حكاية القلب...

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 5 سنة 49 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

إستيقَظت ذات صباح لتجد رياحا متمردة مصدرها حاضرها.. تهب مبعثرة ما اجتمع على مرآة وعيها من غبار أمسها… غبار مجتمعها
استيقَظت لتجد تلك الرياح أيقَظت أحاسيسها الراقدة داخل قلبها. أحاسيس طبيعية طيبة عفوية دفنتها أيادي من حولها منذ نعومة أظافرها فأمست راقدة مع الراقدين…

قلب الإنسان مهد الحياة… وفي قلب المهد يستلقي قدره وحلم الوجود الذي حلم به له… وهي.. لم يعتني أحد بقَلبها… لم يهز بيد حانية مهدها فيشعر بالطمأنينة حلمها. طمأنينة تهدي الحلم شجاعة ليخطو خطوات جريئة واضحة نحو قدرها.
لكنها ليست حكاية هجرها وحدها…
إنها حكاية القلب البشري وقد عز عذب الكلمات عن الحضور ولو في سطر من سطورها
أحلام ذلك القلب كما أحاسيسه.. حلق طائر المساء فوقها فأمست راقدة مع الراقدين.. غائبة مع الغائبين وراحلة مع الراحلين.
لكنها استيقَظت ذات صباح فشعرت أحلامها في مهدها بأمل يزحف نحوها… تأهبت من سبات ليل نومها حتى تلاقي مآتي فجرها…
استيقَظَت فمدت يدها لتهز به مهدها… تطمئن على أن الحياة لم تفارق قلبها…
لا زال القلب بخير فالقلوب مهد الحياة ومركزها والكأس الذي حوى ألوهية سرها
قلبها هو قلب الحياة نفسها
هرولت كطفلة باتجاه صوت ناداها … صوت مصدره إحدى مقاماتها
إنها الحاجة للحب الذي لم تحياه حتى ترضي توقعات وأعراف وتقاليد من حولها
إنه صوت ذكرى حاجة من احتياجاتها الطبيعية التي غدت فوق رفوف الزمان مركونة منسية
خفق قلبها كما المراهقة وسرت الرعشة في كيانها
وتسائلت.. كيف تساهلت وغضت عين قلبها عن احتياجٍ طبيعي من ضمن احتياجاتها…
هذا ما وقف حائلاً بينها وبين تدفق إبداعها.. بينها وبين استمرارها متميزة في حدة ذكائها
إهمالها احتياج إحساسها وضعها في مكانة دون مقام قلبها
بحثت في دفاترها القديمة عن أرقام هواتف أصدقائها
صديق مميز كان … مجرد استذكارها إحساسها به.. يصفو الزمان لها.. يهدأ ويسترخي فكرها وتجد نفسها تمركزت لتسكن وسط باحة قلبها
وجدت ما ينشده احتياجها
أحست باحتياجها جسراً مده الوجود.. عليه تمشي فيكون يوماً ما دربها حتى تلاقي روحها.. تفهم سرها ومغزى وجودها
فهمت سر احتياجها
ليس احتياجها مالا ومكانةً وإسما ولَقبا في حبيبها كما في لائحة عائلتها
ما عاد هذا حبيبا بل بضاعة هي وهو في سوق واحد… بضاعة تباع وتشترى
احتياجها كان لقلب يحاكي قلبها …. لروحٍ تمشي الدرب معها فتكون لها من شدة صفائها مرآة ترى فيها روحها
قد يظل حبيبها
قد لا يصبح زوجها
قد يتحول صديقها
من يهتم.. الكون أراد هذا لها… المجتمع لن يفهم حالها… هي أدرى بحالها
أمسكت هاتفها… طلَبته ورعشةٌ تسري في مسارات جسدها فتذَكرها بأن داخل جسدها كهرباء حية جوهرها حيوية وقوة حياة كونية لا مثيل لها.. حينما تنتفض هكذا فيرقص جسدها معها وتغدو خارجة عن سيطرتها.. فإن ذروة الحياة ترتفع داخلها لتحلق عاليا بها… إنها أصوات جسدها
رد عليها فسمعت صوته بعد أن كانت تستدعيه كلما اشتاقَت إليه من غرف ذاكرتها
حتى صوته حينما حدثها
أفناها ثم بعثَ الحياة بها فكأنها ماتت لماضيها وقامت لجنة لحظتها
المجتمع يحيا الفكر يفَكر بالغد الواهم وينكر
ينكر هكذا لحظات ويتنكر لها
ينكر أهم لحظات قد تمر على الإنسان في حياته… لحظات هي عن الإستنارة لمحات وومضات إذ يحلق الإنسان منتشيا حرا وسع المدى في أثيرها. لا عجب في أنه ينكرها… خطر عليه هكذا أحوال لا يدوم عادة عمرها… فصاحبها وبعد أن تنتهي سيبحث عن ما يكون شبيها لها.. بل عن ما يتعداها ويكون تحديا لها. ويستمر في بحثه حتى يجد التأمل حينها
لكنها في هذا اليوم كتبت شهادة ميلادها
قررت أن تحيا من خلال إعلانها لعادات وتقاليد وأعراف مجتمعها موتها.. بدلاً من أن تموت هي من خلال طاعتها لعادات وتقاليد وأعراف يحيا مجتمعها من خلالها فوق جثة روحها

قلبها في هذه اللحظة وسع المدى
مقام القلب يخاطبها ويرقص وينشر في أثيرها إحساسا هي قادرة بين أحضانه على احتضان الدنيا وجميع مخلوقاتها
هذا مقام قلبها
نعم… قد عادت إلى الصعود من جديد قوة حياتها. والخطوة الأولى مراعاة وتقدير وفَهم احتياجاتها…
جسدها جسر لقلبها وقلبها جسر لروحها… وفكرها.. بات الآن خارج حساباتها… بعد ما لاقاه وما عاناه من تشفير دام قرونا طوال.. ماذا أجمل من أن ترميه ورائها.. في هكذا حال ستستخدمه خادما يترجم أحوالها حينما تريد وعلى طريقتها.. لكنه لن يعود أبدا ليستخدمها فيخيفها مجتمعها من خلاله ويحكمها
إنه اليوم الأعظم في تاريخ البشرية.. حينما ترمي البشر عقولها ورائها.. وتسير على دروب حياتها.. أجسادها وقلوبها وأرواحها برفقَتها