الامبرطوريه الميديه 2- مرحلة القوه

9 ردود [اخر رد]
صورة  Ramyar's
User offline. Last seen 11 سنة 46 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/11/2005

الامبراطورية الميدية : بقلم (راميار )
2-مرحلة القوة:
خلف فرائورت ابنه الصغير كياكسار (كي كاوس- كي خسرو) الذي يعد من أشهر ملوك ميديا حيث تسلم العرش وتاج ميديا منذ الصغر وكان قائدا محنكا وملكا حازما إذ وجه أول اهتمامه إلى الجيش فأعاد تنظيمه حتى أضحى من أحسن جيوش العالم , لأنه رأى أن الانتصار على الجيش الآشوري المنظم لا يكون على يد جيش من أفراد القبائل والعشائر متباينة العادات و مختلفة الطباع ولهذا أدخل اصلاحات هامة على أنظمته وفصل بين الخيالة والمشاة وسلح الاخيرين بالقوس و النشاب و السيف , وأحدث خيالة سريعة العدو استطاعت فيما بعد ان تقهر الفرسان الآشوريين الذي انعقد عليهم لواء الشهرة في التاريخ .
نعود من جديد إلى أبرز أعمال كياكسار خلال فترة حكمه التي استمرت أربعين عاما (625- 585) قبل الميلاد , فبمجرد أن فرغ كياكسار من إعداد جيشه وتسليحه على أحدث النظم وبعد أن نجح في عقد محالفة مع ملك بابل (نبوبولسر) جهزا جبهة متراصة ممتدة ضد العدو المشترك (آشور) , وفي طريقه صوب نينوى العاصمة الآشورية استولى على مدينة (ناربيخري) ثم يمم شطر الجنوب حسب خطة موضوعة ليتصل بالجيش البابلي وفي طريقه استولى أيضا على مدينة آشور (الشرقات حاليا) عاصمة آشور القديمة وقد دمرها تدميرا , وما أن تم الاستيلاء عليها وفراغ الجيش الميدي من تدميرها حتى كان ملك بابل قد وصل , حيث عقد مع كياكسار معاهدة جديدة عينت فيها الحدود المستقبلية بين دولتيهما وتوثيقا للروابط السياسية بين الدولتين رؤى تعزيزها وتوكيدها بمصاهرة كريمة تمت بين الاسرتين المالكتين فتزوجت ابنة كياكسار (ميداس- اميتيدا) من( نبوخذ نصر - بخت نصر) والذي اصبح فيما بعد ملك بابل حيث تم تصميم حدائق بابل المعلقة لأجلها وذلك بتوجيه من زوجها (بعض الروايات تقول بأن ميداس كانت حفيدة كياكسار وليست ابنته) .
لم يجد اليأس مكانا له عند كياكسار فلم ييأس في الإستيلاء على نينوى مهما كلفه الأمر ورغم إنها امتنعت عليه في هجومه الأول عليها إلا انه أعاد الكرة وشن هجوما عاتيا ثم ألقى عليها حصارا منيعا ولما رأى ببعد نظره أن الإستيلاء على المدينة مازال صعب المنال أخذ في تكوين جبهة قوية يستطيع بها قهرها , فبدأ يساوم بعض القبائل السيتية التي كانت تشد ازر الآشوريين وتقف إلى جانبها حيث نجح كياكسار في اغرائهم بنهب وسلب الغنائم وما سيعود عليهم من هذه الاسلاب والغنائم فتألبوا على الآشوريين وهرعوا إلى كياكسار معلنيين انضمامهم إلى جانبه , كما انضم اليه جيش بابل تنفيذا للاتفاقية المبرمة بينهما , وما إن أهل شهر مايو(أيار) حتى بدأت نينوى تتعرض لأعنف هجوم شنه عليها الحلفاء ورغم أنها امتنعت على هذا الجيش العرمرم في هجومين متتاليين إلا أنها لم تستطع أن تحافظ على صمودها وتظل على امتناعها أمام الضربات المتكررة والهجمات المتعاقبة واضطرت مرغمة إلى التسليم بعد أن دك الحلفاء حصونها وهكذا اُسقطت الامبراطورية الآشورية في ايدي الحلفاء شهر (آب) عام 612 قبل الميلاد , وقد هزتهم نشوة الفرح لإستيلائهم على هذه المدينة العظيمة ذات الشهرة الخالدة والمجد التليد (وكانت هذه السنة بداية التقويم الكردي) .
الملك الآشوري (شن شارايش كوم) ابن (آشور بنيبال) لم يطق صبرا على فقدان قلب مملكته النابض فألقى بنفسه في نار قصره وأحرق نفسه ومن معه من خدم وحشم .
وبعد أن فرغ جيش الحلفاء من نهب المدينة وتدميرها أخذ الجيش البابلي يطارد قسماً من الآشوريين الهاربين من المدينة ويتعقب آثارهم حتى لجأ جماعة منهم بقيادة ( آشور وباليت ) إلى حران ( أورفا ) حيث وضعوا هناك أساس حكومة جديدة لكن كياكسار أبى عليهم الإستقرار في أي مكان وآلى على نفسه إلا أن يشتت شملهم ويقض مضاجعهم وقد وانته الفرصة عندما استنجد به ( بنو بو لاسار ) ليلحق به ويمد إليه النجدة في حران فخف إليه على عجل وانضم إليه الجيش البابلي فاستطاع وبمهارته الفائقة وخططه الحربية السديدة الإستيلاء على حران آخر حصون الآشوريين وبذلك تحققت آماله ثم قفل راجعاً إلى بلاده مكللاً بأكاليل النصر والغار.
أخذ الحلفاء بعد ذلك في تقسيم الغنائم والأسلاب وتوزيع الميراث بينهم ( المستعمرة الآشورية في آسيا الصغرى أضحت من نصيب الدولة الميدية وكان خط الحدود بين ميديا وبابل ممتداً على طول نهر دجلة من الجنوب حتى مدينة ديار بكر \آمد\ كما أن خطاً آخر كان يفصل بينهما ممتداً من ديار بكر حتى نهر الفرات ) .
لكن القدر أبى إلا أن يمضي كياكسار كل عهده في ميادين القتال وبين صليل السيوف , إذ ما كان يخرج من حرب إلا ليخوض غمار حرب أخرى وكانت الحروب التالية بينه وبين الليديين التي تباينت الروايات في أستقصاء أسبابها وعوامل أشتعال لهيبها فتقول إحدى الروايات أن بعض المجرمين من ( السيت ) قد لجؤا إلى الحكومة الليدية واعتصموا بحماها ولما طالبت الحكومة الميدية بردهم إليها لم يستجب الليديين لهم إذ رفضت الحكومة الليدية تسليمهم لها فكانت هذه هي الشرارة التي أوقدت نيران الحرب بين الحكومتين , بينما نجد رواية أخرى تعزوا أسباب الحرب إلى أن الحكومة الليدية وقد تملكها الطمع في المستعمرات الآشورية التي كانت من نصيب الحكومة الميدية بعد الإستيلاء على نينوى مما أدى إلى اندلاع نيران الحرب بين الدوالتين , حيث التحم الجيشان على شاطىء نهر (هالياس ) ودارت رحى معركة حامية الوطيس وطويلة المدى في مطلع عام (591) قبل الميلاد ولم تقف رحاها إلا يوم (28 مايو من عام 585) ق م بمعجزة , فقد حدث خسوف كلي للشمس طيلة هذا اليوم فأيقن الطرفين ان هذه الظاهرة العجيبة ان هي إلا علامة من علامات الغضب الإلهي عليهم ,فرغب كل منهما بينه وبين نفسه في وضع حد لسفك الدماء دون طائل , وما ان عرض نبوخذ نصر ملك بابل وسينسيس ملك كليكيا وساطتهما لإنهاء القتال وعقد الصلح حتى قبل الطرفان بارتياح وتوقفت العمليات الحربية واتفقا على أن يكون نهر هالياس حداً فاصلاً بينهما , ثم عزز هذا الصلح وتوج بمصاهرة ملكية بين الأسرتين المالكتين فتزوج استياك نجل كياكسار من آريانيا كريمة ملك ليديا سنة (585)ق م .

قريباً (مرحلة السقوط )...

ان لم تكن لك بصمة في الحياة فأنت زائد عليها

User offline. Last seen 17 سنة 40 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 05/06/2006

zor spas

User offline. Last seen 13 سنة 21 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/05/2006

أريد توضيحاً فقط !؟

أليس هكذا يبدوان الميديين تعدوا على أرض الأشورين وأتخذوها لأنفسهم ...!!؟

لمن كانت بلاصل ...

أرجو التوضيح قليلاً ولو ان الوقت فات ! ... لكن جميل ان نعرق الحق قبل أن ندافع عنه .. حتى لا نقع في مواقع الخطأ..

كل الشكر Ramyar

:wink:

User offline. Last seen 13 سنة 44 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 05/07/2006

sopas Ramyar

:D

صورة  Ramyar's
User offline. Last seen 11 سنة 46 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/11/2005

السلام عليكم
الآنسه نسرين للاجابه على سؤالك علينا العوده قرون أخرى للوراء:
فقبل الدوله الآشوريه كانت هناك دول ومملكات عديده قائمه وأقدمها بالنسبه للكرد الدوله الكوتيه (كوتي –جوتي) وسوبارتو حيث يعود تاريخهما الى حوالي 4آلاف سنه قبل الميلاد وكذلك الدوله الكاسيه (الكاشيه) حيث يعود تاريخها الى حوالي (1750)قبل الميلاد وكذلك دولة اوركيش التي كانت عاصمتها تقع في (تل موزان) وبلاد نايري الذي كان مركزها جزيرة بوتان حيث كانت تشكل دولة مستقله في القرن (11-12) قبل الميلاد ... كل هذه الدول كانت قائمه على أراضي كردستان وماحولها وذلك قبل قيام دولة آشور
وبحسب معايير تلك الفتره كان الأقوى هو الذي يقوم باخضاع الآخر تحت حكمه(هذا المعيار سائد للآن)
وبرايي في حالة الميديين يمكن 1-يمكن أن نقول بأنهم استعادوا أراضي أسلافهم 2- ويمكننا القول بأن الميديين والبابليين ثاروا وانتقموا
من الآشوريين لبشلعة الأعمال والجرائم التي كانوا يرتكبونها ضد الشعوب التي كانت تحت حكمها وضد جيرانها 3-أخيرا يمكننا القول بأن الميديين أصبحوا الأقوى فقاموا باخضاع آشور .

ان لم تكن لك بصمة في الحياة فأنت زائد عليها

User offline. Last seen 13 سنة 21 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/05/2006

أشكرك Ramyar على التوضيح ...

وهذا حال التاريخ وحال البشرية منذ القدم .....

ومن يحكم بالقوة والعدل والقيم والأخلاق ..................... فليكن الحكم له ...

:wink: :wink:

User offline. Last seen 10 سنة 13 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 27/03/2006

كل الشكر

صورة  taha's
User offline. Last seen 12 سنة 9 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 05/02/2006

شكرا على المقال أخي راميار :roll:

         *** @ *** @ *** @ *** @ *** @ *** 
                       الجهادي المتفائل
 
 

User offline. Last seen 17 سنة 17 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/07/2006

شكرا راميار

صورة  Ramyar's
User offline. Last seen 11 سنة 46 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/11/2005

آراس
طه
كلفان
أهلا بكم وشكرا على المشاركه :wink:

ان لم تكن لك بصمة في الحياة فأنت زائد عليها