[ نرجسي
بقلم رودي قادو
قال الغراب للمطر
ان كنت ذا فعل فخذ مني ريشا و رد لي فرواُ أغطي به صدري و الف به بطني
فوالله لا ريشي الاسود يحميني و لا نعيقي المزعج يغنيني
المطر:
"يا أيها الكائن الضال يا من سعى وراء نفسه و لف رأسه بأتفه الامور , فلتعلم لو أني أعطيتك ريشاُ لما بقيت تحلق في علو السماء تطير من عش لآخر و لأصبحت كائناُ حقيرا يلطم نفسه بردفيه لا حول له و لا قوة , فارضى بما قسمه لك الاله و اقتنع .
رجع الغراب يائسا الى عشه و بدأ ينظر الى تلك القطرة اللامعة من رزاز المطر وقال:
"ما أجملني !! منقار أصفر معقوف , ريش أسود براق , جسم نحيل , نعم حميل.................جميل"
خرج الغراب و بدأ يبلل جناحيه بقطرات المطر المتساقطة و هو يرقص في نشوة لا حدود لها , غير انه لم ينتبه الى أنه أوشك على الوصول لنهاية عشه المبني فوق منحدر عالي فسقط هاوياُ و ارتطم رأسه بالأرض و مات .
بدا المطر يصرخ باكياُ و مولولاُ زارفا الدموع و مطلقاث شحنات من الصواعق .
قفزت قبرة صغيرة من اعلى المنحدر وقالت :" معك كل الحق فقد كان كائناُ جميلا ..........معك كل الحق
المطر:"أنت مخطىء يا عزيزي أني ابكي على نفسي لأنني كنت أرى جمالي في عينييه.