وللزوجات نصيب من المونديال

المونديال ... وما أدراك ما المونديال

هوس كروي جماعي يصيب العالم كل أربع سنوات فيسلب القلوب والوقت والأزواج ..نعم الأزواج

البعض يقول أن الرجال خلاله إضافة إلى متعتهم وممارسة هوايتهم و حريتهم ينتقمون من الزوجات

اللواتي ينصرفن عنهم في شهر رمضان من كل سنة إلى المسلسلات والبرامج

كيف ترد النساء ؟

أحيانا بتشجيع الفريق الخصم للمنتخب الذي يتحمس له الزوج

وأحيانا أخرى باختيار لاعب جميل جذاب وتشجيعه من دون سواه وعلى وجه التحديد

ومن يدري لعله اللاعب الذي يكرهه الزوج فتبدأ الغيرة

وهذا انتقام الزوجة

هذا المونديال....

لم يكن استعداد الزوج له حديثا بل من المونديال السابق

وبالأخص عندما علم أن المونديال سيكون في ألمانيا وهو نفس الفريق الذي يشجعه

قدم طلبا إلى السفارة للحصول على فيزا ألمانيا لحضور المباريات

لم تعترض زوجته وحتى لم تعلق ... لماذا يا ترى؟

ربما لأنها تحب زوجها وتفرح لفرحه

أو ربما لأنها واثقة تماما من عدم الجدوى من محاولة منعه من السفر بأي شكل كان

فلماذا تفتح بابا للعراك هي بغنى عنه؟

أو ربما كانت ثقتها من انه لن يحصل على الفيزا

{ أظن أنها كانت طامعة في الهدايا التي سيجلبها لها زوجها عندما يعود .. } هذا كان رأي حماتها

فعلا حصل ما توقعته الزوجة عاد من دمشق يجر ذيول خيبته وكسر خاطره

استقبلته بابتسامة حنون على الباب دون أن تعلق ...

ماذا إذا فكر الزوج ملياً قال لنفسه إن لم يكن ما تريد فارد ما يكون ...

قرر في البداية أن يحجز لنفسه طاولة في إحدى المنتزهات التي تعرض المباريات على شاشات كبيرة

حيث متعة المشاهدة مع ناس يحبون اللعبة ويشاركونه الحماسة نفسها

هناك سبب آخر كشفه ...

إن خسرت ألمانيا سأحبط وأنا أصلا محبط لأن زوجتي منزعجة وهكذا سيزداد إحباطي

والله اعلم ماذا سيحصل وقتها لذا فان متابعة المباريات بعيدا عن البيت والزوجة أفضل له ولها

ولكن ماذا إن أرسل الزوجة والأولاد إلى بيت أهلها في إجازة طويلة .....

نعم هذا كان القرار النهائي

اشترى تلفزيونا جديدا 29 بوصة واشترك بخدمة القنوات المشفرة التي تنقل المباريات حصر يا ...

ظن أن زوجته ستسخط ولكنه يعرف كيف يرضيها فهي طيبة القلب ويكفيها أن تسمع الكلام الحلو فتصفح عنه

وتسامحه

أما الزوجة فقد كانت تستعد للمونديال بطريقتها هي وقد قررت أن تفاجأ الزوج بقرارها

بدل أن تنسحب من الساحة في إجازة مفروض عليها

أنها لا تحب الأجازات بدون زوجها وهي لم تنم بعيدا عن حضنه ودفء منزلها منذ ان تزوجت

لقد استعدت للمواجهة بشراء المجلات الرياضية ومتابعة أخبار الفرق المشاركة في المونديال

وحفظ أسماء اللاعبين وووووو

لم يفهم الزوج إصرار زوجته على البقاء في البيت مقارنة بشغفها لزيارات أهلها سابقا

شعر بالامتعاض من وجودها وليلة العرس الرياضي تقترب ...

قال في نفسه إن زوجته قررت أن تفسد عليه احتفاله بالمونديال ذلك الحدث الذي لا يتكرر إلا كل أربع سنوات

يوم الافتتاح ....

فوجئ الزوج بطاولة ظريفة وضعت أمام الأريكة التي تعود على التمدد عليها لمتابعة التلفزيون

كانت الطاولة مغطاة بمفرش ابيض مرسوم عليه علم ألمانيا وبالكثير من الكؤوس على شكل أعلام جميع الفرق

المشاركة في المونديال

من أين جاءت الشيطانة بهذه الفكرة سأل نفسه؟

ابتدأ الحفل ....

وجد الزوج صعوبة في التعرف على بعض الشخصيات

لكن زوجته التي كانت جالسة إلى جانبه ترتدي فستانا صيفيا شبابيا مغريا اشترته خصيصا لهذه المناسبة

وتتزين بأجمل زينتها قالت له وبكل لطف وبهدوئها المعتاد أن حكم المباراة هو فلان من الجنسية الفلانية

وان الفريق الألماني اليوم سيواجه كوستاريكا وان فاز وهي متأكدة من ذلك سيواجه الفريق كذا...

نظر إليها غير مصدق فقد كانت تبوح بتلك المعلومات قبل أن ينطق بها المعلق على النقل المباشر

لقد حفظت الدرس جيدا وها هي تشاركه فرحته

في البداية شعر الزوج كمن يجلس مرتاحا فوق بساط خاص به ثم جاء من يسحب البساط من تحته

إلا انه فيما بعد راح يسأل زوجته عن ما كان يفوته [ هل أنت متأكدة من أن هدف ألمانيا الأول كان هدفا حقا وان حكم المباراة اخطأ الحكم ؟....

لم يجرأ الزوج على دعوة احد من الأصحاب لمشاركته الفرجة إن زوجته وأولاده يحيطون به ولا يريد أن يعكر صفو مونديالهم احد .....

منقول