نداء إلى الكرد والعالم من رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا

2014-08-12

تتابع رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا بقلق كبير ما تعرض له أهلنا الكرد الإيزيديون في شنكال/سنجار في جنوبي كردستان، ضمن حملة الجينوسايد والتطهير العرقي للشعب الكردي كله، وهو نتيجة استشراء وتعشش الخلايا التكفيرية المحيطة بكردستان بعامة، والقوى التي تدعم المتطرفين من الإسلاميين بخاصة.
 
إن ما حصل للأخوة الإيزيديين في شنكال يرتقي إلى مستوى التطهير والإبادة بجدارة، وهو يعد الفرمان، أو المجزرة الرابعة والسبعون، بعد ثلاثة وسبعين مجزرة سابقة عليها، قامت بها التيارات التكفيرية الإسلامية على مر التاريخ الإسلامي.
 
وحقيقة فإن وصمة العار تبقى، على جبين، ليس الوحوش القتلة وحدهم - فحسب- وإنما على جبين داعميهم ومموليهم والصامتين على سلوكهم البربري ولا تمحوه لا المساعدات، ولا القيام بدعم قوات البيشمركة بقصف مواقعهم، لأنه تم السكوت من قبل القوى المعنية عن تمدد تنظيم داعش، بعد غزوه الموصل، مادامت الروح لن تعاد إلى جثث الأطفال الملقاة في أودية الجبل الأشم من دون دفن، بل وكيف سيمحى ذلك العار وكرامة الكرد هتكت بسبي ألف امرأة وأكثر من الكرد الأصلاء ضمن المدن المحاطة بالمنطقة.
 
كما أننا نشد على أيدي البيشمركة الشجعان الذين تداعوا من أجل مقاومة هؤلاء الوحوش البشرية، كما نشد على أيدي القوى العسكرية الكردستانية التي تداعت للدفاع عن كرامتها، ومجابهة عدو شعبنا الكردي، من خلال القيام بواجباتها الأخوية والإنسانية الكردية تجاه أهلهم في شنكال خاصة، وفي الإقليم عامة.
 
ونرى أن أي تشويش إعلامي على المقاومة الجبارة في "شنكال" أو الإقليم كله، إنما هو في خدمة داعش، أية كانت الأسباب وراء ذلك، كما أننا، وبهذه المناسبة، نستنكر وندين انتهازيي الفرص المقيتة وعلى حساب مصائب الكرد الأصلاء بإظهار الذات والتفاخر والشماتة بالبيشمركة عامة، وندين إساءاتهم غير المبررة، وحربهم الإعلامية، تحت شعار الدفاع أو مساعدة الأخوة الإيزيديين. فما يتطلبه واقع الإيزيديين - الكرد الأصلاء - العمل بنكران الذات والمساعدة بصمت، إلا ما يتطلبه الواجب من الإظهار، فلا وقت للمهاترات، ولا لإبراز الخدمات كخدمة مرافقة للشماتة بالآخر. كل ما يقدم من خدمات للأخوة الإيزيديين والمسيحيين في المنطقة اليوم واجب إنساني ووطني وقومي، يقع على كاهل كل شريف.
 
إننا في رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا، نطلب من كل القوى الكردية والكردستانية، التغاضي عن الخلافات السياسية أو الصراعات الإستراتيجية، والتخلي عن الأجندات الخارجية والذاتية، فالمصيبة أكبر من أن تقحم في الواقع المأساوي الجاري الخلافات الحزبية، فالتاريخ هو الذي يقرر، والإيزيدي الذي هتكت كرامته أو الذي شرد في الشتات، أو الأم التي فارقت طفلها الحياة لهؤلاء تقدير ما يرونه بعد تحقيق انتصار المقاومة الكردستانية على هؤلاء الجبناء المارقين الذين طالما كنست جبال كردستان أمثالهم.
 
نداؤنا للكرد جميعهم، ليكن خلاص شنكال بإيزيدييها اليوم غايتنا الكلية جميعاً، وليكونوا الحلقة التي يجب أن نجتمع حولها لإنقاذها من كل الأطراف الشريرة.
 
نداؤنا للقوى الكردستانية السياسية والثقافية، وللعالم الذي يملك حساً إنسانياً- مع ندرته، والمنظمات العربية الوطنية، والأنقياء من العالم الإسلامي، ليس فقط إدانة بشائع منظمة داعش ومن يقف وراءه ويدعمه، بل الشراكة في العمل والتراص للقضاء على هذه المنظمة الضلالية التكفيرية القادمة من عصر الظلمات، وتقديم المساعدات بكل أنواعها للشعب الكردي الإيزيدي ولأخوتنا المسيحيين، وغيرهم من المكونات والطوائف المتعايشة على أرض كردستان والمتأذية من شرور هذه المنظمة الإرهابية، وحمايتهم من شرورها وشرور أمثالها، حاضراً ومستقبلاً.
 
ويا ويلتاه إن لم نتفق نحن الكرد، تحت مآسي مصيبة شنكال، ونتخلى عن خلافاتنا الحزبية أمام هذه المشاهد المخزية، وإن لم نترك نزعة الأنا وإلغاء أو اتهام الأخر المخالف في مثل هذا الواقع المفجع، فإن المستقبل الأسود الآتي أبشع من الحاضر الشنيع.
 
فاليوم الكرد الأصلاء - إيزيديو شنكال- ومسيحيو المنطقة، والكرد الصابئة، هدرت كرامتهم وسبيت نساؤهم ودمرت بيوتهم ومعابدهم، وشرد أطفالهم في شعاب شنكال والوطن، غداً سيلاقي الكرد المحاط بهم بكليته المصير نفسه، إن بقينا على خلافاتنا ولم نخطط للمستقبل، ونتفق على غاية واحدة.
 
الموت لداعش وكل المنظمات التكفيرية الإسلامية الظلامية.
 
المجد للكرد الأصلاء الذين صمدوا أمام 74 فرماناً إسلامياً.
 
شنكال بإيزيدييها والمسيحيون والصائبة شعب من الأزل وسيبقون إلى الأزل رغم أنف الظلاميين من التكفيريين.
 
الخزي والعار لكل الدول والقوى الإقليمية التي صمتت وتصمت أمام المجازر التي تجري في كردستان.
 
عاشت كرد وكردستان.
 
الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا
 
11/08/2014