كوباني: هيئة كوباني لحركة الشباب الكورد تعرض عملاً مسرحياً «فسحةُ أملٍ لمدينةٍ يريدونها أن تتشاءم»

إدريس سالم – جواني كورد . نت 
 
الخميس 19 حزيران 2014م
 
قدّم مكتب الفكر والثقافة في هيئة كوباني لحركة الشباب الكورد اليوم في المركز الثقافي (مركز باقي خضو للثقافة والفنّ) وسط حضور مميز من مختلف الفئات العمرية والفعاليات الاجتماعية والثقافية عرضاً مسرحيا حمل عنوان (فسحةُ أملٍ لمدينةٍ يريدونها أن تتشاءم) من تأليف وإخراج دلبرين مسلم، وتمثيل لمجموعة شبابية تهوى المسرح والتمثيل.
 
وقد حملت المسرحية هذا العنوان الغامض والملفت لقارئها لأن هناك مَنْ يحاول جاهداً ويريد لمدينة كوباني أن تتشاءم ويغلق كل فسح الأمل أمام مَنْ يعيش فيها كحصار داعش المفروض عليها من ثلاث جهات واستغلال التجار لقوتها اليومي، والأعمال الإجرامية للنظام إلى أن هدّدت حياة الطلاب وعرّضتهم للمشاكل العاطفية والدراسية والمالية والظروف العائلية السيئة والاعتقالات من قبل الجماعات المتشدّدة.
 
تركّزت أحداث المسرحية في مشاهدها الخمسة حول معاناة الطلاب في مسيرتهم الدراسية والظروف الصعبة التي يمرّون بها، والفقر الذي يجعل من الإنسان مجرماً، وخيانة الفتاة الطالبة لحبيبها بسبب المال والمظاهر والجاه، وكذلك تحطيم الآمال في مجتمع يبحث عن مصالحه الشخصية، وأيضاً دور الصداقة ومحاولتها في توضيح الحقائق وأن لا يقف الإنسان عند حدّ معيّن وأن يكمل المشوار الذي بدأ به.
 
وقال دلبرين مسلم مسؤول مكتب الفكر والثقافة في هيئة كوباني لحركة الشباب الكورد في تصريحٍ لجواني كورد . نت: "إن الدور الذي لعبته هذه المسرحة كان مهماً من حيث تسليطها الضوء على أزمة الحبّ وتأثيراتها النفسية والدراسية على حياة الطلاب، وضرورة أن يلتزم الطالب بدراسته والتفكير بالمستقبل الذي يطمح إليه".
 
وأكّد المؤلف على الصعوبات التي واجهته أثناء كتابته لسيناريو المسرحية قائلاً: "لا أعتبر نفسي كاتباً للسيناريوهات المسرحية لأنني لم أدرس المسرح، إلا أنه واجهتني مشاكل من حيث توزيع الأدوار على الممثلين، وكذلك تحديد ملاح الشخصية ووجود أكثر من شخصية وتأديتها لدورها في شخصية واحدة".
 
وأوضح في تصريحه أنه عمل بكل جهد من أجل أن تنتهي المسرحية بنجاح وأن تترك أثرها وتغيّر شيئاً من الواقع المتشائم، خاصة وأن كوباني تفتقد المسرح المتكامل تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً وديكوراً وحتى المتذوق للفن المسرحي، إلا أنه يجب أن نحاول عبر المؤسّسات الثقافية والفنية تقديم كلّ المساهمات الممكنة في سبيل تطوير هذا الفنّ في كوباني وبقية المناطق الكوردية الأخرى.
 
والجدير بالذكر أن هيئة كوباني لحركة الشباب الكورد تعرض لأول مرّة عملاً مسرحياً بالرغم من ظروف الحصار والحرب، وهي حريصة على العمل المؤسّساتي التشاركي من أجل نشر الثقافة والفكر ودعم المجتمع بكافة أطيافه ومجالاته للرقي به لمستوى المجتمعات المتقدّمة، وستبدأ قريباً على إعلان العديد من النشاطات في مجال الثقافة والفكر المدني والإعلام وقضايا المرأة وغيرها.