حين نكتب عن الثورة الفرنسية نحتار من أين نبدأ بالكتابة لا لفقر المادة و لكن لغنى الأحداث التي جرت في هذه الثورة العظيمة التي أدهشت العالم بقيامها و تلك القوانين الصادرة عنها .
بدأت هذه الثورة عام 1789م ألغت قوانين الملكية و امتيازات الإقطاعية و الحياة الأرستقراطية و أصحاب النفوذ الديني ، سيطرة رجال الكنيسة على حياة العامة و تدخلهم في شؤون الناس و تعاملهم بالشعوذة و تكذيب العلماء و محاكمتهم حين يرون النور يشع من علمهم و يخالف أمرهم و غير ذلك .
تقلص المجتمع إلى أقلية من النبلاء الذين أمسكو بعصب الحياة الاقتصادية و السياسة و الاستفادة منها كثيرا ، وطبقة اقطاعية المستفيدة من الوضع الرديء ، و البرجوازية الصغيرة ، و الطبقة الكبيرة طبقة الفلاحين البسطاء الذين أهلكوا من الضرائب و الحصاد القليل في سنوات قبل الثورة و إضافة لضعف شخصية الملك لويس السادس عشر الذي عجز عن تفهم وضع الفرنسيين في حين تميز القرن الثامن عشر الميلادي ببروز تيار فكري تزعمها فولتيير ، جان جاك روسو ، مونتسكيو الذين طالبوا بالمساوا ة و فصل السلطة و نقد التفاوت الطبقي .
عمت شوارع و أزقة باريس بأهلها في صبيحة رابع عشر من تموز عام 1789م ليخرجوا من بؤسهم و يسيروا في ضوء الشمس و يستنشقوا هواءٌ نقيا لا مبالين للجيش و الشرطة حاول لويس السادس عشر تهدئة الأوضاع من خلال توجيه أوامر ملكية و لكن دون جدوى ليحسم بالقوة .
انطلقت الحشود إلى سجن الباستيل المحاط بثمانية أبراج و جدار بسماكة خمسة أقدام مكثوا طويلا عند الجدران حتى تمكن بعض الشبان من الدخول ثم تلاهم الحشود و ظنوا بأن الجنود استسلموا ليتفاجؤوا بإطلاق النار عليهم من قبل الجنود فمنهم من قتل و منهم من أصيب .
استمر تزايد الحشود عند الباستيل و إصرارهم على تحطيمها ، حتى فقد حاكم الباستيل أعصابه و باتت محاولته الخادعة فاشلة و ينتهي حصار الباستيل .
بعد سقود الباستيل تقدم مقاول لهدم السجن فاستخدمت حجارته لبناء جسر آخر على نهر السين في باريس و البقايا بقيت ذكرى الفرنسي من إسقاط العرش الملكي و يسجن الملك و أعوانه و ذلك بعد ترجمة نظرية العقد الإجتماعي لروسو و أفكار أصدقائه في الأدب إلى العمل و الكفاح من أجل الحرية بعد عشر سنوات من الثورة و إطلاق فكرة حقوق الإنسان و تطبيقها في فرنسا عامة .
و من الأحداث المؤسفة التي حدثت أثناء الثورة حين خرج نابليون مع بعض الشبان إلى الشارع و وجهوا بنادقهم نحو تلك الحشود و يقتلون رموز الحرية و التغيير و يتخذ نفسه أحدث رموز التغيير ( نابليون ) و أيضا تسلل بعض ضعفاء النفوس إلى مجالس العموم .
تاريخ الثورة بشكل مختصر