المعلمة الذكية
هذه القصة ترجمتها من احدى إيملاتي القديمة . مع بعض التصرف .. أرجو أن تنال إعجابكم..
المعلمة الذكية
ذات يوم طلبت إحدى معلمات الرياضيات من طلابها أن يحضر كل واحد منهم ورقة ويكتب فيها أسماء بقية زملائه في الصف ، على أن يترك بين الاسم والآخر سطرا فارغا.
ثم طلبت منهم أن يفكر كل واحد منهم في أجمل صفة يتحلى بها كل زميل من زملائه ويدون هذه الصفة تحت اسم ذلك الزميل.
انقضى وقت الحصة كله في تنفيذ هذه المهمة وبعدما انتهى الطلاب منها سلموا أوراقهم للمعلمة وخرجوا من الصف.
فيما بعد جلبت المعلمة أوراقا جديدة وخصصت لكل طالب ورقة (صحيفة) خاصة به كتبت عليها اسمه ودونت فيها جميع المقولات التي كتبها عنه زملاؤه الآخرون . وهكذا أصبح لكل طالب "صحيفة" خاصة به تحمل اسمه و مكتوب فيها كل الصفات الجميلة التي يراها الآخرون فيه.
في اليوم التالي أعطت لكل طالب صحيفته التي تحمل اسمه ، ولم يدم الوقت طويلا حتى رأت الابتسامة على وجوه الجميع و بدأت تسمع همسات من مثل :
"حقاً ؟"
"لم يخطر ببالي من قبل أنني مهم بالنسبة للآخرين"
"لم أكن أعرف أن الآخرين يحبونني لهذه الدرجة" ..
كانت هذه العبارات هي أكثر ما همس به الطلاب بين بعضهم .
لم يعد أحد يخوض في ذكر هذه الصحائف بعد هذه اللحظة. ولم تعلم المعلمة فيما إذا قام الطلاب فيما بعد بمناقشة المقولات بين بعضهم أو مع ذويهم . و لكن كل ذلك لم يكن مهما بالنسبة لها. فقد نجح التمرين في تحقيق غايته. كان الطلاب كلهم سعداء بأنفسهم وبالآخرين.
ثم فرق الزمن تلك المجموعة من الطلاب.
وبعد عدة سنوات كان أحد الطلاب قد استشهد في حرب وطنية ، وكانت المعلمة في مقدمة مشيعي جنازة ذلك الطالب المتألق. كانت المرة الأولى التي ترى فيها نعشا مزينا لشهيد في الجندية ، لقد بدا رائعا وبطلا أكثر من أي وقت مضى.
كانت الجنازة قد حشدت بأقرانه وأصدقائه ، أولئك الذين أحبوه .. يسيرون معه للمرة الأخيرة في حياتهم ، وكانت المعلمة هي أخر من ودعت النعش وترحمت على الشهيد .
وبينما هي لا تزال واقفة تقدم إليها أحد العسكر الذين كانوا يحملون النعش وسألها : "هل أنت معلمة الرياضيات لمارك ؟" ، أومأت المعلمة برأسها موافقة ، تابع الجندي : لطالما تحدث عنك مارك ..
بعد الجنازة ذهب معظم أقران مارك لتناول الغداء سوية ، كان والداه أيضا حاضرين ، وكانا يودان التحدث إلى معلمة مارك.
قال أبوه للمعلمة: "نريد أن نريك شيئا ما" ثم فتح محفظة الجيب الخاصة بمارك وتابع يقول: "لقد وجدوا هذه مع مارك بعد استشهاده ، وتوقعنا أن يكون ذو شأن بالنسبة لك أحببنا أن تريه أنت أيضا". ثم قام بفتح المحفظة وأخرج منها بحذر شديد ورقتين معتقتين ملفوفتين على بعضيهما بإحكام وقد استطاعت المعلمة لأول وهلة تذكرها فعرفت بأنها ذات الصحيفة التي دونت فيها قائمة بجميع الأشياء الجميلة التي يتصف بها مارك والتي تحدث عنها أقرانه أيام المدرسة .
قالت أمه للمعلمة شكرا جزيلا على عملك الرائع هذا ، كما ترين لا يزال مارك محتفظا بها حتى آخر لحظة في حياته .
جميع أقران مارك بدؤوا سوية يتكلمون .. قال شارلي مبتسما منتعشا "أنا لا أزال أحتفظ بصحيفتي .. إنها في الدرج الأول من مكتبي في البيت"
قالت زوجة صديقه شوك : لقد طلب مني شوك أن أضع صحيفته بين مجموعة صور زفافنا ..
قالت مارلين : أنا أيضا لا أزال أحتفظ بصحيفتي .. إنها في المفكرة.
بعد ذلك أخرجت فيكي مفكرتها وأظهرت صحيفتها حيث مدون فيها جميع الأشياء الجميلة التي قالها عنها أقرانها في الصف أيام المدرسة .. وقالت "أنا أحملها معي في جميع الأوقات وأينما أذهب .. وأظن أننا جميعا يحتفظ كل منا بصحيفته تلك" .
حينها لم تتحمل المعلمة وجلست تخر بالبكاء .. لقد بكيت من أجل مارك .. وبكيت من أجل كل أصدقائه الذين أحبوه والذين لن يلقوه بعد اليوم ..
إن معظم الناس غافلون عن هذا .. غافلون عن أن الحياة ستنتهي يوما ما . وأننا لا نعرف متى سيكون ذلك اليوم ..
لذا .. .. أخبر كل الذين تحبهم وتهتم بهم ، بأن لهم مكانة خاصة عندك .. أخبر أهلك وذويك وأقربائك وأقرانك بكل الأشياء الجميلة التي تحبها فيهم .. أخبرهم قبل فوات الأوان .
evdel القصة جميلة جدا ومؤثرة
ومثل ما قال jooan مغزاها رائع
وشكرا
شكرا اخ evdel عالقصة
evdel, حقيقة القصة مؤثرة جدا....شعرت بالقشعريرة تنتشر في كل جسدي وانا أقرأ السطور الأخيرة
وفعلا لفتة جميلة من المعلمة ما صنعته....ولفتة جميلة منك أن تذكرنا بأصدقائنا الذي نحب
حلوة هالقصة عند الصبح ومع صوت فيروز وغنية (حبيتك تنسيت النوم) :( :(
زور سباااشevdel, :| :cry: :cry:
ما يجعلنا نعيش في العزلة والانفرادية هو ايماننا التام بفكرة (الكل هكذا فلست أنا وحدي بهذا الحال) فيبقى الود واظهارها للأخرين غريبا في وسط الانعزالية النفسية
كحمامة تحلق في السماء مع الغراب...
قصة رائعة أخي evdel...
قصة رائعة وذات مغزى
زور سباس
الله يعطيك العافية أخي evdel,
بالفعل قصة مؤثرة ..
وتحية لكل معلم ومعلمة يفكرون بهذه الطريقة ..
كما قالو قصة مؤثرة جدا ومغزاها رائع
الف شكر
evdel,
قرأت القصة واعدت قراتها مرة ثانية وانا اشعر في داخلي رغبة في البكاء
شعرت وكأنني ارى كل مشاهدها امامي بشكل حي ....
شكرا كثيرا على هذه القصة وعلى مغزاها الرائع
تحياتي .............
قصة ذات مغزى رائع شكراًevdel
jooan,
شكرا على مرورك الجميل وتعقيبك الأجمل
نحن دائما نتذكر سلبيات الأخرين .. ربما لو حاولنا تذكر ايجابياتهم فإن حياتنا ونفوسنا ستتغير
لنركز النظر على الجانب الجميل من أصدقائنا وأقربائنا .. ونغض الطرف قليلا عن سلبياتهم . فلربما تغيرت الحياة كلها بشكل عفوي .. بعد هذا الموقف ..
audit,
أشكرك عزيزي على تحسس المعاني والمغزى في هذه القصة .... وأشكر مرورك
KaKa07,
وشكرا لك مرورك اخي الكريم
عاشق كردستان,
أرجو ان تكون صباحاتك كلها جميلة . وحياتك كلها مليئة بالمحبة وبالأشياء الجميلة فقط ..
NOSHIN,
رؤية ايجابيات الآخرين وغض النظر عن السلبيات تحتاج لشخصية متفتحة وذات هدف وشخصية تحب العدل والكيل بالقسطاس المستقيم .. وإن شاء الله مجتمعنا سيتحول شيئا فشيئا نحو ذلك العدل .. شكرا مرورك وإضافتك
joudi,
ولك كل الشكر على المرور والقراءة
آلجي,
وتحية لك مرورك الغالي .. نحنا فعلا بحاجة لمربين يبرزون الجوانب الجميلة في مجتمعنا .. شكرا لك أيها الغالي .
Saze,
وألف شكر لك على المرور وتلمس المعاني في هذه القصة ..
نيسان,
أهنئك على احاسيسك المرهفة . وأنصح ألا تضمري شيئا من البكاء في نفسك ..
اذا مررت هنا لمرة ثالثة قابكي من كل قلبك .
وطالما أنك أحسست بهذه الأحاسيس فهذا يعني انك تنظرين إلى الجوانب الجميلة في المجتمع المحيط بك . وبالتاكيد هم أيضا يرون فيك كل الصفات الجميلة التي تتحلين بها .
أشكر مرورك وتفاعلك مع معاني هذه القصة ..
leheng,
شكرا مرورك اخي الكريم ..
شكراا للموضوع الحلو تاثرت فيه فعلاااااااااااااااا
evdel, جميلة جدا القصة التي تحدثت عنها..
مؤثرة ومغزاها رائع...
قصة تعلمنا ... وتحيي فينا هذا المبدأ الذي كثيرا ما نحن غافلون عنه...
لمحبة اذا شاعت بيننا .. سننتقل خطوة كبيرة...
لأنه في مجتمعنا كثيرا ما يخجل الناس من قول الكلمة الحلوة
شكرا..
انتظر منك المزيد