ادونـيـس
أدونـيـس
وقـبـره الـذي يـحـلـم بـه
بقلم الدكتور عدنان علي رضا النحوي
" أدُنيس " مَهْلَكَ ! حيثُ شِئتَ فَعَلِّــمِ * * * قْبراً يلمُّكَ مِنْ شَتـاتِـك ، وارسُــمِ
إِنْ كُنْـتَ مِـتَّ كما حييـتَ فيا لــه * * * موتـاً يذيقُكَ مِنْ عـذابٍ أعْظَـــمِ
وإذا قَضَيْـتَ ألمْ تَكُـنْ مَيْتـاً دُفِـنْـ * * * ـتَ معَ الحيـاةِ بَغْيهَبٍ لك مُعْتِــمٍ
فالكفْـرُ مَـوْتٌ في الحَيـاةِ وظُلْمــةٌ * * * والهَـدْيُ إشـراقُ الحَياةِ لمُـسْلِــمِ
فاخْترْ لنفسِكَ موضِعاً تُلْقى بِــــهِ * * * وتُـرَدُّ مـن بَلْـوى الظـلامِ لأظْلـمِ
واجْمعْ كما تَهْوى الزّخارفَ كلَّهـــا * * * لِتكـونَ عِبْـرَةَ نـاظِـرٍ مُتَـوَسِّـمِ
وَمِنَ الحَدائِـقِ والظِّـلالِ ومِـنْ رُؤى * * * حُلُـمٍ وفتْنَـةِ شاعـرٍ مُتَـوَهِّــمِ
واجْمـع أمـانـيّ الحَيـاةِ فـكُلُّهــا * * * وَهْمٌ يَغيب ولهفـةُ القَـلْبِ العـمـي
إِنْ كنتَ مِتّ كَمَا حَيِيــْتَ فـذُقْ إذاً * * * هـولاً يُمـزِّقُ في الحَشَـا والأَعْظُـمِ
كم كُنْتَ تهـزَأ ، يا شَقـيُّ ، بآيَــةٍ * * * ومَضَيْـتَ تُنكـرُ كُلَّ حَـقٍّ مُعْلَــم
كم كنتَ تَهْزَأُ ، يا شَقـيُّ ، بخالِــقٍ * * * أعطـاكَ من نِعَـمٍ ! فيا لَلْمُنْعِـــمِ
وكَفـرْتَ بـالله الـذي سَـوّاك مِـنْ * * * عَلَـقٍ ! فَيـا لِلْجـاحِـدِ المتَبـرِّمِ
وكفـرْتَ بالـرحمن ! كَـمْ مِنْ آيــةٍ * * * تُجْلىَ وَكَـمْ مِـنْ نَاظِـرٍ لـم يُسْلِـمِ
أدُنيسُ ! مَهْلَك ! فابْنِ قبرَك ! هل ترى * * * أيْنَ المصيرُ مَعَ القضاء المُبْــرَم ؟!
هل كُنْتَ تَدْري أين تُنْزَعُ منــك رُو * * * حُك أو متى؟! جهلٌ وفتنـةُ مَزْعَـمِ !
الله قَــدَّر للعِبـادِ مَصِيــرَهُــمْ * * * كُـلٌّ إلى أجَـلٍ يَسِيـرُ مُحَـتَّــمِ
شَيِّـدْ كَمـا تَهْـوى القبـورَ فربَّمـا * * * تُلْقَى لـمُـفْتَرِسِ الوحوشِ وقشْعَـمِ
أو في فـلاةٍ أقْـفَـرَتْ ساحـاتُهــا * * * بَيْنَ الـرّمـالِ وَبَيْـنَ تيـهٍ مُظْلِــمِ
أو في البِحارِ تَغيـبُ في أَمْواجهــا * * * أو في حَنَـايَـا مَـوْقِـعٍ مُتَهَــدِّمِ
أَنّى سقطـتَ فَرُبّمـا لَفَظَتْـكَ تِلْــ * * * ـكَ الدّارُ من رجْسٍ عَليْـكَ و مأثـمِ
فَتَـدُورُ لا تَلْقـى مكـانـاً بَعْـدَهــا * * * يُؤْويـكَ أو ساحـًا عَلَيْهـا ترْتمـي
فالحقُّ أبْلـجُ ، لو عَلِمْـتَ ، وآيــةٌ * * * فمصيـرُكَ المحتـومُ قَعْـرُ جَهنَّـمِ
إِنْ لـمْ تَـتُـبْ للهِ تَـوْبَـةَ صــادقٍ * * * وَتَـعُـدْ إِلى الإِيمانِ عَـوْدَةَ مُسْلِـمِ
فهـناكَ يُجلى الحق ! عُضَّ يـدَ الندا * * * مَــةِ أو أسِرَّ من الندِامـةِ واكْتُـمِ
واشْربْ مِنَ الماء الحَميمِ وكُـلْ مِـن * * * الزَّقُّوم ، كـمْ أنكرْتَـهُ ؟! وتَنَعَّـمِ !
وانظر يمينَك أو شِمالَك هـلْ تَــرَى * * * من منْجِـدٍ تـأوي إليـهِ ومُكـرِمِ
أو مِن شفيـعٍ مُقْبـلٍ أو مِـنْ حميـمٍ * * * أو ولـيٍّ بـالشفـاعَـة مُسْهِــمِ
كُلُّ الذين عبدتَهُمْ مِـنْ قـَبـلُ قَــد * * * سقَطـوا هنالك في عـذابٍ أشْــأَمِ
فَارْجعْ لِربِّك قَبْـلَ مَـوْتِك واسْـتَقِـمْ * * * والجـأْ إلـى الله الأبَــرِّ الأرْحَـمِ
للـتّـائِـبين لَـدَيْـهِ بـابٌ واســعٌ * * * مَنْ تَابَ تَـوْبَـةَ صَـادقٍ لم يُظْلَـمِ
فَعَسَـاكَ أنْ تَلْـقَى النَّـجـاةَ و إنّمـا * * * تُوفَى النَّجاةُ مَـعَ السَّبيـل الأَقْـومِ
الله بَيَّـنَ لـلعِـبـَادِ سَـبـيـلَـهُ * * * حَقّـاً وفَصَّـل في الكِتـابِ المُحْكـمِ
فارْجعْ لربّكَ ! قَدْ وُلِـدْتَ بِـفِـطْـرةٍ * * * حـقٍّ على ديـنِ الحنيفـةِ مُعْلِــمِ
وحَبَاكَ مِنْ سَمْعٍ ومن بَـصَـر هـُدى * * * لِتَرَى الحَقِيقَـةَ بالـفُـؤاد المُعصِـمِ
وأَتَـتْ لنـا رُسـُلٌ بـِدينٍ واحــد * * * تتـرى بكـلِّ مُـبَـلِّـغٍ ومُعَلِّــمِ
خُتِموا بأحْمـَد كُـلـُّهم وكـتـابـِه * * * فانْهضْ لـه ! أسلـمْ لِربِّـكَ والْـزَمِ