في المدينة الجامعية بحلب.. فتحوا نوافير أرض الملعب على الطلاب حتى لا يلعبوا

استبشر طلاب جامعة حلب خيراً عندما قام السيد رئيس مجلس الوزراء بافتتاح ملعب كرة القدم العشبي بالمدينة الجامعية يوم الأحد 29/10/2006

ولكن الصدمة كانت سريعة جداً حيث علم الطلاب بأنهم لن يتمكنوا من اللعب على هذا الملعب الحضاري ذي المدرجات الراقية وأن استخدامه سيقتصر على المباريات الرسمية وبموافقات رسمية وعندما استقصى الطلاب عن السبب جاءهم الرد من أولي الأمر (إدارة الجامعة، إدارة المدينة الجامعية) أن أرضية الملعب العشبية لا تتحمل اللعب أكثر من ساعتين أسبوعياً؟!

ولذلك لم يجد طلاب المدينة الجامعية حلاً إلا بتوطين نفسهم على نسيان أو تناسي الملعب (الذي يرونه كل صباح ومساء بأرضيته الزاهية وقلوبهم المحروقة) وكأنه غير موجود.

وبالفعل لم تقم على هذا الملعب ما عدا مباراة افتتاحه إلا مباراة يتيمة بين فريق طلاب جامعة حلب وفريق الطلبة العرب بالجامعة.

المفـاجـأة

خلال الشهر الحالي أقامت الهيئة الإدارية بكلية الهندسة المعلوماتية دوري بكرة القدم بين سنوات الكلية بموافقة رسمية من المكتب الإداري، وتكريماً لهذا النشاط على ما يبدو فقد تقرر إقامة المباراة النهائية التي أقيمت تحت رعاية وحضور عميد الكلية على الملعب العشبي الذي نتحدث عنه، وأرسلت الكتب والمراسلات الرسمية بين المكتب الإداري وإدارة المدينة الجامعية لحجز الملعب، ومساء اليوم (موعد المباراة) حضر الفريقان مع جمهور كبير من طلاب كليتهم وعميد الكلية وعدد من أساتذتها إلى الملعب.. إلا أنهم فوجئوا بحارس الملعب يمنعهم من اللعب طالباً منهم كتاباً رسمياً بالموافقة من قبل مدير المشروع (مدير الملعب)، وتبين أن مدير الملعب تابع لمؤسسة الإسكان العسكري وليس لإدارة المدينة أو إدارة الجامعة أي سلطة عليه؟!

واتصل أعضاء الهيئة الإدارية بالمكتب الإداري الذي اتصل بدوره بمدير المدينة الجامعية الجديد (المشهود له بالنشاط) فقدم مباشرة وطلب من الحارس السماح بإقامة المباراة، ولكن ولأن الحارس تابع أيضاً للإسكان العسكري فإنه (لم يشيل) كلام مدير المدينة من أرضه واتصل بمعلمه مدير الملعب الذي أمره بمنع الطلاب من اللعب والاتصال برجال الأمن لإخراج الجميع من الملعب إذا لم يمتثلوا لتعليماته.

وهنا وجد الجميع (عميد الكلية وأساتذتها والهيئة الإدارية والفريقان اللذان نزلا للميدان للتحمية) وجدوا أنفسهم محرجين للغاية ومكتوفي الأيدي دون أن يكون معهم أحد يساندهم إلا أحد أعضاء المكتب الإداري الذي بدا مرتبكاً ولم تسعفه كل الاتصالات التي أجراها من موبايله..

وهنا جاء القرار الهاتفي الحازم من مدير الملعب لحارسه: "شغلوا نوافير المياه عليهم" وبالفعل لم يكذّب الرجل الخبر ونفذ الأمر بسرعة خيالية رغم أنهم طلبوا منه أن يمهلهم 5 دقائق فقط لحل الموضوع.

ووجد الفريقان أنفسهم بين نوافير المياه التي شغّلت بأقصى طاقتها لتشكل مع برد المساء هدية لهم جلبت لبعضهم المرض.

لم يصدق أحد ما رآه من مياه تنهمر على الطلاب الذين فروا هاربين.. ولم يجد القائمون حلاً إلا بالعودة إلى الملعب الصغير (الذي لعبوا عليه مبارياتهم السابقة) وسط خجلهم من عميد كليتهم الذي دعوه لرؤيتهم يتبخترون على أرض عشبية حقيقية.

وهنا لنا أن نسأل ونتساءل: (هل حقاً هناك مناطق داخل الحرم الجامعي تدار من إدارة غير إدارة الجامعة؟!)، (وهل صحيح ما ذكره حارس الملعب عن أن أرضيته غير جاهزة وأن العمل به لم ينته بعد ولم يتم تسليمه حتى الآن من مؤسسة الإسكان التي تنفذه لإدارة الجامعة، وأن افتتاحه أمام رئيس مجلس الوزراء كان وهمياً؟)

المصدر