الدعائم الاقتصادية الخمسة لشرعية الاستقلال الاقتصادي لكُردستان العراق (النفط، والزراعة، والصناعة، والتجارة، والسياحة)

جوان فداء الدين حمو-ماجستير في العلاقات الدولية-
عضو جمعية الاقتصاديين الكُرد في سوريا
 
يقصد بالاستقلال الاقتصادي لكُردستان العراق بأنَّه قدرة كُردستان العراق على التحكم واستغلال موارده وثرواته بما يخدم مصالح شعبه والتنمية المحلية فيه.حيثُ له القدرة على انتاج ما یحتاج إليه على مستوى مقبول من الرفاه، ويستطيع إلا يعتمدعلىالحكومة العراقيةوإلا يحتاجإليهم في إدارة الامور الاقتصادية.
يتبنى كُردستان العراق نظاماقتصاد السوق، حيث تحدد فيه قوى الطلب والعرض المعطيات الاقتصادية الاساسية، والتي تتمثل بالأسعار والاستثمار في القطاعات الاقتصادية، والخدمية والانتاجية، دون تدخل مباشر من قبل الحكومة، فهناك حرية التجارة وحرية الاستثمار. وهويحقق نمو سنوي مقداره 6 % سنوياً. كما وأنَّ مستوى دخل الفرد سنوياًيبلغ حوالي خمسة آلاف دولار أمريكي.
وتتمثل أهم الإيرادات في موازنة كُردستان العراق ما يلي: (واردات النفط، والغاز، والمعادن، والثروات الطبيعية الأخرى، وضريبة العقار الأساسية والإضافية وضريبة العرصات، وضريبة الدخل، وضريبة التركات، وضريبة الأرض الزراعية وبدلات إيجار تلك الأراضي، ورسوم التسجيل العقاري، ورسوم أنواع الإجازات والوكالات والحجج والخدمات التي تقدم للمواطنين ورسوم تسجيل المركبات ووسائط النقل الأخرى، وواردات البلديات، وواردات المعاملات المصرفية والتجارية، وواردات المشروعات الصناعية، والزراعية، ومشاريع الإنتاج الحيواني، والواردات المتحصلة من الأملاك العامة.
ويرتكز اقتصاد كُردستان العراق على خمسة دعائم اقتصادية وهي: النفط، والزراعة، والصناعة، والتجارة، والسياحة.
 
1- قطاع النفط:
وهوالركيزة الأساسية للاقتصاد في كُردستان العراق، وتشير تقديرات اقتصادية إلى احتواءه على أكثر من 45 مليار برميل بترول من الثروة النفطية للعراق، ثالث أكبر منتج للخام الأسود في العالم.
ففي عام 2006 تم حفر أول بئر للنفط بعد تحرير العراق في كُردستان العراق، من قبل شركة نرويجية للطاقة (دي.ان.او)، وتبين أنَّ الحقل النفطي يحتفظ بمخزون 100 مليون برميل نفط، وفي بدايات عام 2007 تم استخراج 5000 برميل نفط يومياً.ويُصدر كُردستان العراق -الذي تعمل به 24 مجموعة نفطية غربية-نحو100 ألف برميل نفط يومياً عبر ميناء جيهان التركي.
وتجدر الإشارة إلى أنَّه يمكنلاقتصاد كُردستان العراقأن يزيد إنتاج النفط في المستقبل إلى مليوني برميل يومياً.
2- القطاع الزراعي:
يُعتبر القطاع الزراعيمن القطاعات الاقتصادية المهمةفي كُردستان العراق حيث يعتمد علىالحبوب مثل القمح والشعير والشلب والذرة الصفراء وعباد الشمس... الخ وعلى مختلف أنواع الخضروات.وأنَّه لغرض تطوير القطاع الزراعي ورفع الانتاج النباتي والحيواني في هذا القطاع، فقد تم وضع خطة استراتيجية خمسية من قبل وزارة الزراعة في كُردستان العراق خلال الفترة(2009-2013)، وذلك بتخصيص مبالغ معينة للاستثمار الزراعي واعطاء القروض المصرفية للفلاحين والعاملين في القطاع الزراعي وفق شروط معينة لزيادة الإنتاج النباتي والحيواني.
فواقع القطاع الزراعي ينطوي على إمكانات واسعة تجعله من القطاعات القائدة في دعم وتنويع الاقتصاد الوطني، وهذه الإمكانات عامل أساسي في مجمل الواقع الاقتصادي لكُردستان العراق.
3- القطاع الصناعي:
   هناك أهمية اقتصادية كبيرة للقطاع الصناعي بشكل العام، وذلك في مجال تشغيل الايدي العاملة وتكوين الدخل القومي وخلق نمو اقتصادي كبير، ووجود روابط خلفية وامامية قوية في القطاع الصناعي ووجود علاقة قوية بين القطاع الصناعي والقطاعات الأخرى.
حيثُ أقرَّ برلمان كُردستان العراق قانون تشجيع الاستثمار كأساس قانوني وتشريعي لجذب الاستثمارات الخاصة الى داخل قنوات الاقتصاد لتكون مكملة للاستثمارات الحكومية للأعمار.
4- قطاع التجارة:
تمثل التجارة أحد أهم مصادر الدخل الاقتصادي في كُردستان العراق، والشركات التركية هي أكثر المستثمرين فيها، فالنهوض الاقتصادي بدأ بصدور قانون الاستثمار عام 2006، حيثُ أنَّ عدد الشركات العاملة في كُردستان العراق قد زاد ثلاث مرات عن باقي مناطق العراق. إذ يوجد في كُردستان العراق ما يقارب 2250 شركة، منها حوالي 50 % شركات تركية، و10 % شركات عربية تأتي الامارات العربية ولبنان في المرتبة الأولى، ثم مصر في المرتبة الثانية.
ويبلغ حجم التبادل التجاري مع تركيا وحدها نحو ستة مليار دولار سنوياً، ويعمل فيه أكثر من 200 شركة تركية.
5- قطاع السياحة:
تساهم الطبيعة الجميلة في كُردستان العراق بالإضافة إلى الاستقرار السياسي والأمني في عملية الجذب السياحي حيثُ تحاولكُردستان العراق الآن أن تستقطب حوالي سبعة ملايين سائح سنوياً إلى الداخل الكُردستاني.
ومن أهم الأماكن الاثرية والاصطيافية في كُردستان العراق نذكر ما يلي: (قلعة أربيل، وبازاري قيصري، ومنارة شيخ چولي،وقلعة خانزاد،ومزار الربان بويا،ومنتجع شقلاوة،وشلال گلي علي بك،وشلال بيخال،ومصيف بانك،ومنتجع التزلج على الثلوج في سفح جبل كورك وتلفيريك كورك، وكنيسة مار ايث الاها،وقلعة آميدي، ومتحف السليمانية،والمتحف الوطني (الأمن الأحمر)،ومصيف بحيرة دوكان،وسد دبرنديخان،ومنتجع أحمد آوا.
كما هناك مطار دولي في كل من اربيل والسليمانية يربط كُردستان العراق بدول الشرق الاوسط وأوروبا برحلات جوية، تسهل من عملية الانتقال السياحي.
وبالتاليفمع عملية الانفتاح والتوسع الاقتصادي، والتجاري، والبناء والاعمار، الى جانب خلق الثقة لأصحاب رؤوس الاموال، والتقدم الصناعي والتجاريتغدوا كُردستان العراق منطقة مستقرة ومزدهرة، ولها القدرة على صياغة السياسات المالية، والسياسات النقدية، وإعداد الموازنة العامة. أي المساهمة الفاعلة في صياغة هذه السياسات المهـمة التي تنعكس بشكل كبير على اتجاهات نموها الاقتصادي. ومن هنا تأتي شرعية استقلال كُردستان العراق اقتصادياً.
 
 
البريد الالكتروني للجمعية:
kak.suri2006@gmail.com
 
رابط الجمعية على الفيس بوك