قصص وعبر

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 12 سنة 40 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/04/2007

قصص وعبر

القناعة

يحكى أن أحد الملوك دخل بستانه ذات صباح ليجد كل شيء فيه يذبل ويموت، فسأل شجرة البلوط لدى بوابة البستان عما ألم بها، فأجابت: بأنها سئمت الحياة وترغب في الموت، لأنها ليست طويلة ولا جميلة كشجرة الصنوبر، أما شجرة الصنوبر فقد كانت حزينة لأنها لا تستطيع أن تحمل ثمراً لذيذاً ونافعاً مثل شجرة الكرمة.
غير أن الكرمة بدورها باتت زاهدة في حياتها راغبة في نهايتها لأنها لا تستطيع الوقوف منتصبة لتثمر فاكهة بروعة الدراق، في حين كان الصبّار غاضباً من نفسه وناقماً عليها لقصر قامته وعجزه عن بث عطره كما الزنبق...... وعلى تلك الدرجة من السخط والحزن والكآبة كان كل من في البستان ....حتى انتهى إلى زهرة البنفسج الصغيرة، فوجد الحال عندها على النقيض من جيرانها من حيث البهجة والإشراق، فقال:"كم أبهجني أن أجد التفاؤل والرضى وسط كل هذا الإحباط وتلك السوداوية"
فأجابت البنفسجة قائلة: حسناً، لست ذات قيمة كبيرة، ولكنني أعلم يقيناً أنك لو أردت شجرة بلوط أو صنوبر أو عنب أو دراق أو زنبق لزرعت ذلك، ولكنك أردت بنفسجة، وأنا عازمة على أن أكون أفضل بنفسجة يمكن لها أن تكون في هذا الحقل"

متفائل أم متشائم؟
القناعة كنز لا يفنى.
البشاشة والمرح تليّنان عجلة الحياة.
سر ووجهك نحو الشمس عندها فقط لن ترى الظلال.
المتفائل هو من يسعى لتحقيق الأفضل من أسوأ المتاح.
لولا المتفائل ما علم المتشائم مدى التعاسة التي يضع نفسه فيها.
عندما يقول الفاشل:" يوشك أسوأ الاحتمالات أن يقع"، بقول الناجح:"الخير فيما هو آت"

>>>>>> <<<<<<<<<<<<
هل تدير حياتك بـ لماذا أم بـ كيف ؟
إن الناس نوعان : نوع يهتم بالمعنى ، ونوع يهتم بالمبنى ، كما إن القوة الداخلية أهم و أجدى من القوة الخارجية ، والتغير الذي يطرأ على الشخصية الداخلية يبقى أعمق أثراً وأطول مدى من التغير في الشخصية الخارجية.
يستطيع كل منا التعامل مع أي مشكلة إذا ما وظف إرادته و عزيمته الداخلية, لكن العزيمة ليست قوة ميكانيكية يمكن إطلاقها آلياً , فهو قوة عاطفية و نفسية كامنة تتعلق بغاية الإنسان و معنى وجوده.
يتعلق السؤال بـ "لماذا " ؟ برسالة الإنسان و معنى حياته ، و يتعلق السؤال بـ "كيف؟" بالمهارات و المعارف و العمليات المبرمجة و نظم العمل المتقنة ولذلك فإن " كيف " تعبر عن العلم و النظم و المعادلات النفسية ، بينما تعبر
" لماذا " عن الفنون و الآداب و الفلسفة والإنسانية.
و لكي تعرف ما إذا كنت تهتم بالمعنى أم بالمبنى، فكر بهذه القصة و ماذا كنت ستفعل لو كنت مكان بطلها:
في إحدى الأيام أراد أحد متسلقي الجبال الصعود إلى قمة جبل لم يسبقه إليه أحد, و قد بدأ محاولته وحيداً لأنه أراد أن يحقق مجداً لا يشاركه فيه أحد. وبعد شهور من الإعداد و التدريب و في ليلة مظلمة شرع في تسلق الجبل الشاهق رغم احتجاب القمر و انعدام الرؤية.
و بعد عناء و حين بدت القمة غير البعيدة زلت قدماه و راح يهوي إلى الأسفل بسرعة رهيبة!
و كانت لحظات قاسية تراءى له فيها الموت ، و أدرك أن الحياة أهم من القمة و الشهرة و المجد.

>>>>>>> <<<<<<<<<<

وعلى حين غرة، تعلق الحبل المشدود على وسطه في مسمار ضخم كان قد غرسه في قمة إحدى الصخور و عندما وجد نفسه معلقاً بين السماء و الأرض ، صرخ طالباً النجدة و في هذه اللحظة المشحونة بالخوف و الرغبة في الحياة ، تخيل أنه سمع صوتاً من بعيد يناديه قائلاً: اقطع الحبل كي تنجو " ، لكنه لم يستجب لهذا الصوت الموحي بل بالغ في شد الحبل حول وسطه خوفاً من السقوط ، و عندما وصل فريق الإنقاذ في اليوم التالي وجدوا الرجل معلقاً و قد تجمد في مكانه و هو على بعد متر واحد من الأرض!!
فهل حبلك و نظام حياتك مشدود على آخره ؟
و هل تستطيع أن تخاطر وتتسلق سلّم النجاح بدون حبال ممدودة و أعصاب مشدودة؟
و هل تستطيع خوض غمار الحياة بدون قوة أسطورية و ذخيرة مهارية ؟
الحقيقة أنك تستطيع خوض غمار الحياة بدون قدرة على المخاطرة ما لم تكن مؤمناً و واثقاً و صادقاً و متوازناً من الداخل و متفاعلاً مع الخارج .
فنحن نحقق ما نعتقد أننا قادرون عليه، و لن نمتلك ذلك الخيال الإيجابي القادر على تحفيزنا و دفعنا إلى الأمام إلا إذا كانت أهدافنا نبيلة و غاياتنا جميلة . فالمهارات والمعارف والقوة الجسدية واللياقة البدنية لا تكفي وحدها لتحقيق الفوز لا بد من إضافة المعنى إلى المبنى ولا بد من فهم :" لماذا " قبل معرفة :"كيف ".

>>>>>> <<<<<<<<<<<

بالتصميم تتحقق الأهداف
"حلمي أن أنضم لكوادر (شركة تويوتا)"
هذا الحلم كان يراود ذهن طالب لا يزال على مقاعد الدراسة، بحماس وإيمان وقناعة. عمل هذا الطالب بجد فطوّر مفهوم حلقة الصمام (piston ring) المستخدمة في السيارات.كالنت أمنيته الأولى أن يبيعها (لشركة تويوتا) فأخذ يجاهد ليلاً نهاراً يدفعه الأمل وحب الكفاح والإصرار على تحقيق هدفه. واستمرت محاولاته مما اضطره إلى بيع مصاغ زوجته ليتمكن من متابعة عمله. لكنه عندما أنجز اختراعه وقدمه لشركة تويوتا رُفض لعدم توافقه مع القياسات المعتمدة لسيارات تويوتا.
فعاد إلى المدرسة متحملاً الضغوط وسخرية الأصدقاء جاعلاً منهما حافزاً لتحقيق حلمه. وبعد عامين من الصبر والإصرار وقعت تويوتا معه العقد الذي طالما حلم به.
لم تنته قصتنا ولم ينته حلم صانعنا. كان هذا العقد البذرة الأولى التي زرعها ليحصد منها سنابل النجاح والتألق. لم يكتف بما حققه. فحلمه بدأ يكبر ليصبح مصنعاً لإنتاج حلقات الصمام إلا أن ظروف الحرب العالمية الثانية جعلت الحكومة اليابانية ترفض طلبه في بناء المصنع. فلم ييأس بل اخترع هو ورفاقه نوعاً من الإسمنت ليبنوا به المصنع. لكن المصنع الذي بذل فيه قصارى جهده قصف مرتين أثناء الحرب فتدمر جزء كبير منه. فجند (سويكيرو) الذي كان صلباً عنيداً لا تقف في وجهه الصعاب أصدقاءه ليجمعوا صفائح البنزين الفارغة التي كانت تتخلص منها المقاتلات الأمريكية وسموها (هدايا الرئيس الأمريكي ترومان) ليجعل منها مادة أولية أساسية لم تكن متوفرة في اليابان حينها لإعادة بناء المصنع. إلا أن زلزالاً مدمراً أطاح بمصنع (سويكيرو) فقدم هدية ذهبية لشركة (تويوتا) التي اشترت براءة اختراع (سويكيرو) لإنتاج الصمامات.
لم يصل (سويكيرو) بحلمه إلى النهاية ولم يعش متعة النجاح. فبحث عن نجاح آخر. لأنه أبى أن يذوق طعم النجاح. لقد عانت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية من انخفاض شديد في مؤونة البنزين فاضطر الكثيرون إلى ركوب الدراجات.

لم تساعد الدراجة العادية (سويكيرو) في تنقلاته فَطوّر وركب لها محركاً صغيراً. وما لبث أن طلب جيرانه منه أن يعدل دراجاتهم لتسير بقوة المحرك، كانت هذه الفكرة محركة نجاحه الجديد. فأسس مصنعاً لإنتاج دراجات ذات محرك، بمعونة أصحاب الدراجات في اليابان.
لم يثمر مشروعه في البداية، فعدّل الدراجة لتصبح أخف وأصغر من سابقتها. فنال على اختراعه الجديد جائزة امبراطور اليابان والتي تسمى (الليث الممتاز).
ومن ثم كبر مشروعه فأنتج في السبعينات من هذا القرن سيارات لاقت رواجاً واسعاً إلى يومنا هذا.
الشركة الآن فيها ما يزيد على 100000عامل يعملون في كل الولايات المتحدة واليابان، وتعد إحدى أهم إمبراطوريات صناعة السيارات في اليابان، وقد نجحت هذه الشركة بفضل جهود رجل واحد أدرك قوة الالتزام الصادق بقرار اتخذه وبهدف رسمه. ولم يكن يعرف لليأس لفظاً ولا للإحباط معنىً. فقد كان كلما تراءت أمامه أهداف جديدة لتحقيقها وكلما لاحت له غاية كبرى وقمة عليا سعى للوصول إليها.
إنه سويكيرو هوندا صاحب شركة هوندا، ثاني أكبر شركة سيارات توزيعاً في الولايات المتحدة بعد (تويوتا). وصاحب الفلسفة الشهيرة التي تقول: " إننا نشعر بأن في القوة ضعفاً وأن الضعف يتحول إلى قوة إن شئت".

>>>>>>>>> <<<<<<<<<<<<<<<

ليس كل صحيح مرغوب دائماً
كان عدد من الأطفال يلعبون بجوار خطين لسكة القطار أحدهما سليم والآخر معطل. وبينما اختار طفل واحد أن يلعب بجوار سكة الحديد الملغاة اختار الباقون من سكة القطار السالكة ملعباً لهم.
نريدك أن تتخيل القطار مقبلاً و أنت تقف على مفترق السكتين، وعليك أن تقرر هل تترك القطار على سكته السالكة فيقتل المجموعة الكبيرة من الأطفال أم تغير مساره ليسلك الطريق المغلق مغامراً بحياة الطفل الوحيد الذي يلعب على الخط المعطل ؟
دعنا نتوقف لبرهة لنفكر في القرار الذي سنتخذه. ثم نحلل الموقف بدقة قبل أن نتخذ القرار النهائي.
يعتقد معظم الناس أن قرار تغيير مسار القطار يعني التضحية بطفل واحد فقط. إذ يعتبر إنقاذ عدد من الأطفال على حساب طفل واحد قراراً حكيماً من الناحيتين المنطقية والعاطفية على حد سواء ! ولكن هل تبادر لأذهاننا أن الطفل الذي اختار اللعب على الخط الملغى اتخذ قراراً سليماً ومكاناً آمناً ؟! ومع ذلك فإننا نضحي به بسبب حماقة أصدقائه الذين اختاروا اللعب في وجه الخطر.
يحدث هذا النوع من الأزمات يومياً في حياتنا العملية والاجتماعية على حد سواء. فنحن دائماً نضحي بالأقلية لمصلحة الأغلبية مهما كانت درجة جهل أوحماقة تلك الأغلبية، ومهما كانت درجة علم وحنكة الأقلية. إذا اعتبرنا الطفل الوحيد أقلية فمن المحتمل ألا تثير التضحية به شفقتنا، وألا نذرف عليه الدموع.

>>>>>>>>>>>>

يقتضي المنطق والحق والعدل ألا نغير مسار القطار لأن الأطفال الذين اختاروا المسار السالك ملعباً لهم لم ينتبهوا إلى ذلك، وأنه يمكنهم أن يلوذوا بالفرار عند سماع صفارة القطار.
إذا قررنا تحويل القطار إلى المسار المعطل فسوف يموت ذاك الطفل بالتأكيد، لأنه لن يخطر بباله أن القطار سيتخذ ذلك المسار. والاحتمال الأرجح أنه تم تغيير المسار إلى السكة الجديدة بسبب عدم صلاحية الخط القديم.
هناك نتيجة أخرى محتملة لانحراف القطار عن مساره السالك وهي تعريض حياة المئات من الركاب للخطر بتحويل القطار إلى خط مهجور و ملغى.
وهذه هي العبرة ففي حين تمتلئ حياتنا بالقرارات الصعبة التي علينا اتخاذها، لا بد وأن ندرك أن القرارات السريعة ليست دائماً قرارات صحيحة.