عماد يوسف : أسرار شبابية .. للرجال فقط

لا يوجد ردود
مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

أسرار شبابية .. للرجال فقط
يمنع دخول النساء

أرشدني القدر في احدى سنوات الدراسة أن أسكن مع زميلين من طلبة الأدب الإنكليزي غلب الشقاق وعدم الوفاق على علاقتهما طوال العام الدراسي , وكان الخلاف دوماً على تقصير أحدهما عن القيام بواجباته في الطبخ والجلي والتنظيف وعدم تحمل الآخر لكسله وإهماله ..

كان الطالب المقصر حلو الصوت, يحفظ كل أغاني عبد الحليم حافظ ويشبهه صوتاً وشكلاً , ولا يجرب صوته بالغناء واشغال المسجلة إلا حين ننام , لكنه ثقيلٌ في نومه ويتأخر صباحاً عن محاضراته رغم كل محاولاتنا بإيقاظه بينما كنا نفطر ونلبس وحين نهمّ بالخروج كان يهرع من فراشه ويطلب أن ننتظره ولكن هيهات ,لو انتظرناه لتأخرنا جميعا ..

كان أكثر شيء يزعجنا حين كان يترك جلي الصحون لليوم الثاني ويتطلب منا أن نقوم بواجباته بدلا عنه , فدبت الخلافات بين زميليّ في الغرفة , وكنت المصلح والمرشد بينهما ما بقيت الخلافات لفظية وانتقادات بالتقصير .

لكن أحيانا لم يكونا يشبعان نهمهما من الكلام وتتطور الخلافات الى عراك بالأيدي ودعكلة على الأرض , لا أتمكن من ابعادهما عن البعض , فكنت أدق حائط غرفة جيراننا من الطلبة الذين تعودوا على خناقاتهما أيضا , واصبح الأمر لديهم مجرد دعابة وملهاة شبيهة بكرتون " توم وجيري " .

في احدى معاركهما المحلية الصنع , وحين باءت كل محاولاتي للإصلاح بينهما بالفشل ولم يتوصل طرفا النزاع الى اتفاق بشأن من يجلي الصحون المتراكمة , وبدأت المناوشات بالأيدي , هرعت الى دق الحائط طلباً للنجدة بعد أن لمحت طبول الحرب تدق , وما هي إلا لحظات حتى وصل فريق الإنقاذ حاملين معهم المكانس والملاعق والمقلاية , وهجموا عليهم بضرب مؤخراتهم بها , فافترقا وهما لا يدركان ما يحدث حولهما وهما ينظران الى الأسلحة الفتاكة والأسطول الحربي , فساد الضحك في الغرفة ونسيا سبب الخلاف ولعبنا الشدة .

وكنا كلما أردنا استرجاع هذه المغامرات نقول : ما رأيكم يا شباب بجلسة بانوراما نعيد أمجاد المأساة والملهاة في يومياتنا الطلابية ؟

وإلى يومنا هذا كلما نجتمع مع بعضنا نعيد تلك اللحظات والمواقف الجميلة ..

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع