كهوف كردستان

6 ردود [اخر رد]
صورة  Ramyar's
User offline. Last seen 11 سنة 44 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/11/2005

كهوف كردستان

يبدو واضحاً من كتب التاريخ والمستكشفات الأثرية بأن الكرد يشكلون واحداً من أقدم شعوب منطقة الشرق, وينتمون للعرق الآري، حيث ساهموا في بناء الصرح الحضاري للمنطقة وأسسوا ممالك و إمبراطوريات قبل الميلاد , وأبرزها (ميتان- ميديا) وفي العهد الإسلامي بنوا دولاً وإمارات عديدة , مثل الدولة (الدوستوكية) وإمارات ( كلش ـ وبوطان ــ راوندوز ) , و المواقع الأثرية التي اكتشفت في كردستان خير شاهد على ذلك .

ومن هذه الشواهد الأثرية:
( كهف شانيدر )

وهو أكبر وأشهر كهف في كردستان ، يقع في الجانب الجنوبي من جبال (برادو ست) ويطل على وادي الزاب الأعلى , بالقرب من مركز ناحية شانيدر . وأول من اكتشف هذا الكهف هي دائرة الآثار و التراث , و الذي نقب فيه لأول مرة الأستاذ الأمريكي (رالف سوليكي) حيث بدأ حفرياته في الكهف المذكور عام 1951م واستمر في الحفر إلى عام 1961م ومع ذلك لا تزال أعماق من الكهف غير محفورة حتى الآن. والعمق الذي وصلت إليه التنقيبات يساوي14مترا , وهذا العمق يتألف من بقايا أربعة طبقات أثرية رئيسية ، وسميت من الأعلى بالحروف التالية D,C,B,A ومن خلال عملية التحليل بوساطة الكربون (C14) قدّر عمر الطبقة الأخيرة ما بين 60-45 ألف سنة , ووجد في الطبقة المذكورة بقايا عظام الحيوانات غير المدجنة كالثيران والماعز و الغنم وأصداف السلاحف ، وعلاوة على ذلك فقد تم الكشف عن أربعة هياكل عظمية ، الأول يعود إلى طفل عمره ستة أشهر و الهياكل الثلاثة الأخرى تعود إلى أشخاص بالغين ، أحدهم بيد عاطلة منذ الولادة وقدر عمره بـ (25) سنة . ومن خلال دراسة عظام هذه الهياكل تأكد للمنقب بأن الإنسان الذي تمثله هذه الهياكل هو إنسان النيناندرتال الذي سبق الإنسان العاقل (الهوموسابينس ) , والشيء الغريب في موضوع الهيكل العظمي ذو اليد العاطلة منذ الولادة . فقد أخذ المنقب كمية من التراب الذي وجد عليه الهيكل المذكور ، وبعد قيامه بتحليل عينة منه ، تبين أن التراب كان يحتوي على حبوب لقاح تعود إلى ثمانية أنواع من الزهور . وعندما سئل المنقب عن سبب وصول حبوب اللقاح هذه إلى داخل الكهف , وإلى القرب من الهيكل العظمي ، نما لديه الاعتقاد بأن إنسان النيندرتال كان يضع على قبور موتاه الزهور , وهذا التفسير يمنح بلا شك إنسان شانيدر ذوقاً رفيعاً لم نجد ما يماثله عند الإنسان العاقل ، ولذلك بـدأ

الشك يحوم حول هذا التفسير ، وعند عدم إظهار التنقيبات المختلفة أي دليل يدعم هذا التفسير ، اضطر المنقب إلى إعادة فحص عينة أخرى من التراب الذي أخذه من كهف شانيدر ، فأظهرت له نتيجة التحليل الجديد أن حبوب اللقاح هذه تعود إلى زهور ، سبعة منها تستخدم لأغراض الشفاء من الأمراض و الثامن كان من الأنواع السامة , ونتيجة لهذا التحليل الجديد فقد آمن المنقب بأن إنسان شانيدر كان يدرك أنواع الزهور ويعرف الطبية منها , والتي تساعد على الشفاء ، حيث إن صاحب الهيكل ذو اليد العاطلة منذ الولادة هو الذي كان يتعاطى هذه الزهور أملاً منه في شفاء يده، وعندما يئس من الشفاء تناول النوع الثامن السام لينهي حياته التعيسة . وعلاوة على هذه الحقيقة الخاصة بالزهور فإن للهياكل العظمية التي عثر عليها في كهف شانيدر أهمية كبيرة ، لأنها بقايا لأقدم إنسان عرف حتى الوقت الحاضر في العراق . هذا وإن أعمال التنقيب في الكهف المذكور قد أظهرت الكثير من المثاقب والمقاشط الحجرية ، التي تعطينا الدليل القاطع على أن إنسان شانيدر كان يعتمد في غذائه على لحوم الحيوانات ، وفي لباسه على جلودها . والعصر الحجري الذي يعود إليه تاريخ الكهف يسمى بالعصر المستيري ، غير أن منقب كهف شانيدر قد اقترح أن يسمى العصر الذي تعود إليه طبقات الكهف بمصطلح العصر البرادوستي ، نسبة إلى جبال براد وست . هذا وإن آثار كهف "بيخال" الواقع في الشمال من قرية هفديان ، تعود كذلك إلى العصر المستيري (البرادوستي) وقد تحرت هذا الكهف بعثة أمريكية من جامعة شيكاغو عام 1955, أما الموقع الذي سبق كهف شانيدر في التاريخ هو موقع برده بلكه ، الواقع 300م شمال شرق جمجمال ، حيث عثر فيه على فؤوس يدوية يقدر تأريخها بمئة ألف سنة .
(كهف هزارميرد)
يقع كهف هزارميرد بنحو 13كم إلى القرب من السليمانية . أول من نقب فيه الأستاذ بريد وود ، وكان ذلك في عام 1928م, وقد أسفرت نتائج التنقيب عن اكتشاف أدوات

من الحجر تعود بتأريخها إلى الدور المستيري من العصر الحجري القديم ، وتؤرخ بحدود 5000 ق.م .
وهذه الحقيقة تؤكد على أن السكنى في هذا الكهف كانت معاصرة للسكنى في كهف شانيدر ، علما أن التحريات الأثرية في الموقع المذكور لم تعثر على أية بقايا للهياكل البشرية .
وما دامت أعمال التنقيب في كهوف منطقة كردستان لم تعثر على هياكل عظمية آدمية إلا في كهف شانيدر ، لذا يمكننا الافتراض على أن إنسان شانيدر (النيندرتال) . ما كان يدفن موتاه داخل الكهوف وإنما خارجها إن كانت لديه عادة دفن الموتى ، ولذلك فإن بقاء هياكل الأشخاص الأربعة داخل كهف شانيدر ، يعود لسبب يقع خارج إرادتهم .

( كهف زرزي)

في الجبال المقابلة لسورداش يوجد كهف صغير يسمى (زرزي) لا يبعد كثيراً عن كهفي قزقبان وكوروكج الصناعيين . نقبت في هذا الكهف الباحثة الأمريكية (كار ود) عام 1927 م ، ووجدت فيه آثار من أواخر العصر الحجري القديم ومعظمها من الآلات الدقيقة التي يرتقي زمنها إلى ما قبل اثنتي عشرة ألف سنة . ونقب أيضاً في هذا الكهف الأستاذ ( هاو) والذي عثر كذلك على آثار من أواخر العصر الحجري والوسيط .
ومن خلال النتائج التي وصلت إليها (كار ود) والأستاذ (هاو) تبين أن كهف زرزي يعاصر زمنيا موقع (بالي كورا) ويعاصر أيضا الطبقة (B ( من الكهف شانيدر .
وهذه الحقيقة الخاصة بكهفي (هزارميرد و زرزي) ، تؤكد لنا على أن موقع كهف شانيدر كان ملائماً جداً لمنطقة كردستان ، بحيث إنه الكهف الوحيد الذي استمر فيه السكن منذ 6000 و حتى 1000 قبل الميلاد .

( كهف كوروكج )

يوجد في منطقة قز قبان كهف اصطناعي يعرف باسم (أشكوت كوروكج) وتعني (الولد والبنت) وهو يقع خلف قرية شرناخ ، ويمكن الارتقاء إليه بدون وساطة للتسلق. وتوجد دكة أمام الكهف عرضها نحو ستة أقدام . وفي مقدمتها عمودان مفصولان بمسافة قدمين عن الواجهة , ولم يبق منها سوى القاعدة وذلك بالنظر لتخريبها من قبل السكان المحليين لسهولة التسلق اليهما , وفي الواجهة باب يؤدي إلى حجرة داخلية طولها سبعة أقدام وعرضها خمسة أقدام وارتفاعها أربعة أقدام . وهي مقسمة إلى جزأين متساويين وكل جزء فيه حفرة للدفن على شكل حوض مستطيل , لكن المختصين بالتاريخ الميدي يتفقون بأنه يعود إلى بداية الفقرة الميدية ، ولذلك يبدو أنه قبر الملك الميدي ( فراورطيس ) لأن المؤرخ اليوناني هيرودوتس قد ذكر في كتابات عن الميدين أن الملك فراورطيس قد قتل أثناء هجومه على بلاد آشور ، أي قرب المكان الذي يوجد فيه هذا الكهف .

( كهف قز قبان )

على أحد جبال سر سرد في ناحية سورداش يوجد كهف منقور في الجبل يعرف باسم (قزقبان) ومعنى اسم هذا الكهف هو ( مغتصب البنت ) وهذا الكهف منحوت في وجه الجبل بارتفاع 25 قدماً من الأرض ، وقد سوي وجه الجبل بين الأرض وفتحة الكهف عموديا ، بحيث يتعذر الصعود إليه ، أي على عكس ما هو عليه في كهف كوروكج ، حيث لا يمكن التسلق إليه إلا بحبال أو بسلالم خشبية, وقد تحققت فتحة الكهف بشكل واجهة قصر تنتهي بباب واطئ وطول هذه الواجهة /23/ قدماً , وعمقها /9.5/ قدمـاً , وارتفاعها /13.5/ قدماً , وعلى جانبي الباب عمودان بكل منها تاج بالطراز الأيوني الإغريقي , ونحت فوق الباب بين العمودين إفريز مستطيل يمثل شخصين بينهما معبد للنار وفي أعلى الإفريز ثلاثة رموز لآلهة ، منها رمز إله (أهورامزدا) , ويؤدي الباب

الكائن بين العمودين إلى حجرة وسطية ينفذ منها إلى حجرتين جانبيتين وتوجد في أرضية كل من هذه الحجرات الثلاث حفرة للدفن مستطيلة الشكل طولها نحو مترين , ولم يعرف حتى الآن الفترة الزمنية التي يعود إليها هذا المدفن الجبلي ، ولكن المرجح بالقياس إلى ما يصاحبه من الكهوف المماثلة في بلاد فارس وأحدهما في جبال هو رمان وبالاستناد إلى الطراز الأيوني الملحوظ في العمودين في واجهة كهف قز قبان ، فإن زمن هذا القبر يتراوح ما بين 600-550 ق. م ، أي إنه من العصر الميدي ، وقد يكون مدفناً لحكام هذه المنطقة التابعين للميديين
[align=right]

دلخاز محمد إسماعيل

ان لم تكن لك بصمة في الحياة فأنت زائد عليها

User offline. Last seen 17 سنة 9 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 23/08/2006

تسلم عالمعلومات يا أخي العزيز :P :P :P

Him
User offline. Last seen 13 سنة 28 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 04/05/2006

شكرا راميار اذا في عندك معلومات اكتر فحطا بكوليلك
:) :)

User offline. Last seen 13 سنة 41 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 04/09/2006

الف شكر الك اخ راميار معلومات حلوة كتير

يسلمو

صورة  Ramyar's
User offline. Last seen 11 سنة 44 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/11/2005

شكرا على المشاركه
سيدان
هيم
روناك

ان لم تكن لك بصمة في الحياة فأنت زائد عليها

User offline. Last seen 14 سنة 36 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/08/2006

الف شكر الك رام يار على هذه العلومات الرائعة عن وطن المحبة

كردستان

User offline. Last seen 11 سنة 31 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/11/2005

شكرا راميار على هذه المعلومات القيمة ..
وكانت فرحتنا لا توصف لو أتحفتنا بصور عن هذه الكهوف ..
تحياتي لك ..
بانتظار جديدك ..