شهر آذار التراجيدي في حياة الأكراد

رد واحد [اخر رد]
User offline. Last seen 12 سنة 50 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/04/2007

في شهرآذار من كل عام، تتفتح أزاهير الربيع وتبتهج الدنيا بأسرها لقدوم هذا الشهر بمباهجه وخيره العميم، وتشع شمسه الدافئة على شعوب المنطقة، ويستبشر الناس بقدومه الخير، وبمسحة من التفاؤل والأمل والحب والحنان. بينما شاءت الأقدار أن يكون هذا الشهرالربيعي الوضاء مسرة وشؤماً على الأكرد في آن واحد، ففي 21 آذار يحتفل الأكراد بذكرى يوم النوروز، رأس السنة الكردية .

حدث في كردستان ..قبل 2698 عام .. وبعد وفاة الملك العظيم جمشيد ،حدث أن إغتصب العرش من بعده الطاغية ضحّاك ( بالكردية أزدهاك ) الذي حكم البلاد بنشر الرعب والإستبداد والظلم . بالإضافة إلى كونه ظالما ووحشيا بالفطرة ، فقد أصيب بمرض غريب زاد من وحشيته وبطشه . فقد نما له ثعبانين استقر كل واحد منهما على كتف من أكتافه، وسببّا له ألما عجيبا لا يحتمل . عجز الحكماء عن مداواة هذا المرض وإزالة الثعابانين ، وما كان منهم إلا أن يخففوا الألم وذلك بتقديم القرابين لإطعام الثعبانين .. كان ضحاك يأمر بقطع رأس شابين كل يوم .. وتقديم مخيهما لإطعام الثعابانين . وهكذا كان الجلادون يعتقلون كل يوم شابين من خيرة شباب البلاد ، يأتون بهم إلى قصر ضحاك ليتم قتلهم و تقديم رؤوسهم للملك الديكتاتوري . إلا أن الجلادون أخذتهم الرأفة والشفقة بحال الشباب اللذين كانوا بلا حول ولا قوة . فكانوا يعتقلون كل يوم شابين ، يهربونهم إلى جبال زاغروس الوعرة ، ويقدمون أدمغة الخراف بدل من أدمغتهم إلى ضحاك .. وهكذا تم إنقاذ حياة شابين كل يوم .. وبشكل تدريجي تكون مجتمع من الشباب فوق جبال زاغروس ، واتخذت أشكالهم وحياتهم الطابع الجبلي . إلى أن جاء يوم كشف فيه ضحّاك هذه الحيلة ، فأمر بقطع رأس شابين كل يوم أمام عينه في بهو القصر . هرع الجلادون إلى ساحة السوق وخوفا من بطش ضحاك هذه المرة اعتقلوا شابين بسرعة .. وبلمح البصر كان الجميع في بهو القصر . كان أحد الشابين يدعى كاوا ، يعمل حدادا في السوق .. يصنع لجما حديدية للأحصنة ، مشهود له بالحيلة والفطنة ، وكانت مطرقته ما زالت في يده فخبأها ، وحينما جاء وقت قطع رأسيهما ، رمى بمطرقته على رأس الطاغية ضحّاك ليرديه قتيلا ، وليكون مخه هذه المرة هو القربان للثعابين التي لطالما نشرت الرعب والفزع في كافة أرجاء البلاد .
وفي الحال ، انتشر الخبر في كافة أرجاء البلاد بأن كاوا الحدّاد قد قتل الملك ، فخرج الناس جميعا من ديارهم ، يهللون ويبشرون بولادة يوم جديد ، يوم الحرية والخلاص من العبودية من الظلم والإستبداد ،فأشعلوا النار كعلامة للنصر ، وعقدوا حلقات الرقص والدبكة من حولها يهللون ويحتفلون ، وما كان من الشباب المختبئين في الجبال إلا أن أشعلوا النار أيضا ...ليتم كشف أماكنهم ، وليكملوا الفرحة والبهجة بولادة يوم جديد وتاريخ جديد . وكان هذا اليوم هو NEWROZ ( نو = جديد .. روز = يوم) أي اليوم الجديد ليكون اليوم الأول في السنة وفق التقويم الكردي . يحتفل به الأكراد كونه يوم رأس السنة الكردية ، كما تحتفل به بعض شعوب المنطقة كالفرس وغيرهم كرمز لقدوم الربيع كون 21 آذار هو اليوم الأول من أيام الربيع .
اتخذ الإحتفال بعيد النوروز عند الأكراد طابعا أبعد من كونه إحتفالا عاديا ، فإتخذ الطابع القومي الذي يرى فيه الأكراد نفسهم يحيون عادات أجدادهم الكرد في نيل الحرية والخلاص من العبودية والظلم والإستبداد في هذا اليوم . ولهذا السبب منعت السلطات الأمنية الأكراد من الإحتفال بعيد النوروز في المناطق الكردية وخارجها ، مما جعل من شهر آذار شهر الملاحم والبطولات شهر التراجيديا والمجازر في تاريخ الشعب الكردي ، الشهر الذي حاولت فيه السلطات الأمنية سواء في تركيا ، سوريا ، العراق ، أو إيران قمع الأكراد ، ذلّهم قدر الإمكان ، وتذكيرهم بأن كاوا الحداد قد مات ، وأن الأكراد اليوم شعب تحت الحكم ..........

منقول .....

User offline. Last seen 13 سنة 49 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 05/05/2007

ذكر الكثير من الكتب أساطير كأسطورة الملك ضحاك (أزدهاك) منها لشعوبنا ومنها للشعوب الأخرى ...
علينا أن لا نشك في القصة لأنها وردت في كتبنا التاريخية ولكنها تبقى أساطير وبالتأكيد الأحداث في القصص تختلف عن ما نقراها اليوم ..

لك كل الشكر على الموضوع BEMAL,