فيلم «ديفيد تولهلدان» ..وثيقة سينمائية عن نضال كردي في تركيا

3 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 8 سنة 4 أيام ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 30/01/2006

فيلم «ديفيد تولهلدان» ... وثيقة سينمائية عن نضال كردي في تركيا

هوشنك أوسي

دمشق - الحياة
انتهى المخرج الكردي مانو خليل من تصوير فيلمه الجديد «ديفيد تولهلدان»، وقام بعرضه في سويسرا، وسط اهتمام إعلامي كبير، لما لهذا الفيلم من أهمية وثائقية سياسية تعكس جانباً مهماً من التجربة التحررية الكردية، ومشاركة العنصر «الأجنبي» غير الكردي فيها. وربما لا يخفى على كثر، إن هذه التجربة النضالية، ضمت بين صفوفها، عرباً وأتراكاً وفرساً وأرمناً وآشوريين ويونانيين وروساً، ومن جنسيات أخرى، سقطوا شهداء في سبيل القضية الكردية. وأحد النقاط التي أراد مانو خليل إثارتها عبر فيلمه هذا: هو تسليط الضوء على هذه الظاهرة الإنسانية، عبر التطرُّق الى تجربة المقاتل السويسري ديفيد، في استعادة منه لظاهرة المناضل الأممي المستعد لبذل روحه في سبيل قضية عادلة.

فكرة الفيلم وأحداثه (الذي كتب السيناريو له المخرج نفسه) تدور حول حياة الشاب السويسري ديفيد رويلر، المنحدر من عائلة سويسرية معروفة، ذات مكانة في المجتمع السويسري ثقافياً واجتماعياً وسياسياً. فوالده هو الرئيس السابق للمحكمة الفيديرالية السويسرية، وأحد القضاة السبعة في محكمة العمل الدولية. هذا الشاب، ترك عائلته وجنَّة سويسرا منذ ست سنوات ليتوجَّه إلى جبال كردستان، ويصبح مقاتلاً في صفوف «الغريلا - المقاتلون الكرد» حاملاً السلاح، واضعاً نفسه في خدمة حركة التحرر الكردستانية والقضية الكردية. «ديفيد السويسري»، أخذ اللقب الكردي «تولهلدان» والذي يعني: «الآخذ بالثأر»، اسماً حركياً له، وأصبح روحياً وفكرياً ثورياً كردياً، يجسد حالة الثوري العالمي، المستعد لبذل روحه في سبيل قضية الإنسان الأولى: هي الحرية والعدالة.

الفيلم يتحدث من خلال رسائل الفيديو المتبادلة بين ديفيد وأهله في سويسرا، عن حياة «الغريلا» الكرد، وكيف أن والدة ديفيد تقرر السفر إليه، لتلتقي به في جبال كردستان، على رغم خطورة وصعوبة الوصول إلى هناك، وتصبح الشاهد على حقيقة المقاتلين. الفيلم وثيقة واقعية عن المقاتلين الكرد، الذين تحاول تركيا، ومنذ أكثر من عشرين سنة، إلصاق تهمة «الإرهاب» بهم. إنه رأي محايد وواقعي عن النضال الكردي، من خلال حديث الشاب ديفيد وعائلته عن الكرد، ثم من خلال والدته، ومشاعرها، وهي في جبال كردستان، مع أناس غرباء عنها، ينادونها بـ «الأم» (لأن الغريلا الكرد يعتبرون أم أي مقاتل أو مقاتلة بينهم، أمَّاً لهم). كما يتطرَّق الفيلم إلى العلاقات الإنسانية بين المقاتلين المتعددي الأعراق والأديان، وإلى الروح الرفاقية التي تجمعهم حول قضية يؤمنون بها.

عنوان الفيلم، «ديفيد تولهلدان» مركبَّ من الاسم الحقيقي والاسم الحركي للمقاتل السويسري. وهو فيلم وثائقي، صوِّر لمصلحة التلفزيون السويسري، مدته، «52» دقيقة، والنسخة السينمائية له، هي 70 دقيقة. أما إنتاج هذه الفيلم، فقد كان مشتركاً، بين التلفزيون السويسري بقنواته الرئيسية الثلاث، ومديرية السينما في وزارة الثقافة السويسرية، ومؤسسة دعم السينما في مقاطعة «فاود»، ورئاسة مدينة «بيرن» ومؤسسة الثقافة في القسم الألماني السويسري، بالإضافة للمخرج. وتمَّ تصوير الفيلم على مرحلتين، في كردستان، وفي سويسرا. استغرقت المرحلة الأولى حوالي الشهر، والثانية 20 يوماً تقريباً.
وعن الصعوبات التي لاقاها مخرج الفيلم أثناء التصوير، ذكر مانو خليل: «أكثر الصعوبات، كانت تقنية من نقل المعدِّات إلى الجبل. حيث تمَّ استخدام كاميرات تلفزيونية متطوِّرة، وذات مستوى تقني عالٍ. ومعلوم أن حمل الكاميرا لوقت طويل، أثناء السير في الجبال الوعرة، يحتاج إلى جهد عضلي كبير، مع أن المقاتلين كانوا يساعدوننا في نقل المعدِّات. والشيء الآخر، كان الخوف من أن السيدة «أرسولا»، والدة المقاتل السويسري، لن تتحمَّل المشي طويلاً في الجبال، ولكنها فاجأتنا، وعلى رغم عمرها الذي قارب السبعين، بأنها كانت تعلمنا الطريقة الأفضل للسير. وخوفنا الأكبر كان من وقوع هجوم مسلح على قواعد الغريلا، ونحن لسنا مقاتلين، وواجب حماية طاقم العمل، كان يسبب للمقاتلين إرباكاً ومسؤولية إضافية. أحياناً، كنَّا قريبين جداً من الجيش التركي. مرةً، كان مجرد 12 كلم فقط يفصلنا عن 150 ألف عسكري تركي محتشدين على الحدود العراقية – التركية. والخوف من هجوم جوي كان دائماً. شيء آخر خلق لنا صعوبة لم نكن نتوقعها، وهي توقُّف مدير التصوير السويسري عن العمل، بعد يومين من بدء التصوير في سويسرا، بسبب خوفه من الذهاب إلى كردستان، بعد أن بدأ بمتابعة الأخبار في شكل يومي، وخصوصاً عندما سمع أخبار تحركات الجيش التركي وتجهيزاته للهجوم على قواعد المقاتلين. لذا، اضطررت لأقوم بالتصوير بنفسي، وهذا يتطلب جهداً آخر وقع على عاتقي كمخرج. لكنني الآن سعيد، لأنني قمت بإدارة التصوير، ونجحت في اختيار اللقطات المليئة بصدق وحب كرديين».
العرض الأول للفيلم كان في مدينة بيرن السويسرية، وسط حضور إعلامي لافت. وكتبت الصحافة السويسرية عنه مطوَّلاً، وعلى سبيل المثال لا الحصر، خصصت جريدة «بوند» المعروفة، ثلاث صفحات في ملحقها الثقافي للفيلم. كما تطرَّقت الصحافة التركية للفيلم، فكتبت جريدة «حريت» المعروفة، في عددها الصادر في 3/11/2006، مقالاً مطوَّلاً، هاجمت فيه الفيلم، في تعبير عن رعب المؤسسات الرسمية التركية من انتقال النضال التحرري الكردي، ليدخل قطاع السينما القادر على تحريك وتغيير الكثير من الأفكار والآراء الخاطئة التي نشرها النظام التركي عن النضال الكردي في أوروبا والعالم، وصولاً الى استقطاب رأي عام عالمي مناصر للقضية الكردية. وهذا ما يخشاه القوميون الأتراك. بخاصة، إن الفيلم قد أُرسِل للعديد من المهرجانات العالمية. وبالتأكيد أن قول والد ديفيد، القاضي ورئيس المحكمة الفيديرالية السويسرية السابق، في الفيلم: «إنني فخور بأبني المقاتل، ولو كنت محلَّه، لفعلت مثله»، سيكون له صداه وتأثيره.

مانو خليل، المخرج السينمائي الكردي، الذي راج اسمه بعد فيلمه «الأنفال» الذي سبق هذا الفيلم، ولد في عام 1964 في القامشلي. ولم يكمل دراسته للتاريخ والحقوق في جامعة دمشق، بسبب رغبته في دراسة السينما. سافر إلى تشيكوسلوفاكيا السابقة، لدراسة الإخراج السينمائي الروائي، حيث تخرَّج من احدى أهم الأكاديميات السينمائية في أوروبا، والتي تخرج منها سينمائيون عالميون كـ «ميلوش فورمان، ييرزي مينزل، يان سفيراك، امير كوستوريتسا...». عمل مخرجاً في التلفزيون التشيكوسلوفاكي، وبعدها في التلفزيون السلوفاكي. شارك في مهرجانات أوروبية وعالمية عدة. حصل فيلمه الوثائقي «هناك حيث يستريح الرب» في 1993 على الجائزة الأولى في مهرجان أوغسبرغ للسينما في المانيا. هذا الفيلم الذي صوَّره في شكل سرِّي في المنطقة الكردية في سورية في عام 1992. أخرج مانو خليل إلى اليوم 14 فيلماً، بين طويل وقصير عرضت في التلفزة الأوروبية. فيلمه القصير «انتصار الحديد»، حصل في عام 2000 على جائزة أفضل الأفلام القصيرة في مهرجان سولوثورن السويسري.

User offline. Last seen 17 سنة 5 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 04/04/2007

شكرا جزيلا اخ زاكروس
في الحقيقة عرض الفيلم على شاشة الفضائية الكردستانية ROJ TV
و قد حاول المخرج السينمائي الكردي مانو خليل عرض الفيلم في الامارات العربية المتحدة ولكن السلطات هناك منعو عرض الفيلم اكدو ان الاسباب سياسية بحتة
مع العلم بان الفيلم يعرض الحياة اليومية للمقاتلين الكرد (الكريلا) بشكل عام
شكرا جزيلا على الموضوع الاكثر من رائع اخي زاكروس :wink:

User offline. Last seen 8 سنة 4 أيام ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 30/01/2006

هلا اخي سالار روج

واضف الى معلوماتك ان الفلم منُعَ من العرض في الامارات بطلب مباشر من السفارت التركية في الامارات....
تحياتي لك على المرور :idea: :idea:

User offline. Last seen 17 سنة 5 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 04/04/2007

سباس خوش اخ زاكروس
العفو انا العضو زندفيستا
و اسمي سالار مو سالار روج ههههههه
انا بشكرك اخي الكريم عالمواضيع الرائعة فعلا