الفن الفقير
وهو اتجاه ظهر في أوروبا في أوائل الستينات ، ليعيد إلى الأذهان ذكريات الحركة الدادية ، وكان انتشاره سريعا ، إذ اتسعت الرقعة التي ينتمي إليها أصحاب هذا الفن ، فشملت أوروبا وأمريكا ..
ومن نماذج الأعمال الفنية لهذا الاتجاه :
* خمسون مترا مكعبا من القاذورات الخالصة ، عرضها "والتردي ماريا" من نيويورك في قاعة (هينز فريدريك) في مدينة ميونيخ بألمانيا من 28/9ــ 12/10/1969.
* سجادة ألقي عليها مقدار من مزيل الألوان . قدمه "لورنس فيغر" من نيويورك 1968.
واسم هذه الحركة الذي عرفت به يدل على الركاكة والرخص وسهولة توفر أدوات التعبير وخاماته ، وإن كان بعد ذلك قد أصبح علما على هذا الاتجاه شأن (الدادية) .
ويمثل هذا الاتجاه حركة تمرد على كل ماهو تقليدي في الفنون الجميلة وقد أكد ماوصلت إليه الدادية من إزالة الحواجز بين (الفن) و (اللافن).
ويتميز إنتاج هذا الاتجاه ـ في غالب الأحيان ـ بأنه غير قابل للتداول والتسويق ، كما يفعل ذلك في اللوحات والتماثيل ، ولعل هذا هو الفارق بين (الدادية) و (الفن الفقير) ، حيث ظلت الدادية متمسكة باللوحة ، وكمثال على ذلك ، نقول :
منحت جائزة (بينالي الاسكندرية) الخامس عشر عام 1984 لعمل أرضي هو عبارة عن مساحة من أرض المعرض مفروشة بمجروش الأحجار ، ينبثق منها خمسة أسياخ حديدية متفرقة بارتفاع نصف متر ،تتصل قممها بخيوط التايلون . وقد أهدى صاحب العمل عمله هذا إلى كلية الفنون الجميلة في الاسكندرية ، فلم يكن باستطاعتها قبول هذا الاهداء ، لاستحالة نقله ، ولتفاهة خاماته التي لا تعدو كيسين من الأحجار المكسرة .
ولبيان أسلوب تفكير بعض من يحمل لواء هذا الاتجاه ، والتعرف على تطلعاتهم ، يحسن بنا أن نستمع إلى "والتر دي ماريا" أحد الفنانين إذ يقول:
(... إنني أفكر في إنشاء ساحة للعرض ، قدتكون على شكل حفر كبيرة في الأرض ، لن نبدأ بحفرة جاهزة بطبيعة الحال ، إذ ينبغي أن نحفرها بأنفسنا ، ويكون حفرها جزءا من الفن ، ولابد من إعداد أماكن فخمة لجلوس المتفرجين ، ومحبي الفنون ، ومن الضروري أن يشهدوا تشييد الساحة بالملابس الرسمية ، لأنها ستجعلهم أكثر اهتماما بالحدث المميز الذي سيرونه ).
ذلك هو (الفن الفقير).
شكرااااااااااااااااا روديييييييييييييييييييي
:wink :wink: :wink: :wink: