آخر المعارك

5 ردود [اخر رد]
مشترك منذ تاريخ: 17/12/2008

أتمنى أن تخدمني هذه الجمل البسيطة لإيصال الفكرة التي فرضت نفسها علي نتيجة تكرار الموقف نفسه بأكثر من صورة لدى الكثير منا، ويبدو أن هذا الموقف ينجلي بشكل أوضح عندما يجتاز الواحد فينا سنين الحماسة والاندفاع ويبدأ بالبحث عن بر يأويه ويمنحه الهدوء بعد الأيام المتعبة بين أمواج الحركة والصراع...

ما أتحدث عنه هو انحياز الشخص في نهاية المطاف إلى طبعه أو رأيه القديم أو أي شيء نادى به في مرحلة سابقة، كان مجرد رأي يحتمل الخطأ أو الصواب والغالبية وجدته مجانبا للحقيقة فلم تأخذ به، وهو نفسه اقتنع برأيهم المخالف لرأيه أو اقنع نفسه أنه اقتنع، ومع مرور الأيام يحاول بشكل مقصود أو غير مقصود اثبات صحة رأيه وخطئهم، ويتحول ذلك تدريجيا إلى معركة أساسية من معاركه، وقد يتحول يوما ما إلى معركته الوحيدة مبررا لنفسه أن الحق جدير بأن يدفع المرء عمره ثمنا له، وحقيقة الأمر أنه لم يتقبل عدم أخذ أحبته برأيه في ذلك الزمن الغابر ولم يحاول أن يواجه هذا التوجه في قلبه فكبر وكبر وكان يكبر أكثر في لحظات الضعف وكان يأخذ أشكالا عدة فتارة يرفض بدون مبرر مواقفهم وتارة يشعر بالحنق عليهم وتارة يختلق المشكلة من لا شيء حتى استفحلت الأمور وكانت النتائج أفرادا متفرقين يتغنون بماضيهم الحافل على حساب واقعهم المدقع...

كان التعامل الصحيح مع ذلك الموقف(أو تلك المواقف) في قديم الزمان كافيا لتجنيبه وصحبه كل هذه الضوضاء... فإن كنت واثقا من صوابية رأيك فبينه لهم المرة تلو المرة ولا تدفنه مغلفا بغضبك ورفضهم في قلبك الجريح حتى لا يتعفن الجرح... وإن كنت غير واثق منه فابحث وابحث ولا تربط مصيرك برأي صدف واقتنع به دماغك في يوم من الأيام...

أرى أناسا تعملقوا يوما ما بتعاليهم على أنانيتهم.... ولكنهم نكصوا رويدا رويدا ... وانحازوا إلى كل ما يخصهم ...قد لا يكون من الغريب أن يلبس الإنسان أفكاره الخاصة لبوسا مبدئيا... ولكن أن يتجاوز ذلك ليشمل الطباع والعادات وصغائر الأمور فذلك أمر في غاية الغرابة....

بصرنا الله بعيوبنا وألهمنا الخلاص منها... ومنحنا القوة لمواجهة لحظات ضعفنا.... وزرع فينا حب أخوتنا

صورة  hiam's
User offline. Last seen 8 سنة 21 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 18/08/2007

وأنا اقرأ تذكرت جدي رحمه الله قال مرة : أنه وبوصوله لهذا العمر لا يمكن أن يغير
في نفسه شيئا بالرغم من معرفته بالاخطاء التي يفعلها
لكن بعد هذا العمر الافضل له التمسك بمعتقداته الخاصة ويدافع عنها ويكتسب أحترامنا
على أن يغير ويصبح في حالة ضياع ويفقد أحترامه لنفسه ..........
جميل ما كتبته ..................Ehmed-s,

User offline. Last seen 6 سنة 4 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 15/08/2007

لو أدرك الإنسان حقيقته وإنه أوتي من العلم القليل وإنه ليس معصوما عن الخطأ أبدا ..
ولو كان عنده الوعي الكافي للتغيير والتطور.. سيدرك أن فكرته اليوم اختلفت عن البارحة
وقد تختلف عن غد .. عندها لن يتكبّر ويصرّ على رأيه ...
واعتبر من يتمسك برأيه إنسان جاهل جامد ..ما عدا من يتمسك بمبدأ ثابت واضح ..
فهذا يعتبر إنسانا عملاقا بروحه وفكره وخاصة إذا استطاع أن يواجه الآخرين بالمحبة
واللين ومخاطبة العقل والقلب .. وبالقدوة الحسنة ..
وأكبر وأعظم مثال هو رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ..
مواضيعك زاهية كألوان الربيع مشرقة دوما .. سلمت يداك أيها الأخ الغالي أحمد !

مشترك منذ تاريخ: 17/12/2008

رحم الله جدك هيام فعلى الأقل كان صريحا مع غيره وصادقا مع نفسه...

وشكرا لكلامك الجميل روكزنا ... اعتقد أن من يستطيعون التجرد عن انحيازهم لآرائهم أو لأنفسهم نادرون جدا... وكثير منا يقع في هذا المطب دون أن يشعر... مع أن آخر ما يصف به نفسه هو الجمود والجهل.. شكرا جزيلا ولا تكثري الغيبات...

User offline. Last seen 9 سنة 49 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 23/08/2006

عزيزي Ehmed-s, :

لا أدري ان كان فهمي للفكرة هي كما طرحتها أنت , ام انني انحرفت عن مسار الفكرة قليلا , ولكني سأرد بما فهمت :

هناك مصطلح فلسفي يستعمل كثيرا في السياسة يدعى بالبراغماتية , وهذا المصطلح يعني تغير المبادئ والقوانين والأشرعة حسب الظروف المحيطة وبما يخدم المصلحة بالدرجة الأولى . والسياسة الأمريكية تنتهج هذا المسلك في أكثر الأحيان .

وباسقاطنا هذا المصطلح على الأشخاص , فالشخص البراغماتي هو الشخص الذي تتحول قناعاته حسب ظروفه الذاتية والموضوعية , فكثيرا ما نرى أشخاصا متدينين مثلا تحولو فيما بعد للشيوعية مثلا , والعكس صحيح - طبعا هذا مثال وليست قاعدة -

اما من وجهة نظري , فلا أرى أي حاجز من تغير قناعاتي او مبادئي الخاصة , اذا رائيت بأنها شاذة أو منحرفة او غير متطابقة مع المنطق والحقيقة , ولكن هناك نقطة لابد من ذكرها وهي الكبرياء الشرقي , فمجتمعنا مليء بأولئك المكابرين على ارائهم والمحتفظين بها لحد الثمالة وان كان ذلك مناقض للواقع والمنطق . وانا ادرك بأن مقولة تنا تنا المتعلقة بالكورد لم تأتي من فراغ والتي تدل على عناده ويباسة رأسه .
أرجو أن أكون وفقت في تبيان فكرتي ........

............
........
...
.

مشترك منذ تاريخ: 17/12/2008

اهلا وسهلا أخي مير دلو:

البراغماتية مرتبطة بالمصلحة والمبدأ يقترن بالتضحية ولا أراهما يتقاطعان..

قدرة الإنسان على تغيير مبادئه إن اكتشف زيفها شجاعة نادرة...والقلة هي التي تمتلكها...أحيي فيك هذه القدرة وأرجو أن تكون مصدرا لها فذلك ما يحتاجه مجتمعنا...

لا أدري إن كان الكبرياء محصورا بالشرق ولكن الإنسان بشكل عام يميل إلى التمسك برأيه ويتعامى عن عيوبه ويتحيز إلى ما يخصه بقصد أو دون قصد وقد يدفع ثمناً باهظا من مصداقيته في هذا السبيل ومع مرور الأيام قد تصبح تلك معركته الوحيدة وكانت رسالتي باختصار التحذير من هذا المطب...

شكرا أخي العزيز مع تمنياتي لك وللجميع بحياة تحكمها المبادئ السامية...