الوحدة الإيطالية

رد واحد [اخر رد]
User offline. Last seen 12 سنة 3 أيام ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 06/05/2006

الوحدة الإيطالية

قد نحتاج إلى كثير من الخيال حتى نتصور كيف توحدت إيطاليا؟ و كيف طغى العقل على مجريات وحدتها؟
و من الصعب أن ننطق بالحكم على الرجال العظام البارزين أمثال ماتزيني و غاريبالدي و كافور.
و ليس هناك مجالا للشك أن غاريبالدي تمتع من القوة و التفوق، و قد كان مندفعا كما تدفع قوى الطبيعة.
أما ماتزيني كان مفعما بالنظريات و الخيال، فكان رسول القومية الإيطالية، مؤلفاته كانت إنجيلا للقومية الإيطالية.
كانت إيطاليا منقسمة إلى أربعة أقسام: ( فرنسا – نمسا – البابا – أسرة بوربون ) المناطق القريبة من فرنسا كانت بيد ملكها نابليون كذلك النمسا، أما البابا فكان حاكم روما و أسرة بوربون حكمت نابولي و صقلية.
بدأت بزوغ الوحدة الإيطالية في عام 1831م حين ألف ماتزيني جمعية باسم ( إيطاليا الفتاة ) كان هدفها تحقيق الجمهورية الإيطالية. و قد ظل يعمل لتحقيق هذا الهدف و هو في منفاه.
اندلعت الثورات عام 1848م في شمال إيطاليا اغتنم ماتزيني الفرصة و عاد إلى روما ، فطرد البابا منها و أعلنت الجمهورية لفترة قصيرة بسبب هجمات الفرنسيين و النمساويين لها و أعادوا البابا إلى روما، و كان بين صفوف المتطوعين البطل غاريبالدي.
انتهى الفصل الأول من الجهاد و لكن ماتزيني و غاريبالدي واصلا السعي و الدعاية و التحضير للخطوة الثانية. فقد كان ماتزيني من رجال الفكر و غاريبالدي من رجال الحرب العباقرة في حرب العصابات، و كلاهما كرس حياته في خدمة توحيد إيطاليا و تحريرها، وقد انضم إليهما وطني آخر و هو كافور رئيس وزراء ملك فيكتور بيدمونت عمانوئيل.
سعى كافور في وقع حرب بين نابليون ملك فرنسا و ملك النمسا و انتهت الحرب إلى هزيمة الأخيرة ,فاستغل غاريبالدي الفرصة و قام بحملة منفردة على الملك نابليون ( أسرة بوربون ) ليقضي عليه و كانت حملته مجموعة من الشباب المتطوعين من روما و تعرف ( بـ ألف ) ذوي القمصان الحمراء .
طالت شهرة غاريبالدي و ملأت الدنيا و أصبح من شهرة اسمه تذوب الجيوش الجرارة ، استمر غاريبالدي بعد نابولي إلى شمال إيطاليا و كلما مر بقرية استنجد أهلها به و طلبوا التطوع و هو يقول ( هلموا ، هلموا و لا تكونوا مع المتخلفين الجبناء إن أمامكم التعب و المشقة و المعارك فإما أن ننتصر أو نموت ) .
إذ هبّ الإيطاليون يتدفقون للتطوع و يزحفون إلى الشمال و هم يرددون نشيد غاريبالدي :
تبعثر ما في القبور
و هب الأموات من أجداثهم
و خفت أرواح الشهداء إلى أرض المعركة
ممتشقين حسامهم و على رأسهم أكاليل النصر
هلموا شباب البلاد
و ارفعوا راية الجهاد
ارفعوا الحديد و صبوا النار
و احموا ايطاليا المتعطشة للحرية
و ارحل أيها الغصب عن إيطاليا
ارحل أيها ألأجنبي عن بلادنا
ما أشد تشابه الأناشيد الحماسية في كل مكان .
استغل كافور انتصارات غاريبالدي ليصبح بيدمونت عمانوئيل ملك إيطاليا عام 1861م بينما ظلت روما تحت احتلال فرنسا و البندقية تحت احتلال النمسا ، استمرت الحروب بين القوى التحررية الإيطالية و الجيوش الفرنسية و النمساوية إلى عام 1870م لتنال على استقلالها التام و هكذا أصبحت إيطاليا شعبا واحدا بفضل ثلاثة أشخاص هم جوسيبي ماتزيني و غاريبالدي و كافور فلو تأخر أحدهم على الظهور في حينه فربما تأخرت الوحدة .

مصادر :
كتب ترافيليان :
- ( غاريبالدي و الجهاد في سبيل الوحدة الإيطالية )
- (غاريبالدي و الألف رجل )
- ( غاريبالدي و بناء إيطاليا )

User offline. Last seen 13 سنة 49 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 05/05/2007

موضوع جميل NOSHIN, لك كل الشكر ...

ولد جوسيبي غاريبالدي سنة 1807، وكان بطلا قوميا وعسكريا في الكفاح الذي أدى إلى تحرير إيطاليا من الحكم الأجنبي وضَمِنَ لها مكانها ومكانتها بين أمم أوروبا الحديثة.

في ريعان شبابه وبواكير رجولته عمل غاريبالدي في سلك البحرية، وفي سن السادسة والعشرين تأثر بآراء وأفكار الفيلسوف والسياسي المحنك جوسيبي ماتزيني وبعض المتحمسين من جبهة التحرير الإيطالية، فقرر تكريس حياته لتلك الغاية ....