الشهيدة المغيبة
والمدينة الشهيدة ، ومدينة الشهداء ، ومدينة الكيمياوي ، وحلبجة الشهيدة ، ومدينة الآجاص ، وحلب الصغيرة ، والرمز الكردي الأنساني الكبير ، مدينة الشهيد عمر خاور ومدينة عائلة الشهيد علي فتاح والد البطلة شادمان التي بقيت ترعى اخوتها الصغار وتنقل الجثث بين ركام المدينة المظلمة خلال الليل المرعب ، ومدينة الشهداء الطفال الرضع ، ومدينة الموت الصامت والهاديء ، ومدينة الروائح الطيبة والعفنة ، والمدينة التي أستباحها الطاغية ولم يت\نم حتى احالها الى أكداس من الجثث ، وقتل حيواناتها ودجاجها وأشجارها ، حتى الحمائم البيضاء لم تسلم من جريمته النكراء ، والمدينة التي لم تسترد عافيتها الى الأن ، والمدينة التي لم تستمع الأمم المتحدة ولاالمحكمة الجنائية الدولية الى شكواها ، والمدينة التي لم يشبع اهلها من دموع من يبكي عليهم

وها هي حلبجة على لسان ضحاياها وذكرياتهم عن ذلك اليوم الذب أمطرت فيه قوات صدام حسين الجوية حلبجة وسكانها بوابل من القنابل الكيمياوية صبيحة ذلك اليوم الربيعي الجميل الدافئ في 16 مارس 1988.

ذلك اليوم الذي تحول الى غيوم سوداء ولهب , ثم حداد طويل بعد مقتل أكثر من 5 ألاف كردي في دقائق . أما الذين نجوا من الموت ولجأوا الى المدن الايرانية الحدودية, فقد خسر جزء كبير منهم حياتهم في المستشفيات بسبب جراحهم البليغة وحالاتهم الصحية السيئة الناتجة عن الغازات الكيماوية المختلقة التي استعملت في الهجمة المهلكة على الأهالي العزل .

هذه هي حلبجة قصة طفل وطفلة حلما بنوروز وفرحته فدفعا ثمن هذا الحلم روحيهما البريئتين ... وأسطورة تحكي لالف عام قذارة الفاشية الأرعنة.