انتحار المرأة الكردية بإحراق نفسها..

6 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 9 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 31/03/2007

أحببتُ أن انوه في هذا الموضوع على ما تواجههُ المرأة الكردية في كردستان العراق ومدى تزايد عدد نسبة الأنتحار بين الفتياة الكرديات وجرائم الشرف، والظلم الذي تواجههُ في ظل المجتمعات العشائرية الكردية الشبه منغلقة، وأيضاً ردود أفعال السلطات حيالها،فالقانون الأقليمي في كردستان لا يعطي أسباباً تخفيفية لمرتكب جريمة الشرف، ولكن غالباً ما يكون مرتكبها صاحب نفوذ وسطوة وبخاصة في الوسط العشائري، وهذا الوسط هو عصب رئيس في تركيبة السلطة والدولة، وهذا يعني سهولة تفلت المرتكب من العقاب عبر اقفال دعوى القتل وتحويلها انتحاراً.
لقد سمعنا في الآونة الاخيرة عن أنتحار الفتياة في كردستان وبشكلٍ كبير والكثير قد لا يصدق ذلك ولكن بعد الأحصائيات التي قامت بها لجنات حقوق المرأة ومنظماتها النسوية في كردستان تبين لنا مدى الخطورة والمعانات التي تعاني منها المرأة الكردية،
فالأرقام التي في حوزة الجمعيات النسائية تؤشر الى اتساع الظاهرة والى تزايد عدد المنتحرات عاماً بعد عام،
ويشير إحصاء قامت به منظمة ,تمكين المرأة, في كردستان العراق الى إن العام 2006 شهد قيام 545 شخصاً بحرق أنفسهم في مدينة أربيل التي يسكنها نحو مليون مواطن، واللافت للأمر هو أنضمام الرجال الى قوائم المنتحرين أو الحارقين أنفسهم، ويبدو إن وراء إقدام الرجال على ذلك أسباباً وظروفاً تتصل أيضاً بالأسباب والظروف التي تدفع النساء الى الأنتحار حرقاً أو الموت في ظروف غامضة غالباً ما تكون البيئة العائلية أو العشائرية على صلة بها.
لذلك وضمن الاحصاء الذي قامت به المنظمة والتي أكدت انتحار 545 شخصاً، 333 منهم نساء و212 من الرجال، الأحصاء لم يشر الى عدد الناجين منهم ولكن رئيسة المنظمة سوزان محمد عارف تقول إن الناجيات والناجين قلة،وإن هذا الأحصاء تم بالأعتماد على سجلات المستشفيات في أربيل وهو لا يشمل جرائم شرف عادية لم يقدم مرتكبوها على حرق ضحاياهم، والاشارة الأخيرة سببها اعتقاد عارف إن الكثير من حوادث إحراق النساء أنفسهن ورائها دوافع ,غسل الشرف,.
وفي خانة الفئات العمرية يشير الأحصاء الى إن نحو 400 من الذين أقدمو على حرق أنفسهم في العام 2006 هم من الفئة العمرية بين 14 عاماً و29 عاماً، أما في العام 2005 فيشير أحصاء قامت به مؤسسة ,النجدة الشعبية, الى إن 203 فقدو الحياة بعد أحراق أنفسهم في مدينة أربيل 97 في المئة منهم من فئة الشباب،من دون أن يذكر الأحصاء الجنس.
هذه الأرقام وإن لم تخدم تحليلاً دقيقاً للظاهرة ولكنها تؤشر على الأقل الى اتساع الظاهرة بين العامين 2005 و 2006 والى إن أعداد النساء من بين المنتحرين الأكراد يفوق عدد المنتحرين الرجال.
وتشمل هذه الأرقام مدينة أربيل فقط التي تضم ربع سكان الأقليم،
كما تشير أحصاءات الجمعيات النسائية الى معدلات أخرى تؤكد حقيقة ارتباط تصاعد ظواهر العنف الأسري بحركة ,التحديث, و ,الازدهار, التي تعيشها المدينة منذ سنوات. فحالات الطلاق المسجلة في المحاكم الشرعية في أربيل منذ العام 2000 وحتى العام 2005 ارتفعت اعدادها من 1642 حالة عام 2000 الى 2283 حالة في العام 2005 فيما شهد عام 2003 وهو العام الذي شهد حرب اسقاط النظام السابق، تراجعاً طفيفاً في حالات الطلاق المسجلة.
نعم المرأة الكردية تعاني الظلم والأضطهاد في مجتمعاتنا الكردية وبإسم العشائر المتشددة التي لا تكاد تمنع الفتاة من استنشاق الهواء، وكل ذلك بذريعة الشرف والعرض والأعراف والتقاليد العشائرية،
فأي خطأ ومهما كان بسيطاً يعرض الفتاة للقتل والحرق،
وعندما تُروى حكاياتهن يشعرك الراوي كم هو سهلٌ وممكنٌ ما أتين عليه، سوزانم عارف تروي حكاية طالبتين ثانويتين ضبطت مديرة مدرستهما إحداهن تتحدث مع شاب من خلف سور المدرسة فيما تقوم الفتاة الثانية بالمراقبة والتحقق من أن أحداً لا يرى زميلتها أبلغت المديرة التلميذتين بأنها ستخبر اهليهما فردت التلميذتان بأنهما ستحرقان نفسهما في حال أبلغت المديرة الأهل، لكن الأخيرة لم تكترث لتهديداتهما وأبلغت أهلهما فقامت التلميذتان وفي نفس اليوم بأحراق نفسيهما في حمامي منزلهما وقضتا حرقاً وأختناقاً.
السهولة في الاقدام على الانتحار لا تشعرك بانك حيال مأساة، كذلك لا تشعرك حوادث قتل النساء إنك حيال جريمة قتل، الأمر يتطلب وقتاً من التأمل في ما تسمع حتى تتحقق من فداحتهِ، فالروايات التي تنقلها ناشطات حقوق المرأة في كردستان متناسلة ولا حدود لوقائعها. زواج البدل (بَرديلي) وما ينجم عنهُ من مآسٍ، والطلاق السريع وما يثيره من شكوك. حكايات كثيرة توردها الناشطات في سياق عرضهن للظاهرة، يتحدثن مثلاً عن شابة شاء حظها أن يهبها والدها لشاب هو شقيق زوجة أخيها وعد أهله بمبادلتهم إياها بإبنتهم حال بلوغها الخامسة عشر من العمر،الشاب الذي من المفترض أن تتزوجه كان مرتبطاً بعلاقة عاطفية مع شابة أخرىوأبلغ أهله بقراره عدم الزواج منها، اهل الشاب هالهم رفض إبنهم الفتاة. وأبلغوه بضرورة إثبات رجولته مهددينه بحرمانه بنوتهم. رضخ الشاب لضغوط أهله وتزوج من الفتاة مخططاً لطلاقٍ قريب، وبعد أيامٍ من المعاملة القاسية في منزل الزوجتعرضت خلالها لأنواع الضرب كادت تودي بحياتها، هربت الفتاة الى منزل أهلها. استقبلت بارتياب وشعرت بأن والدها يعد لها أمراً ما، في الليل لاحظت إنهُ أشعل ناراً في الحمام معتقداً إنها نائمة. هربت من النافذة الى منزل أقاربها الذين تفهمو قصتها وتولو حمايتها من والدها، وبعد أشهر قليلة دبرت لها زيجة من رجلٍ يبلغ الخامسة والسبعين وهي التي لم تبلغ بعد السادسة عشر من عمرها.
وإن عدنا الى وسائل الأنتحار أو الحرق وأساليبه فإنه يتم غالباً في الحمام الذي تعده المنتحرة قبل ساعات لكي يكون الموقد الذي ستحرق نفسها فيه (بابور الكاز) جاهزاً وهو احدى الوسائل المعتمدة في الحرق وفي أحيان كثيرة قارورات الغاز ولأنها اسرع اشتعالاً وقتلاً من غيرهاوالمطبخ هو المكان الثاني للأنتحار وذلك بسبب توافر وسائل اشعال النار فيه.
أما سبب اللجوء الى الإحراق دون غيره من وسائل الانتحار فالأرجح إن عوامل كثيرة تضافرت لشيوعه أولها ان المجتمع الكردي هو مجتمع ريفي في الاساس،وإحراق النفس هو الوسيلة المتاحة أمام المرأة في هذا المجتمع، ومنها أيضاً إن الإحراق هو وسيلة لإخفاء جريمة محتملة وتحويله الى عملية انتحار.
**** ****
دعونا نتوقف هنا إخواني وأخواتي الأعزاء، أحقاً إن المرأة الكردية وصلت الى هذه الدرجة من الإضطهاد والظلم كي تفعل بنفسها هذا وكيف تطاوعها نفسها بحرق جسدها مع العلم إن إحتمال الموت فيه غير وارد مئة بالمئة، وهل إن فعلتها أوإنتحارها ناتجٌ عن خطأ قامت به كالإفراط بشرفها مثلاً؟؟ أم ماذا يا ترى وما هو السبب الأساسي لتُكثر عمليات الانتحار بين نسائنا بل وفتياتنا الشابات؟؟؟
للنقاش
المصادر وبعض الأقتباسات من جريدة الحياة بعد التصرف
أخوكم ريوي

User offline. Last seen 16 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 11/05/2007

كلامك صح والاحصاءات صحيحة..ويمكن تكون النسبة اكثر مما جاء في الاحصاء.اقرا في الجرائد الاسبوعية هون عن العشرات ينتحرون لسبب من الاسباب اللتي غالبا ما تكون على ما يسمى الشرف..

User offline. Last seen 9 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 31/03/2007

للأسف أخي الكريم شفان فعدد المنتحرات يزداد يوماً بعد يوم
أرجو أن يتواجد حل لهذه المشكلة بأسرع وقتٍ ممكن وأن
الف شكر لك أخي الكريم على مداخلتك الجميلة هذه
وتحية طيبة لك
ولكل أهالي دهوك الجميلة
دمتَ بود

User offline. Last seen 16 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 11/05/2007

انا من هولير مو من دهوك :wink:

User offline. Last seen 9 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 31/03/2007

العفو منك أخي يبدو أنا لم أدقق أو أخطأت أعذرني
ولكن دهوك وهولير نفس الشيء وكلها كردستان
فتحياتي وحبي لك ولكل أهالي هولير وكافة أهالي كردستان الحبيبة
المعذرة أخي الكريم

Him
User offline. Last seen 13 سنة 30 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 04/05/2006

أخي ريوي أنا لا ألوم الفتاة الكردية المسكينة على إنتحارها فما تعانيه
ليس بقليل وهذه المعاناة موجودة منذ زمن بعيد لكن في ذلك الوقت
لم تكن المرأة متفتحة على طريقة حياة النساء في المجتمعات الأخرى
فكانت ترضى بنصيبها من الحياة كيفما كان أما الان فهي تقارن بين
نفسها وبين بقية نساء العالم فتشعر بالإحباط والإكتئاب مما يؤدي بها
إلى الإنتحار وهذا لن ينتهي إلا بنشر التوعية

User offline. Last seen 9 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 31/03/2007

أختي him لديك الحق بقولك فالفتاة الكردية عانت وتعاني الكثير في مجتمعنا هذا
وللأسف لم يستطع الرجل الكردي استيعاب إن المرأة الكردية لها مثل ما للرجل
ولم يستطع أن يتوافق مع كون الفتاة أو المرأة لها دورها في التاريخ وفي التقدم والتطوير وفي الحياة
بل ظل ينظر إليها بأنها ذلك الجزع المكسور وبأنها خلقت للمطبخ ولتربية الاطفال أي إنها سيدة منزل فقط لاغير ذلك
ونسي بأنها كانت في يومٍ من الايام تقود الجيوش وتسير الملوك
الف شكر لك أختي الغالية على مرورك الجميل وتعليقك الرائع
تقبلي أرق التحايا واطيبها
ودمتِ بود