ضحايا الهجوم الكيمياوي السام و 28 عاما من معاناة الالم والاهمال.

(عن روداو الانكليزية) 
اربيل-كوردستان: ثمانية وعشرون عاما مضت على هجوم صدام حسين الكيمياوي على مدينة سردشت الكوردية في ايران وآلاف الضحايا يعيشون باجسامهم المتضررة وآلامهم النفسية وحتى اليوم لم السلطات الايرانية نفسها ولو بارسال طبيب مختص الى المنطقة ليقصده اولئك الضحايا.
من بين اكثر من 8000 شخص تعرضوا للغاز السام وفاز الاعصاب في 28-29 من حزيرانعام 1987 تم تسجيل 1380 شخص فقط لدى السلطات الايرانية وفقا لجمعية سردشت لضحايا الكيمياوي. 
وغالبية غير المسجلين هم من الكورد.
وقد امر صدام حسين بالهجوم الكيمياوي على مدينة سردشت والقرى المحيطة بها في محافظة اذربيجان الغربية قبل نهاية الحرب العراقية الايرانية عام 1980.وتم قصف الاماكن المأهولة في تلك المنطقة بغاز الخردل مما ادى لمقتل 110 اشخاص على الفور واصابة 12000 مدنيا آخر ولايزال الباقون على قيد الحياة يعانون من الاثار النفسية والجسدية لذلك الكابوس القاتل وسط تجاهل تام لتلك المعاناة من قبل السلطات.
وحسبما اوضحه السيد سيروان حداد رئيس جمعية ضحايا الكيمياوي: ان اولئك الناس مهملون ولا يوجد طبيب مختص في المنطقة ليقصده هؤلاء المغدورون وهم يعانون اصابات مختلفة كاصابات العين والرئة والجلد اضافة الى الحالات النفسية والاكتئاب.
واصاف حداد: ان اكثرهم ينام بوضعية الجلوس لعدم قدرتهم على الاستلقاء بسبب مشاكل الرئتين رغم مضي ثلاثة عقود وكثيرون ينامون جائعين للسبب نفسه.
ويعود تدهور الحالة الاقتصادية المتدهورة للمنطقة لصعوبة ايجاد فرص عمل لاولئك الضحايا او الاحتفاظ بوظائفهم مما ادى لانفجار الغضب المكبوت ضد اهمال الحكومة لتلك المنطقة عقب وفاة عاملة نظافة الفندق الكوردية في ظروف غامضة فاندلعت الاحتجاجات التي تحولت لاعمال عنف لاحقا.
يقول شاهد علوي وهو كاتب وناشط كوردي مقيم في واشنطن :
ان من اهم موارد دخل السكان على الحدود مع العراق هو التهريب وهذا يتطلب اجساما قوية قادرة على التحمل.وقد قامت السلطات الايرانية بدعم سكان المناطق المتضررة جراء الحرب العراقية الايرانية بمواد طبية وضمان صحي ودفعات نقدية شهرية الا انهم استثنوا اغلب الكورد من هذا الدعم.
واضاف علوي في حديثه لروداو قائلا: على العموم ان النظام الايراني نظام فاسد. فكثير من الايرانيين الذين فقدوا صحتهم خلال الحرب لم يتلقوا الدعم المناسب من الحكومة بل كانت تخفض من مستوى اصاباتهم للتهرب من دعمهم.وتتغاضى ايران عن آلام ضحايا سردشت لسببين:
1-يشكل الاعتراف بهذا العدد الضخم من الضحايا اعترافا ضمنيا بعجز الحكومة عن حماية المدنيين في المنطقة.
2-يؤكد الاعتراف بهذا العدد حق اولئك الضحايا بالتأمين الصحي ومعونات شهرية والسلطات غير راغبة بتحمل هذه التكاليف.
وحسبما افاد علوي فان السلطات الايرانية عزت مشاكل الرئة لدى اولئك الضحايا للربو والحساسية الموسمية وليست من الآثار الجانبية لذلك الهجوم الكيميائي.
مايحتاجه اولئك الناس من ادوية لعلاج تلك الحالات نادرة وغالية الثمن 
والعيادات التي يمكن ان تساعدهم قليلة جدا.
وبعد تسعة اشهر من الهجوم على سردشت وفي الاسابيع الاخيرة من الحرب العراقية الايرانية حول صدام حسين هجومه الكيمياوي على كورد العراق نفسه مما اسفر هذه المرة عن مقتل 5000 كوردي في مدينة حلبجة الكوردية في 16 آذار عام 1988.
قام بترجمة المقال من الانكليزية للعربية: وعلماً احمد مدرس للغة الكوردية والانكليزية والتركية.