واشنطن تخلّت عن "جيش سوريا الجديد" في قلب المعركة

2016-07-09

أوردت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إن المقاتلات الأميركية تخلّت عن دعم مقاتلين مدعومين من الولايات المتحدة خلال هجومهم على مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" في منطقة البوكمال في سوريا، من أجل ضرب هدف أكثر إغراء في العراق، ما أدى إلى استعادة التنظيم لزمام المعركة في ديرالزور وصد الهجوم بنجاح، وإيقاع خسائر في صفوف القوات التي هاجمته من "جيش سوريا الجديد".
 
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، فإن "سحب الدعم الجوي" تم في لحظة حرجة، وساهم في فشل هجوم حلفائها في سوريا على مواقع التنظيم. وقال المسؤولون إن الطائرات المخصصة لتوفير غطاء للهجوم، الذي انطلق في 28 يونيو/حزيران للاستيلاء على منطقة البوكمال في الشمال الشرقي من سوريا، تلقّت أوامر في منتصف العملية، لمغادرة المنطقة وتعديل الخطة من المهاجمة في سوريا إلى ضرب نواحٍ في الفلوجة.
 
كان الهدف من تعديل الخطة نحو الفلوجة، ضرب رتل كبير من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذين حاولوا الفرار عبر الصحراء، بعدما استعاد الجيش العراقي مدينة الفلوجة منهم. وبحسب المتحدث باسم الجيش الأميركي كريس جارفر، فإن هذا الأمر أدى إلى إصدار قرار من القادة العسكريين الأميركيين بأن القافلة تمثل "الهدف الاسترتيجي" الأهم حالياً.
 
وقد تم تدمير القافلة من قبل الطائرات الأميركية والبريطانية، التي اشتركت في توجيه الضربات مع طائرات من القوة الجوية العراقية أيضاً. وكانت المقاتلات العراقية توجه الضربات إلى الرتل قبل أن تصل القوات الجوية الأميركية. وأدت الغارات إلى قتل المئات من مقاتلي تنظيم "داعش"، فضلاً عن تدمير العشرات من سياراتهم، في واحد من أكثر الهجمات المذهلة، التي تحققت ضد المسلحين في الحرب المستمرة منذ عامين تقريباً ضدهم، على حد وصف الصحيفة.
 
على الجانب السوري لم تكن المعركة جيدة. وفي موازاة الانتصارات في العراق، كان مقاتلو "جيش سوريا الجديد" الذين تلقوا تدريبات من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، يعانون من تراجع في البوكمال، حيث تمكّن مقاتلو "الدولة الإسلامية" من صدهم إلى قاعدتهم في الصحراء عند معبر التنف الحدودي بين سوريا والعراق.
 
كان فشل العملية ضربة كبيرة لاستراتيجية وزارة الدفاع الأميركية في السعي إلى بناء قوة عربية سورية تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية". وهذا الأمر خلّف الكثير من التساؤلات عما إذا كان الجيش الأميركي وحلفاؤه قد رتّبوا ما يكفي من الموارد للحرب ضد "الدولة الإسلامية"، التي تدور رحاها حالياً على جبهات متعددة، عبر رقعة واسعة من الأراضي في سوريا والعراق.