"سفينة نوح" الجديدة.. هل تغضب المسلمين؟

لا يوجد ردود
مشترك منذ تاريخ: 17/08/2006

أثار الفيلم الأمريكي "سفينة نوح evan almighty " الذي يعرض حاليا في صالات السينما الأمريكية جدلا كبيرا بسبب جرأته في تناول علاقة الإنسان بالله؛ الأمر الذي قد يغضب المسلمين إذا ما تم عرض الفيلم في الدول العربية والإسلامية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تخوض فيها هوليوود هذه النوعية من الموضوعات الشائكة دينيا، فقد سبق أن تناولتها في أفلام عديدة، سواء تلك التي تعرض لقصص الأنبياء والرسل مثل "الوصايا العشر" للمخرج سيسيل دي ميل، أو تلك التي تتناولها بشكل كوميدي مثل فيلم "زوجة الكاهن" الذي قامت ببطولته المطربة ويتني هيوستن والنجم الأسمر دينزل واشنطون.

وإلى هذه الفئة الأخيرة، ينتمي فيلم "evan almighty" الذي يعد الجزء الثاني من فيلم "bruce almighty" الذي قام ببطولته النجم الكوميدي الأمريكي جيم كاري عام 2003 وشاركه البطولة الممثل المخضرم مورجان فريمان.

ولعب كاري في هذا الفيلم دور بروس، الشاب الأمريكي الذي يعمل في إحدى المحطات التلفزيونية كمراسل للنشرة الجوية، لكنه يواجه صعوبات كثيرة في عمله وفي حياته يلوم عليها القدر، وحين تتأزم الأمور وتصل إلى حد فصله من عمله فإنه يخاطب الله في لحظة غضب قائلا "لماذا تفعل هذا بي"؟.

ولكن المفاجأة التي لم يتوقعها بروس هو أن الله يستجيب لدعائه ويمنحه قوى خارقة، وفي حين يستعملها بروس لتحسين وضعه وحياته، يدرك في نهاية الأمر أنه لم يستعملها بشكل جيد، فقد أسعدته هو فقط، وأتعست العشرات.

وفي الجزء الجديد من الفيلم، يلعب صُنَّاعُهُ على التيمة نفسها "علاقة الإنسان بالخالق" لكن بشكل مختلف، حيث عهد المخرج توم شدياق وهو مخرج الجزء الأول ببطولة هذا الجزء للممثل الكوميدي ستيف كاريل، والذي لعب دورا صغيرا في الجزء الأول وهو دور المذيع المنافس لبروس.

أما في هذا الجزء، فإن القصة تبدأ من حيث انتهى الجزء الأول، ويركز على شخصية إيفان "ستيف كاريل" الذي يحقق نجاحا كبيرا في مهنته كمذيع تلفزيوني، مما يدفعه لترشيح نفسه لانتخابات الكونجرس الأمريكي، وبالفعل ينجح فيها ويتوجه إلى العاصمة واشنطن لبدء نشاطه السياسي الجديد.

ولكن، وكما حدث لبروس من قبل، يفاجأ إيفان بأنه مكلف بمهمة خطيرة، ليس من القيادة السياسية كما كان يتوقع، ولكن من قبل الله؛ إذ يكلف الله إيفان ببناء سفينة ضخمة على غرار سفينة النبي نوح، ويبدأ إيفان بالفعل في تنفيذ المهمة الموكلة بمعاونة صديقته وسط جو من السخرية والاستهزاء من أبناء بلده.

إلا أن موقفهم تجاه إيفان سرعان ما يبدأ في التغير وخصوصا حين يدركون أن سفينته هي الضمان الوحيد لنجاتهم من الخطر المقبل.

وبدأ عرض الفيلم في صالات السينما في الولايات المتحدة في شهر يونيو/تموز الماضي وحقق في أول أسبوع لعرضه حوالي 31 مليون دولار وشاهده الجمهور الأمريكي في ما يقرب من 3 آلاف صالة عرض.

ورغم أن الفيلم لم يعرض في صالات السينما في العالم العربي، إلا أنه قوبل بمشاعر من الرفض في مناطق متفرقة من العالم الإسلامي. ففي ماليزيا على سبيل المثال، طالب نواب في البرلمان الماليزي بمنع عرض الفيلم في بلادهم، بسبب تعرضه لمواضيع حساسة بالنسبة للعقيدة الإسلامية، وخاصة تلك المتعلقة بالذات الإلهية.

ومن المتوقع أن يتم رفض الفيلم أيضا في الدول العربية بسبب حساسية موضوعه والشاهد على ذلك هو أن الجزء الأول "Bruce almighty" لم يعرض في صالات السينما العربية منذ إنتاجه وحتى اليوم.

الأمل ينام كالدب بين ضلوعنا منتظراً الربيع لينهض.. (إنديرا غاندي)