آفاك عمر: تأملات في أحداث فندق هدايا و ليالي الرعب في قامشلو*

شبكة نوروز ـ خاص
شهدت مدينة القامشلي أياماً عصيبة على خلفية ما حدث في فندق هدايا في الحادي عشر من آذار 2014 و الذي اتخذه حزب الاتحاد الديمقراطي مقراً "لبلدية قامشلو" و قد تلا ذلك مقتل عنصر "للأسايش" التابع للحزب نفسه و ذلك في "الفرن الغربي" بالمدينة، و أخيراً و ليس آخراً كانت هناك أصوات لإطلاق الرصاص الكثيف مساء اليوم التالي.

و قد تأملت في القصة البوليسية لأحداث فندق هدايا فوجدتها ذات طابع هندي مضخم من حيثُ التأليف و الاخراج، رغم أخذها من القاصي و الداني و الإعلامي و رجل الشارع على أنها واقع ما حدث دون أن ينتبه هؤلاء جميعاً إلى حجم المغالطات في حبكتها و المصادر المجهولة لعناصر السرد بعد منع وسائل الإعلام من الاقتراب من مواقع الحدث.
تقول القصة الأساسية أن حوالي سبعة أو ثمانية رجال من جنسيات مختلفة مدججين بأسلحة مختلفة و قنابل يدوية قد دخلوا و في غفلةٍ من الحراس الموجودين عند المدخل الى مبنى "بلدية قامشلو" و توزعوا بين الطابق الأول و الثاني، ثم فجر أربعة منهم أنفسهم و اشتبك البقية مع الأسايش مما أدى إلى اعتقالهم, كما انتهت العملية إلى مقتل سبعة مدنيين موجودين في المبنى، هكذا بكل بساطة.

أي عقل يمكن أن يصدق دخول هذا الكم الكبير من الرجال من باب المبنى و معهم كل تلك الأسلحة؟ ثم مع من اشتبك هؤلاء إذا كان الموجودون و الضحايا من المدنيين؟ و إذا كان الحال على ما هو عليه، فمن الذي اعتقلهم؟ هل هم المدنيون أنفسهم من نفذ عملية الاعتقال؟ ألم يكن هؤلاء المهاجمين يحمون ظهور بعضهم البعض كما هو الحال في عمليات الاقتحام المفترضة؟ ثم بعد أن تشتت جمعهم بعد دخولهم للمبنى، قيل بأ هناك من فجر نفسه و بعضهم قد اعتقل, لو كان ذلك صحيحاً، ألم يكن ليمت الجميع بسبب قربهم من بعضهم البعض بعد قيام أول واحد منهم بتفجير نفسه؟

أما في قصة مقتل عضو الأسايش في الفرن الغربي و اطلاق الرصاص الكثيف مساء الحادث فهي تدعو للاستغراب بدورها..! هل يصدق أحدٌ ما أن عنصراً مسلحاً ببندقية و قنابل يذهب إلى الفرن الذي يسيطر عليه أعداؤه و يتلاسن معهم حول كمية الخبز فيأمرهم بمنحها له و عند رفضهم لطلبه يطلق النار في الهواء و يرمي بقنابل على ساحة الفرن ليقوموا هم بقتله؟ طبعاً القصة حسبما روجها أصحابها مرةً أُخرى..
أما في المساء و عند حدوث اطلاق نار كثيف أرهب الناس، فقد ذكر الكثيرون أن حزب الاتحاد الديمقراطي كان قد طلب من أنصاره الخروج بأسلحتهم و إطلاق النار في الهواء بحيث تمركز كل عدة مسلحين في كل شارع للقيام بالمهمة, و تزامنا مع هذه العملية كانت مدفعية قوات النظام تطلق القنابل من المطار دون أن يعلم أحد على من و بأي اتجاه..

لكن قوات YPG أعلنت في اليوم التالي عن سيطرتها على مبنى الجمارك الفارغ منذ اكثر من سنة و كذلك على مبنى عائد للنظام في محطة القطار..!! كما تحدث بعض أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي عن قيام قوة من YPG  بتصفية أحد اعضاء الحزب يوم 13.03.2014 بتهمة الفساد، و قد أخذوا منه مبلغ خمسين ألف دولار, و قد عبر هؤلاء عن تخوفهم من قيام الحزب بالاغتيالات في صفوفه بسبب وجود خشية من الاستقالات و الانشقاقات..
و هكذا فإن هناك خشية من مزيد من التصفيات، و الأبواب مفتوحة على احتمالات و قصص جديدة..

http://www.newroz-syria.com/portal/node/1641