً أمام جمالها وفتـنتـها وحضورها وهي بذلك تمارس ( المؤامرة ) على جمال وفخامة الألوان ..

وقـسْ على ذلك ما تـفعله بحق الأزياء والمساحات والطبيعة ..
ناهيك عن ( مؤامراتها ) المستمرة على ابداع الشعراء والرسامين وصانعي الفنون الجميلة وعابري الطرق ...