الفيروس والإنسان
الفيروس والإنسان
تصيب إنفلونزا الدواجن الإنسان خاصة من هو قريب الصلة بتجمعات الدواجن حيث يتبرز الدجاج المصاب بالفيروس. وفور إصابة الإنسان بالفيروس تظهر عليه أعراض مشابهة لأعراض إصابته بفيروس الإنفلونزا العادية مثل ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالتعب والسعال ووجع في العضلات، ثم تتطور هذه الأعراض إلى تورمات في جفون العينين والتهابات رئوية قد تنتهي بأزمة في التنفس ثم بالوفاة.
الوقاية من المرض
وتعتمد هذه الاخيرة على التخلص من الفيروس عن طريق:
التخلص الصحي من القطعان المصابة وإتلافها جميعا بدون اي تردد.
تطهير المزارع وكل مافيها من أدوات.
إبقاء الحظائر خالية من أية قطعان ولمدة 21 يوما على الأقل.
التخلص الصحي من السماد وتجميعه ورشه بالمطهرات ومن ثم حرقه.
عزل المنطقة التي ظهرت فيها الإصابة وفرض حظر على نقل الدواجن منها.
عدم السماح للطيور البرية بالدخول إلى حقول الدواجن.
تربية دواجن ذات عمر واحد في المزرعة
مضاد الفيروس
أثبتت الدراسات العلمية حتى الآن أن المضادات التي تؤخذ لعلاج الإنفلونزا العادية يمكن أن تؤخذ لعلاج إنفلونزا الدجاج. فمن أين تأتي التخوفات الحالية إذن؟. يتخوف العلماء من تحول فيروس أفيان إلى وباء وذلك لمقدرته الهائلة على التحور والاتحاد بفيروس الإنفلونزا العادية الذي يصيب الإنسان، ومن هنا سوف يصبح الانتقال عن طريق العدوى من شخص إلى اخر أكثر سرعة وخطورة من الانتقال عن طريق الطيور خاصة أن الأجسام البشرية لم تنتج حتى الان مضادات لهذا النوع الجديد من الفيروسات. وفي هذه الحالة (أي تحور فيروس افيان واتحاده بفيروس الإنفلونزا العادية وإصابة الإنسان به) فإن العالم سوف يدخل أجواء مشابهة لتلك التي عاشها أوائل القرن العشرين حينما تعرف الإنسان على وباء الإنفلونزا لأول مرة وعاش معه سنوات مريرة عبر مراحل مؤلمة من تاريخ هذا المرض والتي جاءت على النحو التالي:
1918-1919: الإنفلونزا الإسبانية(H1N1) تسببت هذه الإنفلونزا في أكبر عدد من الوفيات بسبب هذا الوباء وهو اكبر عدد عرفته البشرية في العصر الحديث حيث مات ما بين 20 و50 مليون في العالم من بينهم 500 ألف في الولايات المتحدة الأميركية وحدها.
1957-1958: الإنفلونزا الآسيوية (H2 N2) اكتشف فيروس هذه الانفلونزا للمرة الأولى في الصين أواخر فبراير/شباط 1957 ثم انتشر على مستوى العالم في العام التالي وتسبب في وفاة أعداد كبيرة لم تتوفر إحصائيات دقيقة عنها، لكن الثابت أنه كان قد تسبب في وفاة حوالي 70 ألف على الأقل في الولايات المتحدة الأميركية.
1968-1969: إنفلونزا هونغ كونغ(H3H2) المشهد الثالث لوباء الإنفلونزا الذي لا يزال في ذاكرة العلماء هو ذاك الذي تسبب في وفاة حوالي 34 ألف شخص في الولايات المتحدة الأميركية بعد انتقاله إليها من هونغ كونغ والذي اكتشف فيها للمرة الأولى أواخر عام 1968
أكل الدجاج المصاب
في معظم الحالات لا يصيب فيروس انفلونزا الدجاج الإنسان ولكن هناك حالات نادرة حدثت عام 1997 في هونج كونج حيث كانت العدوى في الدواجن والإنسان من نفس الفيروس . إلى الآن لم يثبت بالدليل العلمي القاطع إمكانية إصابة الإنسان بالفيروس عن طريق أكل لحم الطيور المصابة. وإن كانت دول الاتحاد الأوروبي -ومن باب الأخذ بالحيطة والحذر - منعت استيراد الدواجن من البلدان التي ثبت انتشار الفيروس فيها بصورة كبيرة مثل تايلاند وإندونيسيا وتايوان وكمبوديا وباكستان. ومازالت منظمة الصحة العالمية ومنذ عام 1997 وحتى تاريخ هذا اليوم وهي تراقب حالات إنفلونزا الدواجن وحيثما ظهرت في العالم ولم تجد أيا من اصناف فيروس إنفلونزا الدواجن يشكل خطورة على حياة الإنسان بشكل مؤكد وقاطع والله أعلم. ولا يزال العالم يتابع انتشار هذا الفيروس وهو يحبس أنفاسه متمنيا ألا يعيد المرض تاريخه المقيت ثانية