كركوك في التاريخ المعاصر

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 9 سنة 47 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 23/08/2006

كركوك في التاريخ المعاصر

مساحتها 19873 كم2 نفوسها 388912 نسمة في احصاء عام 1957 تتكون من كركوك، كفري، جمجمال، طاووغ ونواحي كركوك قرة حسن، التون كوبري، دوبز، شوان ويتبع كفري بيباز، قادر كرم، قرةتبة ، قلعة شيروانة، اما طاووغ فقد تبعه وطوز خرماتوو تبعه داكوك.

تاريخ كركوك

تصور ان كلدانيا (قسيسا) كتب تاريخ كركوك سنة 1896دون ان يذكر اسمه باللغة التركية ونسختها في كنيسة الكلدان في كركوك وآخر كتب من مدينة لايبزك الالمانية اسمه الاب بولس بيجان بسبعة مجلدات 1891، يذكر ان مؤسس المدينة هو (سرد نابال) ملك الاشوريين اذ أن ضابطا من الماذيين يدعى (ارباق) عصى حكومته فعزله الملك الاشوري عن وظيفته وامر بإنشاء مدينة كوره باجرمي وجعل رجلاً آخر اسمه (كرمي) حاكما عليها ثم جلب لها الف آشوري، (هذه ادعاءات اكتبها للعجب).

ثم قفز الى الاسكندر الكبير (شاخن) وجعل عليها ثلاثة من قواده: بطليموس و سلوقس وانطيغونس فهدموا مبانيها القديمة وبنوها من جديد (اي كانت موجودة).

هذه الترهات لم يستح حتى الآباء المقدسون عن الادعاء بها وفعلا فقد ابقى الانكليز عليهم ليسكنوا القلعة عساهم ينفعون في الايام اللاحقة حين يستخرج النفط ولنواصل ان (تاماس خان) الصفوي جاء الى مدينة كركوك غازيا فقاتل اولا اهلها اليهود فقتل منهم جانبا واسر منهم عددا غير يسير، وفي ثلاث ساعات (لست ادري ان كانت لديهم ساعات سويسرية) فاضطروه الى الذهاب الى (قوريا) نسبة الى الاخوان العثمانيين الذين استعانوا بـ(كولبو كيان) الارمني لتأليف هذه القصص، انظروا نفس المصدر يقول: محلات كركوك هي: جايي والمصلى وامام قاسم وزندان كلها كردية 100% ولم تكن قوريات ولاشاترلو معروفتين كسكن الا في الثلاثين سنة الاخيرة، سنة 1958 ألف السيد عبدالرزاق الحسني كتابه العراق قديما وحديثا ص216-226.

لم تكن لكركوك اية اهمية قبل القرن التاسع عشر ذلك ان شح الماء شيء اساس بسبب ارتفاع الحرارة ومكامنها النفطية فالارض المتحوصرة بالنفط لم تكن لتتحمل المزيد من السوائل ولذلك ما كانت الا بوابة لاربيل والسليمانية وباقي كردستان وطريق للقوافل بين بغداد والموصل.

ولما لم يكن بامكان الترك السكن في كردستان، فقد بقوا في كركوك لحين انتهاء القره قوينلو والآق قوينلو بالدولة الصفوية بقيادة اسماعيل 1487 -1524م والذي شجع الترك بقايا القزلباش للتسلط على الترك السنة وبالتالي التسلط على الكرد السنة بشكل واضح وصريح، وفعلا فقد اقام تركيا معسكر (الرشيدية) في كركوك.

الملكية العراقية بنت مشروع الحويجة لاسكان العبيد الرحل المستقرين على دجلة قرب الفتحة (بيجي).

التركمان مع بداية الاحتلال البريطاني كانوا مع تركا العثمانية ضد الانكليز ولكن بعد تأسيس الدولة العراقية صاروا معتمدين لدى الحكومة البرطانية ضد الكرد اي ان الحديث الشريف (الناس على دين ملوكهم) هذه المجاميع اصلا كردية رأت الحكومة تركية (تتركت) ورأت الحكومة عربية تعربت كي تحافظ على مصالحها وحتى الحكومة المركزية كانوا يجهدون على ارسال ابنائهم الى اسطنبول ثم صاروا يجهدون على ارسال ابنائهم الى بريطانيا، لتعلم الانكليزية ثم صاروا يرسلون ابناءهم الى موسكو بعد 14 تموز 1958.

وبقيت النواحي المرتبطة بكركوك يديرها موظفوها القدامى وزعماء القبائل الاقطاعيين والاغوات لان سلطات الاحتلال البريطاني لم تتبع سياسة مركزية قاسية في منطقة كردستان خوفا من إثارة زعماء القبائل فيها الذين كانوا يتمتعون بنوع من الاستقلال الذاتي خلال العهد العثماني.

(ل.ن كوتلوف.. حركة التحرر الوطني من العراق قبل ثورة العشرين ص109 كركوك وتوابعها، حكم التاريخ والضمير د. كمال مظهر).

اصدرت الحكومة البرطانية جريدة باسم النجمة باللغة التركمانية على اساس انها لغة التعلم السائدة آنذاك 1918 وما ان بدأت الجريدة لتصل المناطق الكردية خاصة السليمانية حتى انشأت خطا تلغرافيا مباشرا بينها وبين كركوك ثم اربيل والمناطق الاخرى واعتمدت بريطانيا بذلك كركوك نقطة ارتباط مع باقي مناطق كردستان كما سميت (الجنوبية) وبها فصلت كردستان العراق لترتبط بولاية الموصل دون ولايتي بغداد والبصرة. وكان الاحتلال قد قرر اصلا ان يكون العراق من ولايات البصرة، الفرات، بغداد والموصل ومنطقة ميسوبوتاميا (كردستان) وقد اقرتها وزارة المستعمرات البريطانية في 9/5/1919 بالنص التالي: نخولكم المباشر بانشاء خمسة الوية في العراق بحدود المعلومة كذلك انشاء لواء عربي في الموصل يحده شريط من دولة كردية ذات حكم ذاتي برئاسة شيخ من شيوخ الاكراد مع مستشارين سياسيين بريطانين (ص243 غسان عطية.. نشأة الدولة).

وقد نص القرار الاول لتشكيل الدولة العراقية ان لاشيء يمنع المنتدب من تأسيس حكومة مستقلة وبرمجة للسياسة البريطانية عين اول متصرف لكركوك فتاح باشا التركماني لانه (يحظي باحترام الكرد). ثم فصلت اربيل ورواندوز وكويسنجق وصارت شبه لواء وبقيت السليمانية تابعة لكركوك لحين تعيين اول متصرف لها في 1925.

ترأس جرجل رئيس وزراء بريطانيا مؤتمرا لحكام المستعمرات الانكليزية في الشرق الاوسط بالقاهرة في 12/3/1921 من فقراتها الخمس الاساسية وضع المناطق الكردية وعلاقتها ببلاد ما بين النهرين (العراق) فلاحظ المجتمعون أن المنطقة الكردية اذا ما حكمت من قبل العرب لاشك فان الكرد سيقاومون لابل واثير موضوع سحب الحامية البريطانية التي ساهمت في ضرب حكومة شيخ محمود الحفيد في العام 1919 في اليوم الرابع من المؤتمر 15/3/1921 اقرت اللجنة ما يأتي:

1- ان اللجنة قد تعاملت مع القضية الكردية في ضوء دراسة معاهدة سيفر التي منحت كرد الامبراطورية العثمانية في موادها 62-66 حق تقرير المصير.

2- على ضوء ماتقدم عهد السير برسي كوكس بانه في غضون السنة التي يتمتع كردستان بحق اختيار الاستقلال بموجب معاهدة سيفر سيقوم (السر برسي كوكس) شخصيا بادارة المناطق الكردية بما في ذلك كركوك وهي: كركوك، السليمانية، اربيل، دهوك بالضبط .

3- اثير امام المجتمعين موضوع شكل الحكم الذي يتمتع به كرد الجنوب فاعتقد الميجر يونك ضرورة اقامة دولة كردية تكون مرتبطة بالمندوب السامي البريطاني بصورة مباشرة على ان لا تكون جزءاً من الحكومة العراقية ولا تابعة لها.

وكان رأي الكولونيل لورانس (لورانس العرب) ان من رأيه ان لا يودع الكرد تحت اشراف حكومته عربية واعترض على وجود متصرفين في كركوك والموصل وركز على وجوب ان يتسلم القيادة الى امير كردي على غرار الامير العربي لعرش العراق وهو الامير فيصل.

وشبه ونستن جرجل كردستان مع العراق كوضع روديسيا مع اتحاد جنوب افريقيا وليس بالوسع تجاهل الحقوق القومية الكردية.

ولما اعرضت مس بيل المستشارة السياسية للمندوب السامي البريطاني على رأي لورنس اقترحت ان تنتزع الموصل كمتصرفية عربية لتنضم الى باقي العراق على ان توحد باقي المنطقة من تلول حمرين جنوب كركوك لتصبح منطقة (ميس بوتاميا).

وكان الغضب البريطاني من تصرفات الشيخ محمود وعثورها على وثائق في الحامية التركية في رواندوز دليل تعاون الشيخ محمود وتزمته الديني سببا في ان لا ينفذ شيئاً من مقررات مؤتمر القاهرة والاكثر ترجيحا ان بريطانيا كانت ستتكلف مبالغ مساعدات لمنطقتي السليمانية وكركوك التي لم يكن انتاج النفط او حتى استخراجه قد بدأ، وهكذا بسبب التكلفة المادية ضاعت حريتنا وربطنا ببلاد النهرين العظيمة التي ما احترمت تعهداتها قط ولا حتى احترمت مبادئ مثلها. ثم ان العصبية القبلية الكردية كانت رهيبة بشكل نصف الكرة.

مس بيل في رسالتها المؤرخة في 12/4/1923 بان زعماء الكرد يكره بعضهم بعضا كما يكره الشيطان، فكيف يسعنا جمع هؤلاء تحت سقف واحد؟ الخلاصة ان بريطانيا كانت تريد ان تضع الكرد كمفصل بين العرب والترك من ناحية الشمال وتضعهم بين الفرس في شرق العراق ولكن دون ان تكون لهؤلاء حقوق قومية كما يصف برسي كوكس الذي أخر اجراء انتخابات في المنطقة الكردية العراقية وبررها باختلاف الطوائف الكردية بين المذاهب وحتى في المذهب الواحد مع اكتشاف معتقدات عتيقة في المجتمع الكردي مثل الزرادشتية (اليزيدية) و الكاكائية (الحق اللهية) واختلاف لهجاتهم. (عبدالرزاق الحسني -الجزء الاول، ص54-55).

مع بقاء علاقات مع الكماليين الترك كما اسلفنا ويبقى الاساس ذاتيا هذه الزلازل الكيمياوية فاخرج لنا انهارا في عقول شعبنا كما فعل زلزال الاغادير سنة 1966 في المغرب حيث ظهر الى الوجود بعد الزلزال نهر متدفق رغم الخراب الحاصل في جرائه.

فيصل ملكا على العراق

عندما عين فيصل ملكا جيء به الى العراق ولما تفاوض برسي كوكس معه حول حكم كردستان العراق ظهرت منه بوادر امكانية العرب في حكم غيرهم فقال له برسي كوكس: نحن نخرج لكم شيئا لم تفهموه لحد الان وهي القومية العربية وننمي قوميتكم العربية لاننمي الاستعمار العربي.

رفضت جميع مقاطعات كركوك أن يصبح فيصل ملكاً وفق النسب الآتية:

1- مدينة كركوك: 64 صوتا مع فيصل، 2786 ضده.

2- ناحية كركوك: 197 صوتا مع فيصل، 720 ضده.

3- آلتون كوبري: لايوجد احد يريد فيصل، 1500 ضده.

4- داقوق: لايوجد احد يريد فيصل، 1000 ضده.

5- ملحة: لايوجد احد يريد فيصل، 1500 ضده.

6- شوان: لايوجد احد يريد فيصل، 1263 ضده.

7- ان جميع المقاطعات الكردية تطالب بحكومة كردية، عدا اربيل فقد قبلوا بفيصل على ان تقر لهم حقوقهم القومية مع استمرار الانتداب البريطاني.

وفي اليوم 23/8/1921 في ساحة القشلة، جرى تتويج فيصل الاول بحضور كل الالوية عدا كركوك والسليمانية واربيل كانت تابعة لكركوك، وقد ظهرت بادرة اتحاد مهيب بن الكرد والتركمان في هذه المسألة واعتبرها مس بيل نذير شؤوم آتية من المنطقة الكردية (ص141، كمال مظهر- كركوك وتوابعها).

فاجعة كاور باغي في كركوك

يوم 28/6/1946 انطلقت تظاهرة تطالب:

1- بزيادة الرواتب.

2- تخصيص بيوت سكن لهم او اعطائهم اجور سكن.

3- تخصيص سيارات تنقلهم الى شركات النفط او دفع اجور نقل لهم حيث توسعت اعمال الشركة.

4- اعطاءهم مخصصات الحرب التي اعطيت لعمال حيفا وعبادان.

5- تخصيص ايام العطل والمناسبات.

شركة (I.P.C) الانكليزية الهولندية كانت تاخذ 70% وتعطي العراق 30% ولا تقبل ان تنفذ هذه المطاليب البسيطة.

حكام العراق آنذاك وعلى رأسهم المتصرف ومدير الشرطة منعوا العمال من التظاهر ورفع اللافتات وعقد الاجتماعات خوفاً من أن ينخرط في صفوفهم ذوو الافكار الهدامة (الشيوعيون، وقد بدأت لتوها الحرب الباردة، فصار العراق قلعة الغرب المتقدمة لمكافحة الشيوعية، عملاء الصهيونية الذين يريدون اقامة وطن قومي للهيود في فلسطين).

لنتصور حكاما يخافون على الرأسمالية وعلى الارض العربية ويصدرون امرا برمي العمال المتظاهرين فيقتل 14 ويجرح 24 من قوة سيار خيالة قساة غلاض القلوب من همج العراق. فضجت الدنيا ونقابات العمال في العالم وهبت الجماهير الكردية في كل شوارع وازقة كركوك ترمي الشرطة بالحجارة .

pukmedia