مهرجان دمٍ ( حلبجة)

اجتمعوا على دمي

ليحتفلوا بأهوائم

أداروا مقاصلهم ليجحذوا لي دمي

جلسوا حول تابوتي

كقتلةٍ عصريين.....

كم كنتُ بارداً حينها

كان دمي ثلجاً أبيضاً

في كل مرةٍ كنتُ أمدُ يدي إليك يا أخي

هاك يدي فصافحني

هاك قلبي فصافحني

امنحني بعضاً من قلبكَ

امنحني قليلاً من مشاعركَ

تاهت كل كلماتي فيكَ

فأخبرني هل أنت مّني!!؟

أنت يا من جعلت قلبي

مسطبةً لأقدامك الهمجية

ماذا سأخبر طفلي عنك؟

ماذا سأقول لهُ ؟

ماذا ستخبره أمه عني ؟

لا تترك دمي هكذا

على قارعة الطريق

فأنا أخاف من غدٍ

أخاف على ذلك القادم

كانوا مجتمعين

في حفلتهم

احتفال دمٍ

والآخرين يستمتعون

بمشاهدة فلمهم المفضل

متشوقين للأحداث

كانت حفلتهم صماء

كآذانهم..........

لا يُسمعُ سوى

صوت طفلةٍ تنادي.... أمي...أمي

كانت جالسةً ومن حولها أشلاء أحبتها

تلملم بعضاً منها لتعيد ترتيب أمها المتناثرة حولها

كانت تصرخ لوحدها

تبكي ملئ دمعها

جريحةٌ.........

شريدةٌ.........

لا شيء يعزيها

لا شيء يعيدها إليها إلا الموت

لم يبقى لها أحدٌ حتى يوسف قد رحل

" أنا يوسف يا أبي

يا أبي إخوتي لا يحبونني

لا يردونني معهم"