بيان إلى أهلنا وشعبنا في سورية

2013-08-07

 في الوقت الذي يخوض فيه الشعب السوري العظيم غمار ثورته الديمقراطية ضد نظام القتل والاستبداد ، بجميع مكوناته الوطنية وتياراته الفكرية وقواه السياسية ، يخرج علينا حزبٌ سياسيٌ متصفح بقوة عسكرية بمشروع ضبابي اسماه الإدارة الذاتية الديمقراطية المؤقتة لغرب كردستان، في المنطقة الشمالية الشرقية من سورية ، يتضمن مسودة دستور محلي،

يحتوي علماً وشعاراً ونشيداً وجيشاً وعاصمةً للمرحلتين الحالية والانتقالية ، في وقت لم تسقط فيه بعد أجهزة النظام في سورية عامةً ، والمنطقة المقترحة لمشروعه خاصة، تحت ذريعة ما يسمى بطول أمد الثورة .

إن الكتلة الوطنية الجامعة في سورية في الوقت الذي ترفض فيه كافة المشروعات غير الوطنية ، فهي لا ترى في هذا المشروع سوى بداية حركة انفصالية كاشفة عن مسمياتها ، وترى أن قيام كيان خاص في المنطقة المذكورة لا يمثل مطلباً شعبياً عاماً ، أو مطلبا كردياً خاصاً ، بل تراه طموح حزب يريد الانفراد بالسلطة بقوة السلاح ، تحت ذريعة سلطة الأمر الواقع ، دون أخذ الرأي والمشورة من شركاء الوطن الآخرين،وفي ظل غياب مناخ وطني ديمقراطي مفتوح ، مما يستتبع حتمية جر الشعب السوري بعربه وكرده وبقية مكوناته الوطنية إلى مشاريع جانبية دامية يقدمها خدمة مجانية للنظام السوري العنصري. 
وشعبنا السوري بجميع مكوناته يدين المساس أو العبث بالجسم السياسي السوري الكبير ، كون ذلك يستدعي ردود أفعال غير محسوبة لا تحمد عقباها على الأصعدة الداخلية والإقليمية والدولية ،  ويرفض التمركز والانغلاق على الذات العرقية أو الطائفية أو المذهبية في سورية الواحدة الموحدة .
لقد دعت الكتلة الوطنية الجامعة في سورية بعد أشهر معدودة من عمر الثورة  إلى مواصلة العمل على تأسيس سلطات ثورية مؤقتة في المناطق المحررة  تكون بديلاً لسلطات النظام الحالي .. سلطات سياسية وعسكرية واقتصادية وإعلامية وخدماتية .. لتصبح بمثابة شبكات وطنية حاملة تحمي البلد من السقوط في الفوضى ، شريطة ألا تكون ذات هوية عرقية أو طائفية أو حزبية منغلقة ، وإنما ذات هوية وطنية مفتوحة لجميع السوريين ، وآخذة باعتبارها الحاجة الماسة لإدارات محلية ذات علاقة بتنظيم شؤون المواطنين وحياتهم اليومية ، في الوقت الذي أضحت فيه تجربة المجالس المحلية نموذجاً يحتذى به في جميع المناطق الخارجة عن سيطرة النظام .
وترى الكتلة الوطنية الجامعة في سورية ، أن الواقع الثوري المعاش يُحرِّمُ علينا سلوك سبيل الابتزاز السياسي في هذه المرحلة :مكونات وتيارات وقوى سياسية وثورية ، بل يفرض علينا جميعاً التوجه صوب تقديم المطلب الوطني العام المتمثل في إسقاط نظام القتل والتهجير على أي مطلب آخر ، حيث إن التناقض الصارخ الذي تعيشه سورية اليوم هو بين النظام القائم والقوى الوطنية الثورية  وحل هذا التناقض سيكون مفتاح حل جميع التناقضات الأخرى التي نعيشها  ومؤكدين في الوقت ذاته ضرورة العمل على تحقيق جميع التطلعات الثورية للشريك الوطني الكردي في سورية الجديدة .
عاشت سورية حرة أبية .. وعاش شعبها العظيم .
*******
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.