بيان بصدد ما يجري في العراق

2014-06-23

  20.06.2014
        في البداية نتوجه بالشكر على تحرير كركوك، قلب كوردستان، وسائر المناطق التي كانت مغتصبة، لكافة أفراد قوات البيشمركه، وقادتهم الميامين، درع الكورد وكوردستان، الذين سجلوا مرّةً أخرى في دفتر التاريخ الكوردي صفحةً مشرقة ملؤها الانتصار والتضحية من أجل شعبنا، فهم فخر لنا أينما كنا وأينما كانوا، وهم الأمل في تحرير كل التراب الكوردي دائماً.    
 
        إننا في المجلس الوطني الكوردستاني – سوريا إذ نحيي قرار القيادة الكوردية في جنوب كوردستان باستعادة كامل الأرض الكوردية والثبات عند حدودها للدفاع عنها مهما كانت التضحيات، نثمن أيضاً الموقف التضامني العظيم، لمختلف فئات وأحزاب ومنظمات وشخصيات الأمة الكوردستانية، مع قرار ات السيد الرئيس مسعود البارزاني بخصوص الوضع الجديد الذي أفرزه احتلال الموصل من قبل الجماعات المتطرفة وما تبتعه من أحداث متلاحقة، واعتبار هذه القرارات تاريخيةً بكل معنى الكلمة، وتعبّر عن الوفاء والإخلاص التام لقضيتنا القومية العادلة. و نلفت عنايتكم، في الوقت نفسه، من أي تساهل مع حرية كركوك والمناطق الأخرى إذ سيكون أي تسامح في هذا الشأن كارثةً للوضع الكوردي في العراق، ومن الأهمية هنا عدم القبول بدخول أي قواتٍ غير كوردية إليها، عراقية كانت أو إقليمية أو أمريكية، لأن هذا سيفتح الباب لعودة قوات الحكومة والسيطرة عليها من جديد خطوةً خطوة. وإن التسامح الذي تم مع الوضع في عام 2003، على أثر سقوط نظام صدام حسين الدموي، بخصوص بقاء القوات الكوردية في كركوك أو خروجها، نرى من الأهمية، ألا يتكرر.
 
          نأمل من حكومة الإقليم ومكوناتها جميعاً وكذلك من مختلف مؤسساتها الإدارية والأمنية اتخاذ الحذر من أي طرف كان فرض نفسه على مناطق قريبة من الحدود السورية المتاخمة لغرب كوردستان مثل جبل شنكال أو من المناطق القريبة من ينابيع النفط وحقول انتاجه في كركوك، بأي ذريعةٍ كانت، صديقةً كانت تلك القوات أو معادية، إضافة إلى اتخاذ كل التدابير المشددة لحماية الداخل الكوردستاني من العمليات الإرهابية والتخريب الاقتصادي للبنية التحتية في كوردستان.
 
          إننا في المجلس الوطني الكوردستاني – سوريا نجد من الضروري أن يكون الكورد جزءاً من قوى السلام والأمن والاستقرار في العراق وأن يلعبوا دوراً تاريخياً في بناء حكومة وطنية شاملة، ومن ذلك تأمين المساعدة الإنسانية لمختلف اللاجئين النازحين إلى كوردستان، سواءً من غرب كوردستان أو من العراق العربي، والعمل على إعادتهم رويداً رويداً إلى ديارهم في أمانٍ وسلام، إلا أن حماية المصلحة الوطنية تقتضي حسم مسألة مصير الشعب الكوردي ضمن العراق الديموقراطي الفيدرالي، لأننا على ثقة بأن أي حكومةٍ عراقيةٍ قوية ستتهرب مثل الحكومات السابقة من التعامل بجديةٍ مع مطالب الشعب الكوردي وسترفض الاعترافَ بسلطة الإقليم على كامل التراب الوطني في جنوب كوردستان، وستعمل على استعادة سيطرة الحكومة المركزية على كركوك وسواها، وستضع العراقيل أمام نيل الشعب الكوردي حقوقه العادلة من الثروات العراقية، وستمارس لغة التهديد والوعيد وانتهاج سياسات الخديعة والمناورة والمؤامرة على الكورد وكوردستان، لأن فكرة الاعتراف بالشعب الكوردي وحقه في إدارة ذاته بذاته لم تختمر في وعي معظم الساسة العراقيين، وهذه حقائق يجب أن لا تغيب عن أذهان القيادة الكوردية.
           إن قرار القيادة الكوردية بنأي النفس عن الانخراط في الحروب الطائفية والأهلية قرار صحيح ندعمه كلياً ونعطي الأولوية لحماية الكورد وكوردستان من شتى الأخطار المحدقة ومنها أخطار الإرهاب والغزو والاحتلال والخضوع ثانيةً تحت سيطرة الآخرين.
          إننا نؤيد موقفكم هذا من قلوبنا ومستعدون أن نقوم بما يقع علينا من واجبات قومية، ونأمل من كافة القوى الكوردستانية أن تضع قواها وامكاناتها السياسية والمادية والعسكرية والإعلامية رهن إنجاح هذا الموقف اليوم، دون قيدٍ أو شرط، سوى شرط وضع الحق القومي الكوردي في أعلى سلّم الأولويات السياسية -الاستراتيجية أننا شعب واحد والخطر المحدق بشعبنا هو ذات الخطر حيث يعيش هذا الشعب، في كل مكان وكل حين.
 
* المجد للبيشمركه والخلود لشهداء الحرية والتحرير
* لا تنازل عن حقوق شعبنا ولا تراجع عن القرارات التاريخية لقيادته
* من أجل تضامنٍ أشد بين كل قوى شعبنا لحسم الموضوع الكوردي برمته
 
  المجلس الوطني الكوردستاني - سوريا