.. بل العراق الحر الديمقراطي

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 13 سنة 21 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 15/05/2007

مختارات من الانترنت .. (منقول)

.. بل العراق الحر الديمقراطي

صالح سليمان

منذ أربع سنوات من الغزو الأمريكي للعراق والمشهد لم يتغير: بلد عربي كان بالأمس على حالة من السوء ثم تحول إلى الأسوأ وأصبح يتقلب في الفوضى الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية... ومع ذلك فلا يزال المحللون والمراقبون حتى الآن مشغولين بعقد المقارنة بين عراق الأمس وعراق اليوم فهذا الفريق يعتبر عراق اليوم أفضل من عراق صدام وفريق آخر يتهافت ويقول إن عراق صدام أفضل وأحسن حالاً من عراق "الاحتلال".
ولو أخذ الفريقان رأي الشعب العراقي لأعلن بأعلى صوته أنه لا يريد لا عراق "صدام" ولا عراق "الاحتلال" هذان الزمانان خطأ في تاريخ العراق وينبغي أن يُمحوا من الذاكرة وينساهما الجميع فعراق "صدام" هو عراق الظلم والدكتاتورية والجبروت والقهر والقتل بدون أسباب والسجن لمجرد الشك والارتياب... وعراق "صدام" هو عراق الاعتداء على الجيران وعدم احترام القوانين والشرائع، وعراق "صدام" هو عراق الفقر والعوز ونهب ثروة الشعب العراقي، فلم يصنف هذا الشعب في يوم من الأيام بالمستوى المعيشي المرتفع رغم أن العراق هو البلد العربي الوحيد الذي يملك نهرين (دجلة والفرات) ومعهما مخزون بترولي ضخم.
أما عراق "الاحتلال" فهو عراق الفوضى والقتل والدمار والأمن المفقود على الدوام... شعب العراق منذ الغزو الأمريكي لم يذق طعم الحرية: الأرض ليست أرضه، والقرار ليس قراره،،،،، والمذهبية تهدد وحدته وتدفن تطلعاته وآماله، وتحصد كل يوم أكثر من "50" عراقيًا.. عراق "الاحتلال" هو عراق القتل والتشريد والدمار والخوف والرعب من الحاضر والمستقبل... هو عراق المرض والهدم لكل البنى التحتية والتركة الحضارية والتنمية الاقتصادية التي توقفت تمامًا، والغريب أن يتحدث المسؤولون في العراق عن جذب الاستثمارات إلى العراق، فأي استثمار في بلد ينام ويصحو على الفوضى والقتل والتفجيرات والسيارات المفخخة؟!.
شعب العراق لا يرى حلاً لما يجري سوى فك أسره أو إعادة الحرية المفقودة له وإنقاذه من الاحتلال ثم ترسيخ للحكم الديمقراطي الذي يختاره الشعب بعيدًا عن المذهبية والعصبية والتدخل الخارجي الداعم لها... إن القتل على الهوية وممارسة الحكم وفق منطلقات مذهبية لا يقلاّن خطرًا عن العيش في ظل الاحتلال فكلاهما مر، فلا مفر إذن ولا طريق يسلكه العراقيون سوى طريق المصالحة الوطنية التي تؤسس لوطن آمن وحاضر زاهر شعاره (كلنا عراقيون) وبعدها تبدأ العملية السياسية والتنمية الاقتصادية وإعادة البناء والإعمار، ولن يكون العكس فلا تنمية ولا حكم ديمقراطي الا بعد استتباب الأمن، ولا أمن ولا استقرار الا بعد المصالحة التي تقوم على العدالة والحرية وكرامة المواطن العراقي.