الماضي و الألم

الماضي لن ينسى.. الى الأبد ولكن يمكن تغيير الشعور نحوه إلى الأبد أي :
هناك حدث فيه يحزنني..... بإمكان الإنسان أن يقلل هذا الحزن أو أن يغيره لشعور آخر مختلف لا يسبب الألم
أما بالنسبة للألم كدافع للتغيير بالفعل هو كذلك و هو دافع قوي جدا و الأحداث المؤلمة تقدم منه بقوة و لكن له سيئة قد تصبح خطيرة و هي عدم التحكم المنطقي بنتائج هذا التغييرو هناك أمثلة كئيرة جدا و على سبيل المثال لا الحصر : الثورة الفرنسية و البلشفية
حيث أدى التركيز على الظلم الواقع على الشعب كدافع للثورة و الإعتماد على ذلك بشكل رئيس الى مقتل آلاف و ملايين الأبرياء بدافع الأنتقام ..

آلام القلب و آلام العقل
لتمييز الألم الايجابي من الألم السلبي يمكننا تقسيمه الى قسمين :
الألم القلبي و هو ذاك الذي يخط في النفس آثارا عميقة و مشاعر قوية تدفع الإنسان لعمل ما آني و سريع و تمنعه من التفكير المنطقي و هو ما يؤدي الى عدم النجاح و بالتالي السقوط السهل في مصيدة اليأس و العجز و لكنه يستطيع التغلب على الخوف و العقبات و الدفع للعمل و لكنه غير ممدوح النتائج دائما كما اسلفنا
أما الألم العقلي فهو ألم ممنهج يعتمد على مقدمات منطقية فيه تحليل و تواريخ و ربما دراسات يجعل الإنسان يخطط للتخلص منه
الناس النظريين و العامة يناسبهم النوع الأول ليبرهنوا على إخلاصهم مثلا
الناس العمليين و القادة يناسبهم النوع الثاني لأنهم يعملون في الواقع و يريدون النجاح
و كلا النوعين ضروري حسب الظروف و توعية الأشخاص

الكورد و الرقص
من المعروف عشق الكوردي للرقص و الموسيقى انه كزوربا.. بل زوربا مثله . البيشمركة رغم جميع المآسي المحدقة به من كل حدب و صوب يرقص و يغني انه يرمي الألم الزائد عن الحد بطريقة فطرية و يعيد لنفسه توازنها و قوتها
و هناك مقولة مفادها إذا أردت أن تعرف أن الطفل الرضيع كردي أم لا فغن له فإن رقص فهو كذلك

اختاروا آلامكم
احتفظوا فقط بالآلام الدافعة الإيجابية الخادمة لمبدأ ما و تخلوا عن كل الآلام الأخرى فهي أعباء تثقل الظهر و تقصر العمر و لا تسمن و لا تغني من جوع

اذا يمكننا تلخيص الفكرة بالتالي :
الماضي لا ينسى بل تتغير المشاعر نحوه ( البرمجة تساعد في ذلك )
يمكننا الأستفادة من أحداث الماضي و أخذ العبرة منها بعيدا عن الألم العميق السلبي
يمكننا استخدام الألم كدافع بشرط .. أن يوجد ما يتحكم في نتائجه و أن لا يكون سببا للقنوط