بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وبعد :
الحـــب
- تنقسم كلمة الحب إلى قسمين :
الحـــــاء والبــــــاء 
حــاؤه : حمّى – حرارة – حياة – حِمى .
بــاؤه : بيان – بر – بؤس .
لـــــه عــــــدة أنـــــواع :
 حب العين .
 حب الأذن .
 حب جمال الصورة .
 الحب الشعوري.
 حب العقل .
 حب الشهوة والغريزة .
 حب الهوى .
 الحب من طرف واحد .
 الحب الصادق والحقيقي .

حــب العين
العين هي إطلالة النفس على الكون الخارجي ، والحب بالعين ليس لجمال الصورة ، فعندما تلمح العين الصورة الجمالية تندمج في محور العين فتصبح العين والصورة فرد واحد ، لم يعد هناك أي فرق بين الصورة وبين الرؤية .
والحب بالعين يسيطر على العقل والقلب والجوارح ويفقد الإنسان اتزانه وهذا الحب يولد الاضطراب لنفس الإنسان وينقضي بانقضاء الصورة .

حــــب الأذن
يا صاح أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا
وأنا أقول الأذن تعشق في أغلب الأحيان و دائماً ، حب الأذن يجعل المرء ينغمس ويغرق في الحب ، يجعله يعيش أحلام وآمال لأن الأذن هي إطلالة النفس على الكون الخارجي تسمع وتنقل السمع إلى مركز المصورة ثم ينتقل من مركز المصورة إلى مركز المخيلة ثم ينتقل إلى عالم الورود ، وقد يصبح هنا المحب بوضع الأنا وهذا الحب ممكن يدمر الشخص ويعيشه بأحلام ويسبب له رجفان ، وهذا حب ينقضي بانقضاء العمل .

حــــب جماليــــة الصــــورة

هو حب كذابي ينقضي بانقضاء الصورة ، يحب جمالية الصورة سواء أكانت الصورة موجودة أم لا ، وهذا الحب يسيطر على العقل والقلب والجوارح ويفقد الإنسان اتزانه ويولد الاضطراب .

الحب الشعوري

لا علاقة له لا بالعين ولا بالأذن ولا يهمه جمالية الصورة وهو عبارة عن شعور وإحساس ، وهذا الشعور والإحساس ممكن أن يكون مشاعر متناقلة بين الطرفين ، وهذا الحب ممكن أن يصدأ فيصير عليه اضطرابات لأن المشاعر والأحاسيس متعلقة بالنفس فإذا اضطربت النفس اضطرب ذلك الحس ، واضطراب الحس والشعور يعطي حدود لأي موجة تأتي من الطرف الآخر وهذا الحب ينهار ، وربما قد تعود العلاقات بين الطرفين .

حـــــب العقـــل

وهو حب كذابي ، متى ما سيطر على الحب العقل ذهب ذلك الحب لأنه يفقد التوازن بين العقل والعاطفة .

حب الشهوة والرغبة والغريزة

وهو حب كذابي ينقضي بانقضاء العمل ، وربما يصل بصاحبه إلى درجة من الهوس والجنون.

حب الهوى

هو حب غير متزن ، منقضي ، خداع ، فاشل .

الحب من طرف واحد
الحب من طرف واحد ممكن أن يكون جمالي – جلالي – صوري-شعوري .
عندما يتغلغل هذا الحب في جسم المحب يسبب له اضطراب فتجد دقات قلبه قوية جدا ، وعندما يجد الذي يحبه يخفق قلبه بسرعة وتتوتر أعصابه وإذا التقى بالذي يحبه لا يستطيع أن يقترب منه وقد يسبب الاضطراب لمحبوبه فعندما يلتقيان دون سابق علم يحدث بينهما حقل مغناطيسي فيضطرب الذي يحب و يسبب الاضطراب لمحبوبه دون علم المحبوب فيصبحان كالمغناطيس عندما يقتربان ممكن يتجاذبا قليلاً و لكن في الأغلب اضطراب المحب يسبب تنافر فيما بينهما وهذا حب منقضي ومنتهي .

الحب الصادق والحقيقي
الحب 99% منه يزول ويبقى 1 % والحب الذي يبقى هو الحب النابع من الفؤاد ومسيطر عليه غلاف القلب وهذا الحب له ضوابط وروابط:
( الصفاء – النقاء – العفة – الكرامة – العقل )
وهذا الحب يحافظ على كيان الإنسان وعلى كرامة الإنسان وكمالية شخصيته دون إفراط أو تفريط ، وهذا الحب يكون متوازن مع العقل مربوط بغلاف القلب :
( وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها )
طبعاً فارغاً إلا من حب موسى ، الحب الذي في الفؤاد ومربوط برابط القلب يجعل اتزان لدى المحب وعقل راجح وفكر ثاقب ، لا يتصرف إلا في ميزان العقل .
والحب الحقيقي يجب أن يظل طي الكتمان ، ولا تستطيع أن تكشف المحب أبداً :
( من أحب ، فعفّ ، فمات ، مات شهيداً )
يكون المحب متزن عقلياً ، لديه إدراك ، ومخافة إلهية ، إنسان كبير ، حبه لا يظهر له آثار أبداً وإذا ظهرت الآثار تظهر آثار العطف والكرم والحلم والإحسان والبر وضمن ضوابط العفة والتشريع والكرامة هذا هو الحب الحقيقي.
أنت أحب زوجتك وولدك وأهلك وأصدقائك وجيرانك لكن بالحب الصادق الحقيقي المتزن عقلياً وليس بحب الإفراط وعدم الاتزان .
المحب يجب أن لا يعلم أحد كيف أحب وكيف لا يحب ولا يكشف المحب الحقيقي إلا كل داهية ذكي يعرف كيف يكشف المحب :
قال أحدهم :
أيا معشر العشاق بالله خبروا إذا حل عشق بالفتى ماذا يفعل ؟!!
فأجابه أحدهم :
يداري هواه ويكتم ســـــــــــره ويخضع لكل الأمور ويخشع !!
ثم قال :
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى وهو في كل آونة قلبه يتقطع ..

درجات الحب
الهوى – الشغف – العشق – الهيام – الوله
كل هؤلاء الأسماء تنطوي تحت اسم الحب وهو مرتبة أساسية قسمت إلى عدة أنواع :
فمثلاً الهوى هو بدايات الحب وليس الحب والهوى أي الرغبة، ثم تتطور الحالة إلى الشغف والعشق ، وهو مرحلة أولى متقدمة من مراحل الحب والبعض صنّفه بأنه حالة غريزية ثم يأتي الهيام ثم الوله وهكذا إلى أن يصل إلى نوع من أنواع الحب الذي سبق وذكرناه .
دلائل العشق لا تخف على أحد كحامل المسك لا يخلو من العبق

*********************************
*****************