النظام السوري وسياسة إرهاب الدولة

2013-10-26

إن التغيرات المدهشة التي طرأت على الحالة السياسية السورية منذ بدء الثورة وحتى الأن أثبتت أن الدافع الحقيقي كان ومايزال هو التحرر من الاستعمارالأسدي وتسلطه واستبداده وإن مطالبة الشعب السوري بالحرية والكرامة

هو الشرارة المفجرة لكثير من التغييرات الكمية والكيفية التي كان لها تأثير مباشر على الوضع السياسي الدولي والإقليمي. فالدور الذي تمارسه الأمم المتحدة, وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن التابع لها وبعض وكالاتها الحساسة كالوكالة الدولية للطاقة الذرية, يشير الى دخول هذه المنظمة على خط الاحداث في سوريا بعد تغييب طويل رغم استخدام النظام الغازات السامة تجاه المدنيين العزل اكثر من مرة . فتوازن القوى وتبادل الادوار والمصالح واستخدام المحور( الروسي – الصيني ) الداعم للنظام المجرم الفيتو المزدوج والذي يعتبر ممارسة غير ديمقراطية, أدى إلى تعطيل المجلس ولاسيما إن أفعال النظام السوري هي أفعال موصوفة بصورة ملائمة على إنها أفعال إرهابية لدولة تجاه شعبها. لذا فإن سياسة تعطيل مجلس الأمن من قبل حلفاء الاسد هي دليل على دعمهم للنظم الفاشية والعنصرية ويساعد على وجود ظاهرة ارهاب الدولة الذي يشكل خرقا كبيرا لحقوق الانسان ومخالفا للضوابط التي نص عليها ميثاق الامم المتحدة .

خلقت الثورة السورية أزمة دولية واقليمية وهذا ما جعل المجلس يفقد أساسه الاخلاقي حين ترك الشعب السوري ليواجه فرق الذبح التابعة لبشار الاسد الذي ضرب بقدميه الحقوق الانسانية الأساسية للسوريين تاركا لهم الاختيار بين مواجهة الموت أو معاناة الهرب والمنفى. في حين الذين عينوا أنفسهم حماة للمبدأ (المجتمع الدولي وبعض أطياف المعارضة ) أداروا ظهورهم عمدا"وباتوا يفرضون حلول اجبارية على الشعب السوري من خلال التفاوض مع النظام في مؤتمر دولي يراد منه إنقاذ بشار الاسد والحفاظ على منظومته الامنية, والتغطية على تراجع وعجز المجتمع الدولي عن دعمه للسوريين وفق مخطط وسيناريو دولي يمهد لحرب اهلية تسنزف قدرات الشعب السوري والبنة التحتية للوطن.

من ناحية اخرى هناك بعض الأطراف الكوردية ( الهيئة الكوردية العليا )التي نصبت نفسها ممثل للشعب الكوردي تعمل تحت وصاية وتبعية لجهات إقليمية مما أدى إلى مصادرة القرار السياسي الكوردي السوري ويعملون ضمن مخطط إقليمي يدفع باتجاه الحوار مع الأسد متجاهلين بذلك الرأي العام الكوردي ودم الشباب وآلاف المهجرين والمعتقلين الذين يقبعون في سجون الأسد وشبيحته الكورد في القامشلي.

إننا في تيار المستقبل الكوردي نؤكد على إلتزامنا بمبادئ الثورة وثوابتها التي ترفض أي شكل من أشكال الحوار أو التفاوض على بقاء الأسد وكل من تلطخت أيديهم بالدم السوري لذا فإننا نرى الموافقة على أي حل سياسي يجب أن ينطلق مما يلي:

أولاً: أن يكون هناك بند اساسي يفضي بتنحي الأسد وتقديم كل من شارك في قتل الشعب السوري إلى العدالة ومحاكمتهم امام محكمة سورية محلية.

ثانياً: تحديد مدة زمنية للتفاوض على تسليم السلطة ورحيل السفاح على أن لاتتجاوز الثلاثة أشهر وتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية من كافة مكونات الشعب السوري وأن لايكون النظام المجرم القائم جزء منها.

ثالثاً: بما إن الثورة السورية باتت أزمة دولية وتدخلت الأمم المتحدة في إيجاد حلول لها. فهذا يتطلب منها ضمانات دولية أو تدابير دبلوماسية وانضباطية وجزائية تتخذ من قبل المجتمع الدولي, و تتمثل بإدراج ملف التفاوض وبنوده الجزائية تحت البند السابع لميثاق الأمم المتحدة ليكون الضامن الوحيد لعدم تهرب نظام الأسد من التزاماته تجاه المجتمع الدولي وعدم تنفيذه لبنود الاتفاق وتسليم السلطة

ومن هنا فاننا تيار المستقبل الكوردي في سوريا نرى كل من يوافق على حضور جنيف2 من دون ضمانات دولية والإلتزام بثوابت ومبادئ الثورة التي تفضي إلى التحرر ورحيل الطاغية ومحاكمته وبناء سوريا الديمقراطية التعددية هو لايمثل سوى نفسه وكيانه السياسي والراعي الاقليمي له ويعتبر خائن للثورة ودم الشباب السوري عامة والكوردي خاص. .

الحرية للوطن

الحرية لكافة المعتقلين في سجون الاسد وشبيحته

المجد والخلود لشهداء الثورة السورية وفي مقدمتهم الشهيد القائد مشعل التمو

القامشلي 25 \ 10 \ 2013

تيار المستقبل الكوردي في سوريا

مكتب العلاقات العامة



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.