داخل كل إنسان يوجد احتياطي من القوة لا حدود له,هذا الاحتياطي يستطيع التغلب على أي مشكلة في العالم.
وبذلك تعرف السعادة الدائمة والحقيقية طريقها إلى حياتك في اليوم الذي تدرك فيه إدراكاً واضحا ًأنك تستطيع التغلب على أي ضعف وفي نفس اليوم الذي تدرك فيه أن عقلك الباطن يستطيع أن يحل مشاكلك ويعالج جسدك ويحقق لك ازدهراً فوق أحلامك ..

ربما تشعر بأنك سعيد جداً عندما يولد طفلك,أو عندما تخرجت من الكلية أو تزوجت أو حققت انتصاراً كبيراً أو فوزاً بجائزة ,ربما كنت سعيدا ًجداً عندما ارتبطت بالفتاة التي تحبها أو ارتبطت الفتاة برجل أكثر وسامة وربما تستمر في تسجيل خبرات لا حصر لها تجعلك سعيداً,ولكن رغم أن هذه الخبرات رائعة إلا أنها لا تعطي سعادة دائمة حقيقية .إن السعادة تكون عندما تؤمن بالله.,عندما تثق بالله فإن قوة وحكمة عقلك الباطن ستقودك وتحكمك وتوجه كل سبلك ستصبح رابط الجأش .صافي النفس وهادئاً ...
وطالما انك تكن الحب والسلام والنية الحسنة للجميع فانك تقوم حقا ببناء البنية الأساسية للسعادة لكل أيام عمرك...

إن السعادة حالة عقلية وأنت تملك حرية اختيار السعادة ويبدو هذا بسيطاً جداً وهو فعلاً كذلك ,وربما يفسر ذلك سبب تعثر الناس في طريق السعادة,انهم لا يرون ببساطة مفتاح السعادة .
إن الأشياء السعيدة في الحياة بسيطة وفعالة وخلاقة إنها تصنع الإنسان والسعادة..

ابدا الآن في اختيار السعادة و كيفية صنعها ,عندما تفتح عينيك في الصباح ,قل لنفسك إن النظام الإلهي هو الذي يتولى تدبير أمور حياتي اليوم وكل يوم.إن كل الأمور تعمل معا من أجل صالحي اليوم. إن هذا يوم جديد لي .لن يكون هناك يوم آخر مثل ذلك اليوم. إن العناية الالهية ترشدني وتوجهني . ان العناية الإلهية تحيط بي .
إن مغناطيس عقلي وروحي يجذب الأشياء التي تسعدني تحقق لي الازدهار ,إنني سأحقق نجاحاً باهراً في كل ما أنجزه اليوم وسأكون سعيداً سعادة مطلقة طوال اليوم..
ابدأ يومك بهذا السلوك وبذلك ستختار السعادة وستكون صدراً للسعادة..

اجعل من السعادة عادة لك...إن الأفكار التي تتكرر بانتظام تغوص في العقل الباطن وتصبح عادة ...
إن الكثير من الناس يختارون الحزن بترديد مثل هذه الأفكار:ان اليوم يوم أسود, وكل شيء سيكون سيئاً.... ويقول إنني لن أنجح ..أنا دائماً متأخر,لن أحل مشاكلي....إن كان لديك هذا الاتجاه العقلي أول شيء في الصباح ستجذب لنفسك كل هذا التجارب وستكون حزيناً جداً.
ابدأ بادراك أن العالم الذي تعيش فيه يتكرر كثيراً بناء على ما يدور في عقلك....
قال الفيلسوف والحكيم الروماني ماركوس اوريليوس: " ان حياة الإنسان هي ما تصنعه أفكاره منها " ...
وقال ايمرسون الفيلسوف الأمريكي :" إن الإنسان هو ما يجول بذهنه طوال اليوم "
إن الأفكار التي تستمتع بها عادة في عقلك عادة ما تميل إلى تحقيق نفسها في الظروف العادية ,تأكد من عدم الغوص إلى الأفكار السلبية أو الأفكار الانهزامية أو الكئيبة...

السعادة والمال :
إن الثروة وحدها لا تجعلك سعيداً دائماً ومن ناحية أخرى فان الثروة لا تشكل عائقاً للسعادة ...
وفي هذه الأيام يوجد كثير من الناس يحاولون شراء السعادة من خلال شراء تلفاز أو سيارة أو منزل ريفي و و... لكن السعادة لا تشترى ولا تأتي بهذه الطريقة ..
ان مملكة السعادة توجد في فكرنا وفي مشاعرنا وكثي جداً من الناس يعتقدون أنه يمكن تحقيق السعادة بشيء صناعي ..ويعتقد البعض أنه إذا تمت ترقيته أو أصبح مديراً عاماً لأصبح سعيداً.. والحقيقة أن السعادة حالة روحية وعقلية وليس من الضروري أن تحقق الوظائف والمراكز هذه السعادة...

العقبة ليست هناك حتماً:حدث ذات مرة أن نفر حصان عندما اعترضته شجرة في الطريق , وفي كل مرة كان يأتي الحصان إلى موقع هذه الشجرة كان ينفر..قام الفلاح باقتلاع الشجرة وحرقها وسوى الطريق القديم إلا أن الحصان ظل على مدى خمس وعشرين سنة ينفر كلما مر بموقع الشجرة السابق فقد كان الحصان ينفر على ذاكرة الشجرة ....
ليست هناك أي عقبة أمام سعادتك ..حافظ على حياتك الفكرية وتخيلك العقلي ..هل يجذبك الخوف أو القلق إلى الوراء؟.. ان الخوف هو تفكير في عقلك وتستطيع أن تستأصله بان تستبدل به الإيمان في النجاح والإنجاز والمواجهة المشاكل والانتصار عليها....ثق في نفسك وستنجح وستكون سعيداً...
ان أسعد الناس من يتقدم دائماً إلى الأمام ويمارس أفضل ما لديه فالسعادة والفضيلة لا تكمل إحداهما الأخرى .إن أفضل الناس ليسوا هم فقط أسعدهم ولكن أسعد الناس هم دائماً أفضلهم في ممارسة الحياة بنجاح ...

قال الفيلسوف الألماني أبيقطيس : ان هناك طريقا واحدا لهدوء البال والسعادة ,اجعل ذلك دائماً في متناول يدك ,عندما تستيقظ مبكراً في الصباح وطوال اليوم ,وعندما تأوي إلى فراشك ليلاً لا تنسب الأمور إلى نفسك بل لله .....