مشاهد مأساوية

3 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 10 سنة 2 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/05/2006

مشاهد مأساوية من حياتنا اليومية ....


هنا سأحاول أن أروي بعض ما نراه جميعاً في حياتنا اليومية من مآسي ومصاعب الحياة .....وأرجو أن تشاركوا معي كلٌ بما رآه أو يراه ....ولكم تحياتي

في احد صباحات شباط الذي يكون البرد فيه قارساً ... ونسماته تلسع العظم قبل الجلد استيقظت حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحاً ربما كان القدر قد حضر لي هذا المشهد الذي لن أنساه طوال حياتي ......

رفعت الاباجور لأرى من خلف النافذة منظراً لا يتمنى أي شخص ان يراه لكن هذا هو الواقع .....

رأيت أزمة حول مؤسسة التموين التي توزع مواد تموينية كالسكر والرز وغيره من المواد ...
لفت نظري رجل بسن الـ45 يلبس بطال بني اللون البنطال من الاسفل قصير يعلو جوزة القدم بحوالي عشرة سم تظهر جواربه الرقيقة التي لا تقي من برد الشتاء وذاك البنطال الذي تبدو فيه شقوق من الاطراف فيخترق الهواء البارد اطراف ذلك الرجل الذي يرتعش كالسعفة ....
يلبس فيلت (الجاكيت العسكري يعني) لكن أي فيلت هذا الذي أكمامه قصيرة وقد أكل عليه الدهر وشرب وأصبح رقيقاً هو أيضاً كالبنطال ....
ينتظر هو والعشرات أن يأتي موظفو تلك الدائرة لكي يتم التوزيع يأتون باكراً لكي يستطيعوا أن يستلموا حصصهم البائسة من تلك المواد التي تأتي أغلبها عفنة .....من رطوبة البقاء في الموانئ ....
أنظر إلى ذلك الرجل يضم كفيه وينفخ فيهما من البرد ينفخها عدة مرات ويضعهما تحت إبطيه علها تدفأ قليلاً ...
جواربه القصيرة تظهر قليلاً من ساقيه التي أصبح لونهما أزرقاً من شدة البرد يفرك بيديه ركبتيه نزولاً إلى جوزة قدميه لعلها تعرف طعم الدفئ ....
يقوم على رجليه ..يبدأ بالمشي على الرصيف يحاول أن يتدفأ بالمشي ولا يزال ينفخ في يديه ويضعهما تحت إبطيه ..
استغربت لما لا يضع يديه في جيوبه ... !!!
لعل جيوبه مثقوبة فوجودها كعدمها...تأملت فيه لو أنه وضع يديه في جيوبه مالذي سيحدث !!
أكمام الفيلت قصيرة إذا وضع يديه في جيوبه سينال البرد من ساعديه أيضاً ...حالته يرثى لها ...
مضت تلك الساعات العصيبة من وقت هذا الرجل لكن لا يعلم العذاب إلا من ذاقه ..

يأتي شاب راكباً دراجة هوائية محملة بتنكة و كاروك عادةً يستعمل هذه الادوات الذين يعملون في البناء كعمال نقل الاسمنت من الشارع إلى أعلى طابق قد تم إنشاؤه ..
يقف هذا الشاب عند الرجل الذي لا يزال يرتعش من شدة البرد ..يخرج الرجل من جيبه الداخلي كيساً أسود يفتحه يخرج منه أوراق تخص استلام المواد التموينية يعطيها للشاب ..عندها أدركت بأنه ابنه جاء ليستلم دور والده بالإنتظار ..
يأخذ الشاب الاوراق ويستلم والده الدراجة وعليها أدوات البناء ..
سيتجه الأب إلى عمله الذي هو أصعب من الانتظار أمام المؤسسة وليعيش فصلاً آخر من فصول البرد

____________________________________

أرجو من الجميع المساهمة في نشر كل شيء رأيتموه أو سترونه في حياتكم اليومية من مشاهد مؤلمة ..دعونا نفكر بهؤلاء الاشخاص الذين هم منا ونحاول أن نذكرهم في هذه الصفحات على الأقل ...

تحياتي للجميــــــــــــع

User offline. Last seen 10 سنة 2 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/05/2006

أحلام صغيرة

عندما ضاقت به الدنيا، وأطبقت الهموم، وباتت لقمة العيش مطلباً عسير المنال، قرر أن يتخلى عن كبريائه وعزّة نفسه، وأن يتواضع قليلاً ويدق بابه.

قال محدثاً نفسه: هي فرصتي الأخيرة.. أقصده وأذكّره بصداقتنا القديمة.

ربما غبت عن ذاكرته بعد أن صارت صورته تظهر على الشاشة الصغيرة في بعض المناسبات، وتحتل- أحياناً- مساحة من الصحف. كم مرة ساعدته في حل مسألة أو كتابة موضوع وشرح قصيدة! وكم مرّة وقفت إلى جانبه في وجه الأشقياء ومنعت عنه الأذى!. كم.! وكم..! ماذا لو ردّ إلي بعض الجميل؟! أنا لا أطلب المستحيل.. وظيفة لائقة تتناسب والشهادة التي أحملها بتقدير جيد، والتي مازالت معلقة على الجدار وقد علاها الغبار.

وما إن قطع الشارع حتى توقّف قليلاً وفكر:

وظيفة لائقة.. ربما أحرجه بطلب كهذا. لتكن وظيفة عادية... موضع قدم، ثم أسعى لتعديل وضعي.. هكذا يفعلون دائماً، والخطوة الأولى هي الأهم.

لم ينتبه لسيارة مسرعة كادت أن تصدمه، ولم يأبه لصرير عجلاتها عندما توقفت، ولم يكترث لكلمات السائق النابية، بل قابله بابتسامة، ورفع يده محيياً ومعتذراً.

توقف مرة أخرى عندما اجتاز الشارع الثاني، ودار في خلده:

وظيفة بسيطة... أية وظيفة.. مراقب أو حارس.. أفضل من لاشيء وإن كانت لا تتناسب مع مؤهلاتي. لن أملي أية شروط، بل أقبل بما يُعرض علي.

اجتاز الشارع الثالث ووقف أمام المبنى الكبير.. ثمّة حراس وبنادق واستعلامات وجمهور غفير من مختلف الأعمال والمراتب. وعلى باب المكتب شاب ضخم الجثة، عابس الوجه، مقطّب الجبين. لايبتسم إلا لعليّة القوم من أصحاب النفوذ والتجار والسماسرة... ينحني لهم ويقول بلطف: تفضّل. هو صديق قديم، فلماذا ينتظر؟!

جمّدته صرخة غاضبة: إلى أين؟ هل هي فوضى؟!

تراجع مخذولاً وعيون الواقفين تجلده بنظرات شامتة. تناول بطاقة صغيرة وطلب منه راجياً أن يحملها إليه قائلاً بخجل: أنا صديقه، أقصد.. كنا صديقين.

في الساعة الثانية بدأ الموظفون يغادرون مكاتبهم، فسأل بتردد:

-ألم تعطه بطاقتي؟

-بلى.

وأضاف باستخفاف: وقرأها أيضاً.

-إذاً، دعني أدخل. أريد أن أراه.

-هذا غير ممكن.

-لماذا؟

-لأن سيادته غادر المكتب من الباب الآخر، منذ وقت طويل.
_______________________

للكاتب السوري ابراهيم خريط

User offline. Last seen 6 سنة 6 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/03/2007

قصة جميلة وللأسف تمثل شيء من الواقع
ولكن ماذا نفعل ( كل واحد يعمل بأصلو )
شكرا بروسك

User offline. Last seen 10 سنة 2 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/05/2006

جانا wrote:
قصة جميلة وللأسف تمثل شيء من الواقع
ولكن ماذا نفعل ( كل واحد يعمل بأصلو )
شكرا بروسك

شكراً لمداخلتك القيمة جانا ...تقبلي تحياتي