الكورد في التوراة و الانجيل

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 6 سنة 5 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 29/08/2007

الكورد في التوراة و الانجيل

الكورد مجموعة متميزة من الناس سيطرت على منطقة فسيحة. هذه المنطقة اليوم مقسمة بين أمم مختلفة متعددة.

لقد حَدَثَ الكثيرُ من تاريخ الكتاب المقدس في كوردستان، وأكثر شخصيات الكتاب قوة عاشت على هذه الأرض. إن كل من يدرس الكتاب المقدس، سيتعرف، ويتعلم أشياءَ حول كوردستان.

يقول الكتاب المقدس: أن الرب، أقام جنة عدن بين نهري دجلة والفرات، اللذين لايزالان يجريان في أراضي كوردستان إلى اليوم.

يمكن إرجاع بدء زمننا على الأرض التي تسمى اليوم كوردستان، والمنطقة المحيطة بها. تستطيع الإطلاع، وقراءة ذلك في سفر التكوين، كتاب موسى الأول:

"وغرس الرب الإله جنةً في عدن شرقاً. ".. وكان نهرٌ يخرج من عدن ليسقي الجنة. ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس. إسم الواحد فيشون..". ".. واسم النهر الثاني جيحون وهو المحيط بجميع أرض كوش. واسم النهر الثالث حداقل. وهو الجارس شرقي أشّور. والنهر الرابع الفرات". ".. وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها..". سفر التكوين: 2/8/15

أَسْتِيرْ الملكة التي أنقذت قومَها من التدمير والخراب، عاشت في كوردستان. كان من الممكن ببساطة أن تخسر الملكة حياتها أثناء محاولتها إنقاذ قومها، لكن الحب الكبير لقومها، وللرب، جعلها تصرحُ: "إن هلكتُ، فلأهلك". وهي متغلبة على خوفها، قدمت التماساً إلى الملك، كانت نتيجته انقاذ قومها. هذه القصة الشيقة من الكتاب المقدس يمكن قراءتها في كتاب "أستير".

حين نقرأ هذه الحكاية، نتذكر الكورد الذين مثل أستير، أولئك الذين وقفوا بشجاعة، مدافعين عن ميراثهم. هناك أيضاً الكثير من قصص الكتاب المقدس الرائعة التي جرت أحداثها في كوردستان. قبور الأنبياء العظماء مثل: ناحوم، يوناه، هاباكوك، دانيآل، ونوح كلها موجودة على هذه الأرض الفسيحة.

لقد تنبأ عدد من هؤلاء الأنبياء العظماء بكلمات عن الكورد الذين كانوا يدعون آنذاك بالميديين. هذه العبارات والكلمات مر الزمن عليها، مبرهنة صدق وصحة الكتاب المقدس وأهمية الميديين في هذا الكتاب.

مثلاً في ناحوم 3/7، تم التنبؤ بانهيار نينوى، وبعدئذ تحقق الأمر على يد الميديين. في أرمياء 5/11، تم التنبؤ مراراً، وبشكل دقيق أن الميديين سيدمرون بابل. في دانيآل 5/28، قال هذا النبي العظيم بنهوض الميديين والفرس وتأسيسهم إمبراطورية عظيمة.

كل هذه الأشياء وأخرى أيضاً، تم التنبؤ بها قبل أن تحدث، بمئات السنين، وفقط كان يعلمها، وقام بكشفها لأنبيائه، الربُ نفسه.

يقع جبال آرارات فيما نسميه اليوم شرق تركيا، قسم مهم من منطقة كوردستان. حدثت واحدة من بين أكبر المداولات بين الرب والبشر في هذه المنطقة الدرامية.

يقص علينا الكتاب المقدس حكاية نوح في سفر التكوين. لأن البشر ابتعدوا، واستنكروا الرب، وأشاعوا الظلم والحقد في العالم، دمر الرب الأرض عن طريق طوفان عظيم. يعرف العلماء أنه في يوم من الأيام كان كل شيء مغطى بالماء، لأنه تم العثور على أصداف البحر في الصحراء، والجبال العالية بعيداً عن البحر.

"فقال الله لنُوحٍٍ نهايةُ كل بشرٍ قد أتت أمامي. لأن الأرضَ إمتلأتْ ظلماً منهم. فها أنا مهلكهم مع الأرض". سفر التكوين: 6/13

وبخلاف البشر الآخرين في هذا الوقت، كان لدى نوح قلب للرب. قال الرب لنوح:

"اصنع لنفسك فُلْكاً من خَشَبِ جفْرٍ..."، ".. ولكن أقيم عهدي معك. فتدخل الفلك أنتَ وبنوك وامرأتك ونساء بنيك معك. ومن كل حي من كل ذي جسد إثنين من كلٍ تُدخل إلى الفلك لاستبقائهما معك. تكون ذكراً وأنثى. من الطيور كأجناسها ومن البهائم كأجناسها ومن كل دبّابات الأرض كأجناسها. إثنين من كلٍّ تُدخل إليك لاستبقائهما..". ".. ففعل نوحٌ حسب كل ماأمره به الله. هكا فعل". سفر التكوين: 6/14/22

وعائلة نوح حفظها وحماها الرب بطريقة أسطورية. حين انتهى الفيضان العظيم، جاء الفلك الذي وهبه الله لنوح، ليستقر في مكان ما ندعوه اليوم كوردستان:

"ثم ذَكَرَ اللهُ نوحاً وكلَّ الوحوش وكل البهائم التي معه في الفلك. وأجاز اللهُ ريحاً على الأرض فهدأت المياه...". ".. واستقر الفُلْكُ في الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال "أراراط..". سفر التكوين: 8/1/4

فوق جبل آرارات بارك الرب الإنسان، وصنع عهداً مع نوح، ومع جميع الذين سيأتون بعده:

"وبارك الله نوحاً وبنيه وقال لهما أثمروا واكثروا واملأوا الأرض..". "..وكلّم الله نوحاً وبنيه معه قائلاً. وها أنا مقيم ميثاقي معكم ومع نسلكم من بعدكم". ".. وضعتُ قوسي في السحاب فتكون علامةَ ميثاق بيني وبين الأرض. فيكون متى أنشرُ سحاباً على الأرض وتظهر القوس في السحاب. أنّي أذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نَفْسٍ حيةٍٍ في كل جسدٍ..". سفر التكوين: 9/1/16

وضع الرب قوس قزح جميلاً في السماء، ليرينا إشارة ورمز عهده. إلى اليوم، حين تمطر السماء، يشرق قوس قزح الرب الساحر في جبال ووديان كوردستان.

مات الآخرون كلهم في الفيضان، والحياة على الأرض وفدت من جديد مع نوح وعائلته. بدأ التاريخ كما نعرف في جبال كوردستان. ظهرت الحضارات الجديدة هنا: الزراعة، الرعي، النسيج، العمل بالمعدن، صناعة الفخار.. الخ.

الكورد ينحدرون من الميديين

تخبرنا قواميس الكتاب المقدس، أن ميديا كانت بلاداً آسيوية قديمة، تقعُ في جنوب بحر الكاسب، شمال عيلام، شرق جبال زاغروس، وغرب بارثيا. إنها قسم من الأرض التي نسميها اليوم كوردستان. كانت ميديا معروفة بأحصنتها العجيبة الخيالية؛ أرض غنية، وثروات كبيرة. في ذروة مجدها كانت تحكم من اليونان إلى طهران.

إن تاريخ الكورد الرائع يمتد آلافاً من السنين، وأكثرية هذا التاريخ، تم تسجيله في الكتاب المقدس، حين كان الكورد يدعون بـ "الميديين".

كان ميديو/كورد الكتاب المقدس، محاربين قساة أخضعوا الكثير من الأمم. لكن كانوا معروفين بحسن المعاملة لكل الناس بدون الإهتمام بمنبتهم وعنصرهم. حين أُرسل اليهود إلى المنفى من قبل الآشوريين، تم استقرارهم في مدن الميديين. نستطيع قراءة ذلك:

"في السنة التاسعة لهوشع أخذ ملكُ أشّورَ السامرةَ وسبى إسرائيل إلى أشور وأسكنهم في حَلَجَ وخابورنهز جوزان وفي مدن ماديّ (الميديين)". الملوك الثاني: 17/6

كان التسامح مع البشر الآخرين، العلامة البارزة والفارقة للكورد عبر التاريخ. وحسن المعاملة والضيافة لايزالان من أهم الأشياء في حياة الكوردي.

كان الكورد في الكتاب المقدس، معروفين كقوم شرف يقيمون عالياً كلمة المرء، ويحفظونها عالياً. حين كان الملك الميدي يعطي أمراً، لم يكن مسموحاً لأحد أن يغير ما كان قد كُتب حسب قانون الميديين والفرس:

"فثبّتِ الآن النهيَ أيها الملك وامضِ الكتابة لكي لاتتغير كشريعة مادي وفارسَ التي لاتُنسخ". دانيآل: 6/8

وإلى اليوم، يُعرف الكورد كرجال ونساء، يمكن الثقة بهم إذا أعطوا كلمة الشرف. هناك مثلٌ عند الكورد يقول: "إذا كلّف وعدُ الكردي حياته فينبغي عليه الوفاء به". وبالمقابل فهم يثقون بالآخرين إذا وعدهم الآخرون بشيء ما. إن القيمة التي يضعها الميديون/الكورد في كلمتهم ووعودهم، جعلت أحد ملوكهم وهو المسمى بـ "داريوس" يدخل في مأزق غريب. هذه القصة الموجودة في كتاب النبي دانيآل، ترينا أفضل مثال من الكورد في الكتاب المقدس. في هذا الوقت، كانت مملكة الميديين تنبسط على مناطق واسعة.

قصة الملك داريوس الميدي

"فأخذ المملكةَ داريوسُ الماديّ وهو ابنُ اثنتين وستين سنة". دانيآل: 5/31

كان داريوس ملكاً ميدياً مشهوراً، معروفاً بالمتنور، والحاكم المحبوب. حاول أن يحيط نفسه بالعديد من الناصحين والمستشارين الحكماء بمعزل عن منابتهم وأوطانهم. وكان مستشار الملك داريوس الأقرب يهودياً، يُسمى دانيآل الذي كان رجلاً صادقاً، حكيماً، ومؤمناً.

"حينئذ إجتمع هؤلاء الوزراء والمرازبة (حكام الولايات) وقالوا له هكذا. أيها الملك داريوس عش إلى الأبد". دانيآل: 6/3

أصبح مستشارو الملك الآخرون حاسدين وأرادوا أن يقتلوا دانيآل:

"ثم إن الوزراء والمزاربة كانوا يطلبون علةًً يجدونها على دانيآل من جهة المملكة فلم يقدروا أن يجدوا علةً ولاذنباً لأنه كان أميناً ولم يوجد فيه خطأٌ ولاذنبٌ". دانيآل: 6/3

لم يكن دانيآل مخلصاً وصادقاً مع ملكه فحسب، بل أكثر مع الرب:

"فقال هؤلاء الرجال لانجد على دانيآل هذا علةً إلا أن نجدها من جهة شريعة الرب". دانيآل: 6/5

خدع رجال أنانيون داريوس، وحاولوا أن يجعلوه يُعلي نفسه فوق الرب:

"إن جميع وزراء المملكة والشِّحِنِ والمرازبة والمشيرين والولاة قد تشاوروا على أن يضعوا أمراً ملكياً ويشدّدوا نَهياً بأن كل من يطلب طِلْبَةً حتى ثلاثين يوماً من إله أو إنسان إلا منك أيها الملك، يطرح في جبّ الأسود. فثبّتِ الآن النهيَ أيها الملك وامضِ الكتابةَ لكي لاتتغير كشريعة مادّي وفارس التي لاتُنسخ. لأجل ذلك أمضى الملكُ داريوس الكتابةَ والنهيَ". دانيآل: 6/7/9

لكن دانيآل لم يخف أي أحد. خاف فقط وعبد الرب لوحده. دانيآل:

"فلما علم دانيآل بإمضاء الكتابة ذهب إلى بيته وكُواهُ مفتوحة في عليّته نحو أورشليم فجثا على ركبيته ثلاثَ مرّات في اليوم وصلى وحمد قُدّام إلهه كما كان يفعل قبل ذلك". دانيآل: 6/10

يعلمنا الكتاب المقدس أن علينا ألا ننكر الحق خوفاً مما يقوله الآخرون، أو بسبب من أذى يصيبنا لوقوفنا إلى جانب الحق. ندم الملك بسبب غروره وأدرك أنه أتى خطأً كبيراً:

"فاجتمع حينئذ هؤلاء الرجالُ فوجدوا دانيآل يطلب ويتضرّع قدّام إلهه. فتقدموا وتكلموا قدام الملك في نهيِ الملك. ألم تمضِ أيها الملك نَهْياً بأن كل إنسان يطلب من إله أو إنسان حتى ثلاثين يوماً إلا منك أيها الملك يُطرَح في جُبّ الأسُود. فأجاب الملك وقال الأمرُ صحيحٌ كشريعة مادي وفارس التي لاتُستنسخ. حينئذ أجابوا وقالوا قدام الملك إنّ دانيآل الذي من بني سَبْي يهوذا لم يجعل لك أيها الملك اعتباراً ولا للنهي الذي أمضيته بل ثلاثَ مراتٍ في اليوم يطلب طِلْبَتَهُ. فلما سمع الملك هذا الكلام اغتاظ على نفسه جداً وجعل قلبه على دانيآل لينجّيَه واجتهد إلى غروب الشمس لينقذَه". دانيآل: 6/11/12/13/14

لكن، كان الأمرُ متأخراً. قانون الميديين والفرس، لايمكن التراجع عنه، أوتبديله:

"فاجتمع أولئك الرجال إلى الملك وقالوا للملك أيها الملك أنّ شريعة مادي وفارس هي أن كل نهي أو أمر يضعه الملك لايتغير. حينئذ أمر الملك فأحضروا دانيآل وطرحوه في جب الأسُود. أجاب الملك وقال لدانيآل إنّ إلهك الذي تعبده دائماً هو ينجّيك". دانيآل: 6/15/16

فعل الرجال الأشرار كل شيء كانوا يستطيعون فعله، ليبرهنوا أن رب دانيآل لم يكن حياً، وأن طريقهم كان الأقوى والأفضل:

"وأُتيَ بحجر ووضع على فم الجب وختمه الملك بخاتمه وخاتم عظمائه لئلا يتغير القصدُ في دانيآل". دانيآل: 6/17

إغتمّ الملك بسبب من دانيآل، وكان متأسفاً لما فعلهُ:

"حينئذ مضى الملك إلى قصره وبات صائماً ولم يؤتَ قدّامه بسراريه وطار عنه نومُه. ثم قام االملك باكراً عند الفجر وذهب مسرعاً إلى جب الأسُود. فلما إقترب إلى الجب نادى دانيآل بصوت آسيف. أجابَ الملكَ وقال لدانيآل يادانيآل عبدَ اللهِ الحي هل إلهك الذي تعبده دائماً قَدِرَ على أن ينجيك من الأسود". دانيآل: 6/18/19

صنع الرب معجزة، وأنقذ دانيآل:

"فتكلّم دانيآل مع الملك ياأيها الملك عش إلى الأبد. إلهي أرسل مَلاَكَهُ وسدَّ أفواه الأسُود فلم تضربني لأني وُجدتُ بريئاً قدّامه وقدامك أيضاً أيها الملك لم أفعل ذنْباً". دانيآل: 6/21/22

لم يستطعُ أي إنسان أن يغير قانون الميديين والفرس، لكن الرب استطاع.

كان داريوس هكذا متأثراً بما رآه، بحيث أصبح مؤمناً برب دانيآل. عندئذ أصدر هذا الأمر إلى كل الكورد في الأرض التي كان يحكمها:

"ثم كتب الملك داريوس إلى كل الشعوب والأمم والألسنة الساكنين في الأرض كلها. ليكثر سلامُكم. من قبلي صدر أمرٌ بأنه في كل سلطان مملكتي يرتعدون ويخافون قدام إله دانيآل لأنه هو الإله الحي القيوم إلى الأبد وملكوته لن يزول وسلطانه إلى المنتهى. هو ينجي وينقذ ويعمل الأياتِ والعجائبَ في السموات وفي الأرض. هو الذي نجّى دانيآل من يد الأسود. فنجح دانيآل هذا في مُلْكِ دَارِيُّوسَ وفي ملك كورش الفارسي". دانيآل: 6/25/28

أدرك الملك وكل الناس قوة وحب الرب. إكتشفوا أن الرب ليس بعيداً في السماء، حيث لا أحد يقدر أن يصل إليه. وجدوا من خلال دانيآل أن الرب يحب رعيته، ويريد أن يساعدهم في وقت ضِيقهم وحاجتهم. وفي سبيل الحصول على بركاته، على الناس أن يهتموا أكثر بالرب، وليس بما يفعل ويقول الآخرون. ويقول لنا التاريخ أن الكثير من الكورد أطاعوا داريوس، وأصبحوا عبّاد رب الكتاب المقدس. هناك الكثير من الآثار تدل على ذلك في أمكنة مثل أربيل، أكرا، شوش، عماديه، إيكباتانا، ومدن عظيمة أخرى في كوردستان.

بعد أن آمن داريوس برب الكتاب المقدس، نصب دانيآل، ليصير المعلم الأول في كوردستان، ورأس الحكماء في المملكة. وكان هؤلاء الحكماء يُسمّون بالمجوس.

أخبر دانيآل الناس في زمانه أنه في يومٍ من الأيام سوف يأتي المسيحُ أوالمخلص إلى الأرض، مبعوثاً من الرب، ليصبح أضحية لخطاياهم. وقد تم التنبؤ بهذا الحدث الرائع في الكثير من المرات في الكتاب المقدس.

لم يكن دانيآل يعرف بالضبط متى سيأتي المسيح؛ لكنه على الأرجح علّم الرجال الحكماء، وأخبرهم أنه ستظهر إشارات في السماء حين يولد المسيح. كانت واحدة من هذه الإشارات نجمة كبيرة، سوف تدل الطريق إلى المسيح. لقد تم التنبؤ باستمرار بهذه النجمة، قبل مئات السنين. الكتاب الرابع لموسى، فصل24، آية 17

بعد ذلك بـ 600 سنة، كان دانيآل وداريوس ميتين منذ وقت طويل. لكن كان ثمت من مجوس، أو الرجال الحكماء في كوردستان. حين ولد عيسى في مدينة بيت لحم ـ كما تم التنبؤ ـ، يقول الكتاب المقدس أن بعضاً من هؤلاء، وحكماء آخرين، رأوا نجمة المخلّص، وتتبعوها إلى المنطقة حيث ولد المخلص، يسوع المسيح.

لم يكن الرجال الحكماء يعرفون بالضبط في أية قرية سيولد المسيح، لذلك سألوا هيرودس ملك القدس، التي كانت بالقرب من بيت لحم.

"ولمّا وُلد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذا مجوسٌ من المشرق قد جاؤوا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود مَلِكُ اليهود. فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجدَ له". متى: 2/1/2

كان هيرودس متكبراً ولم يكن يخاف من الرب؟. حاول أن يخدع حكماء الكرد، ليساعدوه في قتل المخلص.

"فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميعُ أورشليم معه. فجمع كلَّ رؤوساء الكهنة وكَتَبَةَ الشعب وسألهم أين يولد المسيحً. فقالوا له في بيت لَحْمِ اليهودية. لأنه هكذا مكتوبٌ بالنبي. وأنتِ يابيت لحم أرضَ يهوذا لستِ الصغرى بين رؤوساء يهوذا. لأن منك سيخرج مًدبّرٌ يرعي شعبي إسرائيل. حينئذ دعا هيرودس المجوس سراً وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر. ثم أرسلهم إلى بيت لحم وقال اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي. ومتى وجدتموه فأخبروني لكي آتي أنا وأسجد له". متى: 2/3/8

لم يستطع هيرودس أن يخدع الحكماء الأكراد، وكانوا من بين الأوائل الذين آمنوا بصدقٍ بالمخلص. لقد وضع هؤلاء الحكماء المجوس أيضاً الأسس لعادة منح الهدايا للإحتفال بميلاد المسيح.

"فلما سمعوا من الملك ذهبوا وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق الصبي حيث كان الصبي. فلما رأوا النجمَ فرحوا فرحاً عظيماً جداً. وأتوا إلى البيت ورأوا الصبي مع مريمَ أمِّهِ. فخروا وسجدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهباً ولُبَناً ومُرَّاً. ثم إذ أُوحي إليهم في حلم أن لايرجعوا إلى هيرودس انصرفوا في طريق أخرى إلى كُوَرِهمْ". متى: 1/9/12

يأتي القسم الأخير في سردنا التاريخي المختصر هذا، عن الكورد في الكتاب المقدس، من الإنجيل:أعمال الرسل/الأصحاح الثاني. حين أصبح الإنجيل، أوالأخبار الطيبة، منتشراً في العالم، كان الكثير من الميديين/الكورد، حاضرين، يسمعون:

"ولمّا حضر يوم الخمسين كان الجميعُ معاً بِنَفَسٍ واحدة". ".. فلما صار هذا الصوتُ اجتمع الجمهور وتحيروا لأن كلَّ واحدٍ كان يتكلمون بلغته. فبُهت الجميع وتعجبوا قائلين بعضهم لبعض أتُرى ليس هؤلاء المتكلمين جليليّين. فكيف نسمع نحن كل واحد لغته التي ولد فيها. فَرْتيون وماديّون وعِيلاميون والساكنون مابين النهرين واليهوديةَ وكبّدوكية وبُنْتُسَ وأسيَّا... أعمال الرسل: 2/1/9

ماالذي سمعه الكورد في ذلك اليوم؟ وكيف إستجابوا له؟

"ويكون كل من يدعو باسم الرب المخلص يخْلُصُ. ياأيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال. يسوع الناصري رجلٌ قد تبرهن لكم من قِبَلِ الله بقوّاتٍ وعجائبَ ولآياتٍ صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضاً تعلمون. هذا أخذتموه مسلَّماً بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدي أثَمَةٍ صلبتموه وقتلتموه. الذي أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت إذْ لم يكن ممكناً أن يُمْسَكَ منه. لأنّ داود يقول فيه كنتُ أرى الرب أمامي في كل حين أنه عن يميني لكي لاأتزعزعَ. لذلك سُرَّ قلبي وتهلل لساني حتى جسدي أيضاً سيسكن على رجاء. لأنك لن تتركَ نفسي في الهاوية ولاتدع قُدّوسُك يرى فساداً. عرّفتني سُبُلَ الحياة وستملأني سروراً مع وجهك. أيها الرجال الإخوة يَسُوغُ أن يُقالَ لكم جهاراً عن رئيس الآباء داود إنه مات ودفن وقبره عندنا حتى هذا اليوم. فإذا كان نبياً وعلم أن الله حلف له بقسمٍ أنه من ثمَرةِ صُلْبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه. سبق فرأى وتكلّم عن قيامة المسيح أنه لم تُتركْ نفْسُه في الهاوية ولا رأى جسدُه فساداً. فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعاً شهودٌ لذلك. وإذ ارتفع بيمين الله وأخذ موعد الروح القدس من الأبِ سكب هذا الذي أنتم تُبصرونه وتَسمعونه. لأنّ داود لم يصعدْ إلى السموات. وهو نفسه يقول قال الربُ لربي اجلس عن يميني. حتى أضع أعداءَكَ موطئاً لقدميك. فليعلمْ يقيناً جميعُ بيت إسرائيل أن اللهَ جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم رباً ومسيحاً. فلما سمعوا نُخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرسَ ولسائر الرسل ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة. فقال لهم بطرسُ توبوا وليعتمدْ كلُّ واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقْبلوا عطيّة الروح القدس. لأنّ الموعد هو لكم ولأولادكم ولكل الذين على بُعْد كل من يدعوه الرب إلهُنا. وبأقوالٍ أُخرَ كثيرةٍ كان يشهد لهم ويعظهم قائلاً اخلصوا من هذا الجيل الملتوي. فقبلوا كلامه بفرحٍ واعتمدوا وانضمّ في ذلك اليوم نحوُ ثلاثة آلاف نفْسٍ. وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشَّرِكَةِ وكسر الخبز والصلوات". أعمال الرسل: 2/21/42

يخبرنا التاريخ بأن الكورد الذين سمعوا كلمة الرب ذلك اليوم، قبل مايقارب 2000 سنة،عادوا ونشروا هذه الرسالة الرائعة في كل أرجاء كوردستان.

في سنة 400 بعد ميلاد المسيح، كان كل الكورد تقريباً من أتباع المسيح

منقول
ترجمة عن دوكلاس لايتون aram