تناولت الموضوع من جميع جوانبه القيمة ..

وأرى المهم جداً , أصدقاء الجامعة .. جميل ألا نضل الاختيار ونتهور مع العلاقات فنعمى في دوامتها .. يجب محاولة إختيار الأفضل بعد دراسة الشخصيات..
إذا حسنت الاختيار فتيقن من وجود السند المتين واليد الأمينة وعامل الراحة الأصيل ..
أصدقاء الخير هم الورقة الرابحة .. العون في الدراسة .. الهموم .. المشاكل
ربما يصعب رؤيتهم ولكن لا يستحيل ذلك أبداً مع مساعيك وجهودك في البحث ... :arrow:

تجربة ثرية وضعتها بين أيدينا .. فنرجو ألا تبخل علينا بتجاربك وكتاباتك أيها الغالي :)

الموضوع مهم كما قال الإخوة و هنا أضع بعض الأفكار و التجارب :
- السنة الاولى هي سنة مميزة في حياة الطالب لأنها أول فرصة احتكاك مع المجتمع بشكل شبه مستقل عن العائلة ومساعدتها ( ما عدا المادية ) أي استقلال كامل في التصرف و أخذ القرار و عيش الحياة و لذلك فغالبا يواجه الكثيرون صعوبات مختلفة في السكن و الدراسة ، ما يخفف هذه الصعوبات هو مساعدة الأصدقاء القدامى في الجامعة و السكن ، وحاول أن تبحث عن أشخاص تثق بهم وترتاح معهم وليس أشخاص تجمعك معهم ظروف الزمالة و السكن ، أعرف طالبا كان يلجأ إلى أحد أصدقائي ( عندما يكون في ضائقة )و يترك صديقه الذي يشاركه السكن في الغرفة !! وهذه بالطبع لأنه لم يكن مرتاحا مع ( شريكه في الغرفة ) .
- الحياة الجامعية ليست مقتصرة على الاختصاص الذي يدرسه الطالب بل من المهم أن يكون إنسانا قبل أن يحصر نفسه في إطار الطالب المنعزل عن كل شي إلا دراسته ،علينا أن نبني شخصياتنا ، و نخوض تجارب كثيرة ، نتعامل مع الكثيرين ، نقوي مطالعاتنا ، ولا تنس أن الأهل و الأقارب على أقل تقدير ينظرون إليك ( بعين كبيرة ! )، من المهم أن نتعلم مساعدة الاخرين فغالبا ما يفتح لك الأصدقاء قلوبهم عندما تحسسه بشيء من الاهتمام و المحبة و تعطيه الثقة فيبدأ يسرد لك الكثير من مشاكله و أمور من حياته الشخصية لم يكن ليظهرها لولا أن أعطيته الثقة و الاهتمام الحقيقي ( و هنا دعوة للمخضرمين لمساعدة وتوجيه الطلبة الجدد و تذكروا أنفسكم عندما كنتم في سنتكم الأولى )
- السكن المشترك غالبا لا يخلو من المشاكل ، و مشاكل عن مشاكل بتفرق ، فيجب أن نتفهم تصرفات الآخرين تماما قبل ان نطلق حكما بأنه مهمل او يفعل كذا قصدا ، و الخطوة التالية أن نتساعد على حل المشكلة بتفهم ، و من تجربتي انك كلما طنشت مشكلة ( تركتها هكذا ) ولم تستفد منها بقيت في قلبك و تتراكم المشاكل المطنَشة لتنفجر في يوم من الأيام فالأصح ان نستفيد من المشاكل و نعتبرها فرصة لنطور طريقة تعاملنا مع المشاكل
- أتذكر عندما كنت بالسنة الأولى قال لي أحد الأصدقاء المخضرمين : الطب = الإنكليزي و بالفعل وجدت ذلك وطبعا ليس في الطب فحسب بل في كل الاختصاصات، اللغة الإنكليزية مهمة جدا فاحرص عليها كما قال العزيز أحمد
- احرص ان يكون معدلك مناسبا في الكلية التي تدرسها لتستطيع إكمال الدراسات العليا إذا رغبت في ذلك و التوفيق بين كل هذه الأمور ليس مستحيلا بل يحتاج الى انسان( Jîr )
- هذا ما استطعت تذكره و بالتوفيق للجميع وشكرا مجددا للعزيز أحمد الذي اشتقنالو ....

شكرا لكما ريبر وشيرزاد .....
في الحقيقة هذا ما كنت أتمناه من الموضوع... وهو أن يسطر لنا كل تجاربه... حتى يحصل الطلبة الجدد على ذخيرة كبيرة من التجارب تعطيهم فكرة عن الأجواء الجامعية وتحميهم من الأخطاء التي وقعنا فيها ودفعنا ثمنها... وبانتظار المزيد من التجارب...
سأقوم بإضافة ما اتذكره من ملاحظات في المستقبل....

الشكر الجزيل للنصائح التي تقدمونها لشبابنا الطلبة / نخبةالمجتمع /

سأحاول نقل ما أستطيع نقله لكم أحبتي :)

طبعا بعدما سمحلنا الأخ أحمد بتقديم تجاربنا .... :wink:

كانت هناك صعوابات وكانت هناك ثمار تلك الصعوبات ..
فمن تلك الصعوبات التي تراود ذاكرتي : البعد عن الأهل والبلد معاً لأول مرة , الجلوس في جو غريب وسماع الإرشادات المتضاربة من معلمين مختلفين!! , التأسيس لحياة جديدة في واقع جديد , تكاثر في المسؤوليات ( دراسة – واجبات الغرفة – البحث عن أصدقاء جدد متفهمين– المستلزمات الشخصية من شراء وغسل للملابس .... ) , كثرة وفسحة في المغريات والفتن ( ما يحمله جو المدينة والجامعة من مظاهر – رفاق السوء – الاتجاهات المتعددة – الانفراد في التصرف بدون رقيب ) , المشاهد اليومية والمتكررة بشكل غريب التي لا ترضي عقلي وضميري , دراسة كثيرة ونتائج قليلة بسبب صعوبة بعض المواد وبرنامج فاشل للامتحانات وطريقة معقدة وغبية للأسئلة ووجود دكاترة ظلمة أصحاب عقد نفسية وربما أحياناً لخطأ في طريقة الدراسة , معاشرة شركاء الغرفة تزعجني عاداتهم وأرى فيهم السلبيات الكثيرة ..

فوائد نتجت عن تلك الصعوبات : معرفة نماذج متعددة من شخصيات الواقع , كسب خبرة في كيفية التعامل مع هذه النماذج , زيادة القدرة على الصبر والتحمل , زيادة في الاعتماد على الذات والثقة بالنفس بسبب كثرة المسؤوليات الفردية على اختلاف الأزمنة والأمكنة , تفعيل أكثر لعملية التفكير بسبب العراقيل المتكررة والمسؤوليات المتزايدة والتخطيط لحلول مناسبة , معرفة الطرق الفضلى للتفكير الأمثل , تذوق طعم لذة المغامرات الفردية والخلو مع الذات وإدراك أهمية ذلك , الإحساس بقيمة الأصدقاء المخلصين فأقل ما كانوا يشكلونه محل تنفيس لما في جعبتي , وأخيراً يقيني المطلق بقيمة المبدأ الذي أمسكت به مرفوع الرأس فكان شعلة منيرة في طريقي ومصدر هداية بقدر استيعابي له وسنداً قوياً ودعماً فعالاً للتعامل مع الظروف المتفاوتة و الشخصيات المتغيرة .

وتعليقاً على القسم الأول من الموضوع ( الصعوبات ) , فأعلم أن هذه الصعوبات ليست نقطة في بحر صعوبات وآلام البعض بالرغم من معاناتي الأكيدة , وأعلم أن هذه الصعوبات ليست إلا جبيل صغير من مقدمة سلسلة جبال راسخة في مسير حياتي , وأعلم أني لن أكون إنساناً سوياً إذا لم ألاق الابتلاءات في طريقي , وأعلم أن الأصعب ينتظرني , لذا صرحت لنفسي أنه لا بد لي من تفكير جدي ومخطط مدروس للتعامل مع هذه المصاعب يؤهلني للقدرة على التعامل مع الأصعب المنتظر .

وتعليقاً على القسم الثاني ( الفوائد والثمار التي جنيتها من تلك الصعوبات ) , فما حوادث الدهر وصعوبات الحياة سوى ماضياً تزيد من رصيدنا المادي والمعنوي فتؤهلنا لمواجهة المستقبل , وجميل أن نكون كالقطة من أين رميتها تقف على قدميها ..! وذلك ينقلني إلى فكرة أن الفتن تقوم شخصياتنا إذا ما حسنا التعامل معها , كما أن ضربات الفأس إذا لم تكسر الحديد تصقله , فالفطن الذكي يحول الخسائر إلى أرباح , أما الغبي يجعل المصيبة مصيبتين ! , ( عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ) , نظرتنا للنصف المملوء من الكأس يريحنا ثم يحفزنا للعمل والإبداع , إذا ما أعطيت ثعباناً يوماً فخذ جلده الثمين واترك الباقي .