الاوضاع الصحية في غربي كردستان

عمار مرعي /صحيفة كردستان/العدد(500)

مع عدم وجود حلول قريبة للازمة السورية الراهنة وانعكاساتها الخطيرة من الحصار الخانق و الأحوال المعيشية المتدنية للمواطنين , وتفاقم الاوضاع الانسانية في كافة مجالات الحياة ..

ومن ضمنها الواقع الصحي المتردي والتي تأثرت بالازمة اكثر من غيرها نتيجة هجرة قسم كبير من الكوادر الطبية الى الخارج وصعوبة السفر الى الداخل السوري بغية العلاج في باقي المحافظات جراء احتدام المعارك و القتل على الهوية , وما زاد الطين بلة زيادة تعاريف المعاينات الطبية و الادوية سلطانه عبدالعزيز: تعاني من احتشاء في عضلة القلب و بحاجة سريعة لاجراء عملية قثترة قلبية وتركيب شبكية وبحسب الطبيب المختص و المشفى المتوفر فيها الاجهزة اللازمة فإن تكلفة العملية تتراوح بين 250 الف ل.س وليس بإمكانها تأمين المبلغ المذكور الواقع الذي يعانيه الكثير من المرضى و حاجتهم الى اجراءات علاجية تشكل عليهم عبئً ماديا كبيراًو غياب ملحوظ لجهات داعمة و جمعيات خيرية لتمويل تلك الحالات وذيادة في معدل الوفياة بالمنطقة السبب الذي اجبر المرضى الى التوجه الى اقليم كردستان العراق والعلاج في المشافي الخاصة و الحكومية ولكن الاجراءات القانونية و الصعوبات على المعبر الحدودي هي التالي تشكل ضغطاً نفسيا على المرضى و اقربائهم يقول ..

 

عبد الحميد علي: والدي مصاب بسرطان في البنكرياس ولعدم توفر اجهزة شعاعية و جرعات كيميائية سنضر الى السفر لاربيل بغية العلاج اللازم هنيك ولكن اجراءا اللجنة و الدخول الى الطرف الثاني قد يستغرق وقتا و الوضع الصحي للوالد يتطلب اقامته في المشفى فورا دور الصيدليات في الازمة القائمة ايضا سيئة كما هي دور الاطباء و المشافي فإغلب العاملين فيها يصرفون الدواء دون اي وصفات طبية او التزام بالسعر المعمول بها و الذيادة في نسبة الربح بالثر من 250% في العلبة الواحدة شفان علي يقول: الطبيب الجراح "م ش" وصف لي الدواء وأثناء مراجعتي للصديلية لشراء الدواء الموصوف طلب مني الصيدلاني مبلغ 3500 ثمنا للوصفة و بعد الرجوع الى المنزل و التدقيق في سعر الادوية تبين أن سعرها المعمول بها على العلب 550ل.س فقط ناهيك عن بيع الادوية المنتهي الصلاحية و مصنوعة من قبل شركات غير معروفة و مرخصة و ما يرافقه من حالات التسمم الدوائي و التحسس و غيرها من المخاطر الناجمة من تناولها اذا في كل الامم أناس حبب اليهم من دنياهم جمع المال و تكيسه وكرهوا أن تكون لهم يد في البذل وأسهام في العون وقت الشدة وأيضا لابد من التنويه أنه يوجد من الفئة ذاته من الكوادر الطبية ممن ألتزموا بأخلاقيات وشرف المهنة و عملهم الانساني فمنهم من عاش للناس و الانسانية أكثر مما عاش لنفسه و بذل الكثير من قواهم و راحتهم دون ان يطلبوا ثمنا أو أجراً, مقدماً كل عون يستطيع تقديمه حتى يخفف عن أخيه في الانسانية ما يلاقيه من صنوف الشقاء و العذاب..

 

الدكتور" م.م "يقول: في بداية الازمة قمنا بتوزيع البطاقات الصحية المجانية على العوائل المحتاجة و ايضا تشكيل لجنة من الاطباء للوقوف على الحالات التي تتطلب اجراءات مادية مكلفة و تخفيف المعاناة عنهم و لكن لعدم تعاون المنظمات الانسانية مع الفريق المشكل وغياب الدعم من المجالس الكردية كان السبب في افشال المهمة الموكلة لنا وهجرة بعض زملائنا في السلك الطبي.. مأساة المرضى اليوم في المنطقة الكردية بين كماشة أصحاب النفوس الضعيفة من الصيادلة والأطباء و غياب واضح للجهات الداعمة و ضابط قانونية و مراقبة على القطاع الصحي .. الواجب الانساني يفرض على الجميع أن يرتقوا الى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم و يتذكروا قسم أبيقراط الذي حلفوا عليه . لتكون الإنسانية شعارهم والرحمة مبدأهم والسلام منهجهم وأيضامطالبة المنظمات الدولية لتقديم كافة المستلزمات الطبية و دراسة عن الحالات التي تستوجب اجراءات علاجية مكلفة و تسيير أمورهم مجاناً, و توجيه المعنيين في غربي كردستان بتفعيل "للنقابات الصحية الكردية " ومراقبة وضبط القطاع الصحي و ارفاق تسعير موحد للمعاينات والادوية و توزيع بطاقات صحية مجانية للمحتاجين