الإدارة الذاتية الديمقراطية : بيان بخصوص الأحداث الأخيرة وهجوم داعش في منطقة شنكال

2014-08-04

إن الأحداث الأخيرة في المنطقة والتصعيد الذي شهدته أحياء الحسكة وريفها والتطورات الدراماتيكية في منطقة شنكال خلال أقل من 24 ساعة يضعنا أمام خيارات مصيرية لملامسة تداعيات هذه التطورات وانعكاساتها على الواقع والذي يتطلب قراءة دقيقة وبمسؤولية عالية في هذه اللحظات العصيبة والتي لا تتحمل المماطلة والتأخير بقدر ما يتطلب الإقرار والجهوزية للتنفيذ .
 
ولاشك لولا تدخل وحدات حماية الشعب ypg في الحسكة  وبالسرعة المطلوبة  لكان مصير المدينة وشعبها تراجيديا ومؤلماً, فوحدات حماية الشعب لا تقتصر على مكون لوحده بل يجتاز كل المعايير الضيقة ليثبت للجميع بانه يمثل ضمير هذا المجتمع من خلال دوره الوطني الذي يؤديه بدون تمييز أو تحيز .. 
 
وهذه كانت قناعتنا منذ البداية كما وأكدنا أكثر من مرة أن عملية التغيير لا تأتي بقوة السلاح بل هو عمل جماعي ومؤسساتي واجتماعي بغطاء سياسي حكيم من صلب المجتمع والتفاف جماهيري وإدارة حقيقية تعبر عن  تطلعات الشعب وتمثل إرادته في الانعتاق والحرية وهذا ما يزيدنا إيمانا بنجاح الإدارة الذاتية الديمقراطية و صمودنا وانتصارنا أمام التنظيمات الإرهابية في جميع  المعارك و لأكثر من عامين ضد المرتزقة و آخرها  داعش, وهذا ما نختلف به عن غيرنا الذين اعتمدوا على مبدأ القوة وحدها سواء في الأزمة السوريا والتي كانت ذريعة الفشل  وسبب في الكارثة والمأساة السورية .....
 
 وما يحدث الآن في العراق وخصوصا ما حدث في مناطق (زمار وكسك وشنكال) التابعة لجنوب كردستان في الآونة الأخيرة و انسحاب  قوات البيشمركة  أمام  تنظيم داعش الإرهابي  تاركين أهالي القرى بمعزلهم أمام بطش وإرهاب هذا التنظيم والذي لا يليق بمؤسسة البيشمركة كرمز من رموز كوردستان,  لها مؤشرات خطيرة ودلالات يجب الوقوف عندها حيث تحتاج مؤسسة  البيشمركة إلى إعادة النظر في قدراتها وإمكانياتها و ولاءاتها وانتماءاتها خصوصا بعد سنوات الرخاء.  والأخطر من ذلك  ما لهذا الانسحاب من تداعيات على الأخوة الايزيديين المهددين من جميع قوى الإرهاب وعلى رأسها داعش ..وهنا كان لابد للإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا من خلال هيئة الدفاع وقواتها المتمثلة ب وحدات حماية الشعب ypg  موقف واضح وصريح وبدون تأويل أو تردد حيت  كان لابد من تلبية  نداء أخوتنا الإيزيدية والتدخل السريع لسد الفراغ الذي شكله انسحاب البيشمركة ومنع حدوث مجازر بحق جميع قاطني القرى المذكورة.
 
 بالإضافة الى اصدار المجلس التنفيذي لعدة تعليمات فورية لاستقبال الأخوة مهما تكن انتماءاتهم وخصوصا شعبنا من الديانة اليزيدية والذين لا نعتبرهم لاجئين بل نعتبرهم أهلاً لنا وهم في ديارهم.
 
كما تم تشكيل لجنة بمثابة خلية أزمة لإدارة المرحلة الحالية والتي تتطلب قرارات فورية وسريعة وتم توجيه هيئة شؤون الاجتماعية والعمل لتزويد مخيم نوروز بكافة الحاجات الضرورة والأساسية من مواد غذائية وصحية, وأيضا أن تكون جميع الهيئات في كامل الاستعداد للقيام بما يقع على عاتقها من مسؤوليات.
 
ونوجه نداء لجميع مكونات مقاطعة الجزيرة للقيام بمهامهم الوطنية والإنسانية وتقديم  يد العون  لجميع الإخوة المهجرين قسراً.
 
وكما نحث جميع كتائب وحدات حماية الشعب (YPG)، بالوقوف بجانب شعبنا في إقليم كردستان وتقديم كافة المساعدات وعلى كافة الأصعدة والوقوف جنب بجنب مع أخوتهم البيشمركة في التصدي لداعش ومنع تفشي هذا الداء.
 
وباسم الإدارة الذاتية الديمقراطية نبدي استعدادنا في تقديم كافة المساعدات الضرورية والتنسيق مع قيادة الإقليم في التصدي للإرهاب وابعاد خطره عن أهلنا وعن مناطقنا وما يتطلب التنسيق في هذه المرحلة والتاريخية .
 
كما نناشد المنظمات والمؤسسات الانسانية الدولية والعالمية وعلى رأسها الامم المتحدة لتقديم يد العون لعموم شعبنا بشكل عام ولشعبنا من الديانة اليزيدية بشكل خاص لحمايتهم وتقديم المعونات الاساسية كي نتمكن من المساهمة في ايواء النازحين ومعالجة المرضى والجرحى والتخفيف من معاناتهم التي نعتبرها معاناة لنا جميعاً.
 
عامودا 3/8/2014