يكثر الكلام في هذه الأيام عن مبادرات سياسية لايجاد مخرج للوضع في سورية ، وتكثر التكهنات والتوقعات دون طروحات واضحة ومحددة الملامح ، الأمر الذي تسبب بحدوث بلبلة في المواقف وعدم وضوح في الرؤية أمام هذا الوضع نوضح موقفنا والثوابت التي ننطلق منها لمواجهة هذه اللحظة التاريخية التي تعيشها سورية

أولا: نحن نؤمن بأن النظام السوري يعيش لحظات حرجة ، وحالة نزاع ما قبل الموت ، بفضل صمود الشعب السوري الاسطوري ، والانتصارات الكبيرة التي يحققها أبناء سورية في العمل المدني والثوري والعسكري ولذلك تتدفق المبادرات الدولية التي تسعى لتحقيق مصالح الجهات التي تقف ورائها ولو تطلب ذلك بقاء النظام أو أجزاء منه ، ولذلك فإننا نؤكد أن مصلحة الشعب السوري العليا تتمثل في سقوط النظام بكل رموزه ومؤسساته القمعية وعقليته وقوانينه الإقصائية الإستبدادية
ثانياً :إننا نقبل بل نفضل التوصل إلى حل سلمي للوضع في سورية بشرط أن لا يتضمن أي تنازل عن حق ومطلب الشعب السوري بالتحرر الكامل والانتقال بسورية إلى نظام ديمقراطي تعددي مدني . إن التنازل الوحيد المقبول هو مشاركة بعض المسؤولين في النظام الحالي في مرحلة انتقالية مؤقته تؤدي إلى انتقال سلمي لكامل السلطة إلى الشعب السوري ، هذا بشرط أن لا يكون هؤلاء ممن شاركوا في جرائم القتل أو التعذيب أو تدمير أو محاصرة المدن أو ممن شاركوا في عمليات الفساد
ثالثاً : نرفض بشكل قاطع أن تمارس الدول الاقليمية والدول الكبرى أي دور وصائي على المرحلة الانتقالية أو الحكومة المؤقتة ، فالحرية التي قاتل السوريون من أجلها تشمل حرية المواطن تماماً مثل حرية الوطن ، وإن ما تقوم به بعض دول الجوار والدول الكبرى من تدخل في الشأن السوري يمثل انتهاكاً للسيادة السورية يجب أن يتوقف ، ويجب أن لا يحصل أي تدخل في شكل ومضمون أي حل سياسي في سورية
رابعاً : يجب أن تتشارك في الحل السياسي السلمي المأمول جميع مكونات المجتمع السوري دون استثناء ولا إقصاء ، حتى تلتزم كل قوى الشعب السوري في عملية بناء سورية الجديدة ، نظراً للأثر الذي سيتركه شكل الحل السياسي على سورية المستقبل
إذا تحققت هذه الشروط في مبادرة ما فإننا سندعم هذه المبادرة من أجل خير شعبنا ، ومن أجل وقف نزيف الدم السوري ، ومن أجل بناء سورية حرة ديمقراطية تعددية.
29 \ 12 \ 2012
مكتب الاعلام
تيار المستقبل الكوردي في سوريا