حب محي الدين لقوميته ولغته الكردية يزدهر في الاردن

اعداد: لورين جتو

بالرغم من ترعرعه في مدينة كل ساكنيها من الاصول العربية, وبعده عن موطن آبائه الاصليين ولغته الام الكردية, الا ان قوميته الكردية تعد من اولوياته, محي الدين ابراهيم الكردي شاب كردي الاصل من اب وام من اصول اكراد كردستان تركيا وأجداد مهاجرين الى ركن الدين(حي الأكراد) في العاصمة السورية دمشق التي اغلب ساكنيها اكراد منذ زمن بعيد,

وهو في مقتبل عمره يسكن مدينة الزرقاء التابعة للملكة الاردنية والذي تبعد 20كم عن العاصمة عمان, ولد وعاش هناك مع عائلته التي هاجرت منطقة ركن الدين السورية منذ القدم,ويتكلمون بالعربية كغيرهم من العائلات الكردية المتواجدة بمناطق اردنية متفرقة ونسبة المتكلمين باللغة العربية 90% ويعاملون من قبل الحكومة الاردنية معاملة المواطن الاردني من الدرجة الاولى خاصة ان هناك مصاهرة بين الاكراد والعائلة المالكة, وبخصوص هذا الشان يقول محي الدين:
"السبب في ذلك ان قدوم الاكراد الى الاردن منذ زمن بعيد ومع مرور السنين وانخراط الاكراد بالاردنيين والمصاهرة ادت الى فقدان اللغة تدريجيا".
واضاف: "نسبة 70% من العائلات الكردية الاردنية مهتمة بقوميتهم الكردية والذي يعرف التكلم بلغته الام الكردية لم يك هناك اي مجال ليبرزها ضمن مجتمع يجهل اللغة الكردية".
والدته كانت تتقن الكردية لانها كانت من سكان ركن الدين وهو منذ الصغر يقوم بزيارة ركن الدين في دمشق ومن هناك ياخذ جرعات قومية, ولكن محي الدين كبر على احاديث والده الذي ورثها عن جده الذي لا يتقن التكلم الا بالعربية شأنه شأن اغلبية اكراد الاردن, دوما كان يتحدث عن اصولهم ولغتهم وقوميتهم الكردية, مما ادى ذلك الى كبر حب محي الدين لقوميته يوم بعد يوم, وبحثه لمعرفة كل شي عن اصوله الكردية ومعرفة الظلم والقسوة التي تعرض له ابناء جلدته وكذلك معرفة كل ما يتعلق بانجازاتهم وانتصاراتهم وزعمائهم.
من ابرز اهتمامات محي الدين تعلم اللغة الكردية واتقانها وعقد دورات لتعليم اللغة الكوردية , وبخصوص ذلك يقول محي الدين:
"نشاطاتنا تصب كلها نحو هدف واحد وهي توعية الاكراد في الاردن وتعريفهم بقوميتهم من خلال عقد دورات تعلم اللغة الكوردية, وقد بدأنا بها فيما سبق الا انه لم يكتمل كما هو مقرر وذلك بسبب انتهاء فترة اقامة المتبرع بالتدريس كونه كان طالب جامعي من القامشلي كان يدرس في الاردن."
للنشاطات ايضا حصة مهمة من اهتمامات محي الدين وذلك باحياء الفلكلور الكوردي عن طريق مشاركته الفعالة في الفرق المتخصصة في الغناء والموسيقى والدبكة الكوردية, تم تأسيس الفرقة في الاردن منذ عام 1993 بأسم (قوس قزح) من قبل كل من خالد قاسم والمرحوم اصلان قاسم و حجي خاش وهم من اهالي منطقة عفرين السورية مستقرين ايضا في الاردن, يقول محي الدين:
"كانت الفرقة تقوم بنشاطات جميلة وكان جميع اعضائها من اكراد عفرين, ومع تقدم الوقت بدأت اتابع نشاطات الفرقة وافرح لرؤيتها وهي تدبك فقررت ان اتعلم تلك الدبكات الكوردية."
وبالفعل بدأ التدرب على الدبكات الكوردية وتعلمها واشترك بتلك الفرقة المسماة بقوس قزح, وبصحبته مجموعة من الشباب الاكراد المقيمين في الاردن.
يكمل محي الدين بقوله:
"مع مرور الوقت اصبحنا اعضاء اساسيين وشاركنا في المناسبات الرسمية الكوردية وبعد مرور الوقت بدأت الفرقة وضعها يتزعزع بسبب اصابة مدرب الفرقة بمرض عضال ادى الى وفاته, ولكنني وبرفقة اصدقائي اخذنا قرار بالاستمرار بالدبكة تحت اسم جديد وهو "كورد روج" بقيادة الموسيقار وعازف البزق خالد قاسم والمطرب شيخموس الذي يغني بالكوردية من اهالي القامشلي."
الفرقة تقدم فيها دبكات ولوحات استعراضية عديدة, ووضعت بصمتها في احتفالين على المستوى المملكة الاردنية وهم حفل ليلة من التنوع الثقافي الاردني وحفل ايام عمان.
يختتم محي الدين قوله:
"اخذت على عاتقي انا وبعض الشباب بتأليف اللوحات الفنية الاستعراضية والتي هي اساسها دبكات ولاقت هذه الفرقة صدى رائع, ولا نقوم بنشاطاتنا في السر على العكس الحكومة تشجع التنوع الثقافي في الاردن كون الاكراد والشركس والشيشان والارمن وغيرهم يشكلون جزءا من النسيج الاردني."