أين يقف الشباب السوري من متطلبات سوق العمل

2006-08-22

نصري: «يجب أن نعلم الشباب كيف يوجهون طاقاتهم وإمكاناتهم» بين مؤهلات الشباب ومتطلبات سوق العمل في سورية اليوم أصبحت الأمور محسومة وبات من الضروري على أي طالب عمل أن تكون لديه ليس فقط الحدود الدنيا مما هو مطلوب بل وأكثر من ذلك، انفتاح السوق السوري ضاعف فرص العمل وهناك واقع موجود ربما لا يمكننا تغييره فيما يتعلق بالمؤهلات العلمية التي من الممكن أن تكون محدودة عند البعض وذلك حسب الدراسة وحول هذه النقطة يقول السيد باسل نصري "الجمعية السورية لرواد الأعمال الشباب"، "نحن نعلم أن الدراسة ليست كل شيء عندما يتعلق الأمر بالعمل وهناك مهارات أخرى مهمة لابد أن يحصل عليها الطلاب عادة، وفي أماكن أخرى من العالم يستعاض عن هذا الموضوع بأن الجامعات في الخارج تطلب من الطلاب شهادات عمل خلال فترة الصيف وهذا ما يتيح لهم التعرف على ماذا تعني الوظيفة وسوق العمل والتعامل مع أعضاء الشركة والحصول على المهارات التي لا تدرس في الجامعات بل تحصل عن طريق معاهد التدريب أي أن الطريقة الأمثل هي المزاولة العملية وعادة ما تأخذ هذه الشركات بعين الاعتبار أن مدة العمل ستكون قصيرة وبالتالي الخيارات لا تكون صعبة وتعطي الطالب فرصة للعمل واستخدام المعلومات المكتسبة لديه". ويضيف السيد نصري "في النهاية سوق العمل في سورية لا يختلف عن سوق العمل في السعودية والإمارات وأوروبا لان متطلبات الشركات نفسها وما هو مطلوب لمن سيشغل منصب المدير المالي هنا هو نفسه المطلوب في بلدان أخرى، ويؤخذ بالحسبان بعدها الحالة التعليمية للطلاب فالطلاب المتخرجين بمعلومات جيدة عادة ما يقبلوا في حال تقدموا على وظيفة خارج سورية وذلك لأن لديهم المعلومات الكافية التي تؤهلهم لسوق العمل، وبالتالي الحالة التعليمية الموجودة في سورية لابد أن تكون نفسها الموجودة في البلدان الأخرى لأن سوق العمل لديه نفس المتطلبات". وما تزال لدينا وحسب السيد نصري بعض الشركات التي تقبل بموضوع التوظيف العائلي بغض النظر عن المؤهلات ولكن هذه الأمور تتغير اليوم لان السوق السورية لم تعد مغلقة وبالتالي ارتفعت المنافسة حتى بين الشركات المحلية والتي تنافس أيضا على الصعيد الخارجي وحتى تكون بهذا المستوى لا بد أن يكون موظفيها مؤهلين والطلبات في سوق العمل أصبحت اكبر وفرص العمل الجديدة موجودة لأنه دوما لدينا أشخاص جدد يدخلون لسوق العمل. كما تحدث السيد نصري عن معرض فرص العمل "حيث ضم المعرض مختلف الوظائف وتميز بشيء جديد عن المعرضين السابقين هوان الشركات أعلنت عن وظائف الإدارات العليا وكان هناك مغتربين سوريين زاروا المعرض أي كان هناك استقطاب لكفاآت عليا والشركات اشتركت بصدر رحب". ولكن بقي موضوع بعض الوظائف التي لم تشغل حيث لم يمتلك الجميع المؤهلات المطلوبة خاصة وأن اليوم عندنا شركات تحتاج لمؤهلات بالمستوى العالمي والبعض منهم لم يجدوا الأشخاص المطلوبين. استثمار الطاقات في العلوم الجديدة ويذكر السيد باسل أنه في سوق العمل اليوم أمور تعتبر محو أمية مثل الانكليزي والكمبيوتر ولم يعودوا متطلبات خارقة فالانكليزي لغة الأعمال خاصة وأن كل الشركات لها تعامل مع الخارج، كذلك الكمبيوتر أصبح التعامل فيه يومي ويضيف هذه فرصة أراها مهمة للشباب السورية فالمعلوماتية والاتصال من العلوم الجديدة وإذا استثمر الشباب السوري طاقاته في هذا المجال ستحصل نهضة لان العالم أجمعه ما زال يتعلم فيها وبالتالي هناك مجالات للشباب أن يبرعوا وتنتقل سورية لمصاف الدول المتقدمة. من الواضح أن الشباب بطبيعته يتسم بالحركة والمهم كيف توجه الطاقات في الأماكن الصحيحة والتفكير بالمستقبل بالطريقة الصحيحة ولابد من وجود أدوات تساعدهم على ذلك، ويقول السيد نصري حول هذه النقطة "نحن اليوم بصدد إنشاء مركز إدارة المستقبل المهني قريبا ومقره داخل جامعة دمشق ويمكن أن تعمم التجربة بعد ذلك، وهو عبارة عن جهاز يعمل بالتوافق بين الجامعة ودنيا الأعمال وصلة وصل بين متطلبات العمل والجامعة التي تؤهل الطلاب لدنيا العمل ليصبحوا موظفين وحتى أصحاب أعمال كل بحسب ظروفه وإمكانياته والسبب الأساسي من المركز هو توجيه الطلاب للاختصاصات المطلوبة في سوق العمل فأحيانا نجد أن بعض الاختصاصات فيها وفرة أكثر من الطلب عليها وأخرى فيها ندرة وهو واقع موجود ولمسناه في معرض فرص العمل ومن الدراسات الميدانية ونتأمل أن يساهم المركز بردم الهوة. ومن جهة أخرى سيساهم المركز بمكتبة معينة تعلم الطلاب كيفية إجراء المقابلات واليوم ليس بالضرورة أن تفرض الشركة فقط شروطها على الموظف بل بإمكان المتقدم أن يفكر هو أيضا هل الشركة ستمنحه المستقبل المهني أو أنها ستكون غير ذات معنى وتضيع عليه فرص أخرى بأماكن أفضل، وهذا الأمر من شأنه رفع مستوى الشركات والطلاب لان الطلاب لديهم نظرة لتقييم الشركات التي تقيم بدورها طالبي فرص العمل دخول مفاهيم جديدة لدعم سوق العمل بعض الشركات تقدم رواتب تقارن بالمستوى العالمي تصل لحوالي 11000 ليرة سورية وهي شركات قليلة وغير مسيطرة وبعض الشركات الحد الأدنى لرواتبها سبعة آلاف ليرة ومن المعروف أن فكرة السفر غالبا ما تسيطر على الشباب ويرى السيد باسل نصري أن موضوع السفر عند الشباب يرتبط بعوامل أخرى غير الراتب المجزي فهم يعيشون في الخارج بالحد الأدنى من كل شيء فهو يحلم بشراء البيت والسيارة. ويتابع قوله أحد الحلول لهذه المشاكل والتي تغيب عنا ما يسمى رأس المال المغامر وهي تقوم على وجود فائض مالي لدى بعض الشرائح في المجتمع ووجود شباب صاعد يبحثون عن فرصة عمل أو لديهم فكرة ولا يملكون رأس المال وبالتالي تكون هناك جهة معينة عندها القدرة على متابعة أعمال الشركات وهي اقرب لجهة استشارية تتعاقد مع الشباب أصحاب الفكرة والجهة الأخرى المالكة لرأس المال وعادة تكون نسبة النجاح فيها حوالي 60%. وهذه الطريقة يمكن أن تكون بديلة عن القروض التي تمنحها المصارف والتي تحتاج لكفيل وبعض المشاريع تفشل لأن الكثير لا يملكون الدراسة الصحيحة للمشاريع ولسوق العمل والزبائن.

MAS


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.