سورية تبيع قمح المنطقة الكردية إلى العراق

طالبت المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب للمرة الثانية تقديم العروض
لأحد العطاءات المطروحة مؤخراً لبيع 100 ألف طن من القمح اللين و100 ألف
طن أخرى من القمح القاسي لشحنه إلى العراق، مشيرة إلى أن إغلاق العطاء
سيتم في الرابع من حزيران القادم.
وفي تصريح أكد مصدر رسمي أن هناك كميات فائضة من الأقماح في محافظة
الحسكة تنوي المؤسسة العامة لتجارة الحبوب بيعها، مشيراً إلى أن أسعار
المبيع في حال إنجاز الصفقة ستتم وفق الأسعار العالمية الرائجة للقمح في
البورصة.
ولفت المصدر إلى أن هذا العرض لا علاقة له باستيراد الطحين أو غيرها من
الجوانب مبيناً أن هذه الصفقة خاصة بمحافظة الحسكة، «دون أن ننسى أن هناك
14 محافظة سورية ولكل منها كمياتها ونسبة إنتاجها من القمح».
وفي سياق متصل أكد مصدر مطلع في مديرية الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة
أن لجان العينة العشوائية المختصة بتقدير المساحات المزروعة من القمح
والحبوب الأخرى لم تنته من أعمالها المسحية حتى الآن ولا تستطيع تحديد
رقم حقيقي للكميات المتوقع جنيها من القمح.
وأشار المصدر إلى أن هذه اللجان مشكلة من عدة جهات كاتحاد الفلاحين
والمكتب المركزي للإحصاء ومن مديريات الزراعة، «وهي بحاجة إلى أيام قليلة
للانتهاء من مسوحاتها النهائية إلا أننا نؤكد أن الموسم الحالي للقمح
السوري هو في المستوى المقبول جداً». نقلاً عن موقع سيرياستيبس- الوطن
 إننا في جمعية الاقتصاديين الكرد- سوريا، لا نرى أن هناك أي مبرر لعملية
بيع محصول القمح من المنطقة الكردية إلى العراق بداية شهر حزيران 2014 في
وقت تراجع إنتاج القمح في كُردستان سوريا إلى1 مليون طن سنوياً أي أقل
بأربعين بالمائة مما كان عليه قبل بدء الأزمة السورية، حيث خرجت الكثير
من الأراضي الصالحة للزراعة والتي كانت تحتوي على 58% من ثروات سوريا ذلك
نتيجة إصرار الحكومة السورية على عدم التوسع باستصلاح الأراضي، وترك حبل
الزراعة على غارب الاعتماد على المطر وما تجود به السماء. حيث يعتمد
الاقتصاد في كُردستان سوريا على الزراعة والتي 70% منها زراعة بعلية
متدنية الإنتاجية ومتذبذبة بين السنوات ولا تؤمن مصادر كافية للعيش وتشكل
مخاطر الطقس إلى جانب فترات الجفاف وتراجع خصوبة التربة عوائق كبيرة. كما
وأنَّ سعر الخبز في كُردستان سوريا ارتفع بنسبة 300%، وأنَّ أربعة من بين
خمسة مواطنين قلقون من أنَّ الغذاء ينفد. أي أنَّ حوالي نصف السكان داخل
كُردستان سوريا يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي، وأنَّهم في «حاجة
ملحة» لمساعدة غذائية للبقاء على قيد الحياة. وأنَّ المجاعة باتت تهدد
أعداداً كبيرة من المواطنين. كما وتعرض 85% من مزارع تربية الماشية
لانتشار الأوبئة بسبب نقص اللقاحات. وتراجع إنتاج الدواجن بنسبة 80%
بالمقارنة مع نهاية عام 2010.
إنَّ مسألة الأمن الغذائي هي مسألة مرتبطة إلى حد كبير بتدني الإنتاج
الزراعي وصعوبة تأمين الأسمدة والعلف الحيواني والعقاقير البيطرية
للماشية والدواجن. وإنَّ ارتفاع معدلات النمو السكاني مع عدم القدرة على
تأمين فرص العمل، بالإضافة إلى تأثير التغيرات الاقتصادية في الداخل
السوري على الاقتصاد في كُردستان سوريا هي من الأسباب المسرعة لتفاقم
أزمة الأمن الغذائي.
 
جمعية الاقتصاديين الكرد- سوريا
البريد الالكتروني:
kak.suri2006@gmail.com
صفحة الفيسبوك: