.هل العلمانية حقيقة مطلقة أم أنها نظرية نسبية ؟ لا أعتقد بأن أحدا ما ( مهما كان متعصبا للعلمانية ) سيتبجح قائلا بأن العلمانية هي الحقيقة المطلقة ؛ فإذا كنا نعترف بنسبية العلمانية كنظرية ؛ فما السبب وما الذي يعطينا الحق في فرضها جبرا على الآخرين ؛ ألا يعتبر فرض العلمانية هو في حد ذاته عدوانا على عقول الآخرين ؛ وتحجيما لنطاق انفعالهم الفكري والعقلي الإبداعي .. والذي من المفترض أن يكون حرا ؟؟

من الذي له الحق في أن يجبرني على أن أكون علمانيا ؟؟؟ ... بل ومن له الحق بأن يجبرني على ألا أكون صاحب عقيدة أعمل من أجلها ؟؟؟؟؟؟

ولماذا يكون اجتهادي من بواعث عقائدية أقل مستوى من اجتهادي لفرض نظرية - عقلية بحتة هي نتاج تفكير الإنسان - على مستوى الدولة ؟ .

وبالله عليكم ؛ كيف نمجد النظريات النسبية التي نرى أنها يوما بعد يوم تتآكل وتفقد مقوماتها وتقتات على نفسها ، ونرفض وبشدة – إلى درجة الإقصاء المتطرف – تمجيد الآخر لعقيدة دينية مقتنع بها ومعتنق لها ومعتقد فيها ؟؟؟؟ .. أليست هذه قمة التطرف .. والفوضوية ؟؟؟

و أليست هذه قمة التراجع عن مبادئنا الإنسانية؟؟

وأحب أن أنوه كل إنسان مؤمن بالإنسانية إلى أنه إما أن نكونأناس كاملي الإنسانية أو لا نكون . ولا يوجد منطقة وسطى للإنسانيةلأن هذه المنطقة تعني تقديم تنازلات ، وكلما قدمنا تنازلات نتيجة رواسب سياسية ومعطيات قائمة ، كلما قدمنا المزيد والمزيد من التنازلات حتى تضحى فارغة المضمون ومجرد لغو لا أكثر ، وملخص القول ؛ علينا كعاقلين أن نرفض السياسة العلمانية المتطرفة التي تلغي الآخر كما علينا ان نرفض التعصب بكل اشكاله رفضا مطلقا لأنها أول الفيروسات التي تنهش مناعتنا الداخلية ... بكل شراسة وبشكل مخيف علينا ان نكون اكثر واقعية وأكثر منطقية ولا نتجاوز حرية الآخر بالمعتقد والتفكير وليست حرية الآخر بالعدوان على فكر واستحضار ما لا يوجب استحضاره لزرع بذور الفتنة او لمحاربة معتقده .. لا تكونوا مجرد امعات ببغات اساءة لمجرد الاساءة كما يفعله بعض الشخصيات هنا .. الشخصيات تلك واقصدها التي لا تحترم معتقدات الاخر .